انطلقت بالجزائر العاصمة فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي للسينما والفيلم الملتزم بمشاركة 23 فيلم من 14 دولة عربية وأجنبية. وقد أعطيت إشارة افتتاح المهرجان بقاعة السينما “ابن زيدون” بحضور عدة شخصيات عربية ودولية على غرار المخرج العالمي كوستا جافراس. وافتتح المهرجان بعرض الفيلم الفلسطيني (زنديق)، للمخرج ميشال خليفي وبطولة الفنان محمد البكري. ويتطرق الفيلم على مدار الساعة والنصف لموضوع اللاجئين الفلسطينيين غير أن طرح المخرج جاء بصيغة جديدة، حيث يصور جانبا من معاناة أصحاب الأرض المضطهدين وينقل صورا حية لأجواء مدن الناصرة والقدس وبيت لحم من خلال قصة مخرج من أصل فلسطيني يعيش في أوروبا يقرر تصوير فيلم عن أحداث نكبة 1948 وبمجرد وصوله إلى مدينة الناصرة يصطدم بالواقع. ويحمل “زنديق” الكثير من الرسائل السياسية وقراءات ما بين الأسطر على غرار الخلافات الفلسطينية معرجا في الوقت ذاته على تصوير بطش المستعمر من خلال إبراز المعاناة التي فرضها الجدار الأسمنتي العازل بين مدينتي القدس ورام الله. وصرحت مديرة مهرجان الجزائر الدولي للسينما “زهيرة ياحي” بأن المهرجان سيستمر حتى يوم الخميس القادم وستحتفى هذه الدورة بالسينما الفلسطينية وذلك تزامنا مع قرار منح الأممالمتحدة لفلسطين عضوية مراقب. ويشارك في المهرجان الفيلم التونسي “تالة” الذي يعود بالمشاهد إلى وقائع “ثورة الياسمين” التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إلى جانب فيلم يتطرق للقضية الصحراوي يحمل عنوان “ولاية” للمخرج الاسباني “لبيدرو روزادو”، صورت جميع لقطاته بمخيمات اللاجئين، وتشارك الجزائر في هذا الموعد السينمائي الدولي بفيلم “يما” للمخرجة “جميلة صحراوي” الذي يدخل لأول مرة في منافسة رسمية تقام بالجزائر بعد مرور أزيد من سنة على تاريخ إنتاجه بالنظر لقضيته الشائكة التي تعود إلى العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر بفعل الإرهاب.