قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلى اليوم الجمعة المسيرات الأسبوعية السلمية في عدد من بلدات وقري الضفة الغربية ، وأصابت عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بحالات اختناق ، كما قامت باعتقال أخرين ، وواصل المستوطنون اليهود اعتداءاتهم على المزارعين الفلسطينيين وحقول الزيتون في مختلف المناطق القريبة من المستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة. جاءت الاعتداءات خلال المسيرات السلمية التى ينظمها الفلسطينيون كل جمعة ، بمشاركة متضامنون وصحفيون أجانب ، احتجاجا على بناء الجدار العازل والمستوطنات اليهودية بالضفة الغربيةالمحتلة ، في بلدات المعصرة التى تبعد 6 كيلو مترات جنوب غربي مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية ، وكفر قدوم شمال شرقي مدينة قلقيلية الواقعة غربي الضفة الغربية على مقربة من الخط الأخضر ، وبلعين 12 كيلو مترا غربي رام الله بالضفة الغربية، وبيت أمر 11 كيلومترا شمالي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، والنبي صالح 20 كيلو مترا شمال غربي رام الله بالضفة الغربية. وحملت المسيرة السلمية في قلقيلية شعار ” انتفضوا لزيتونكم”، في إطار الرد على اعتداءات المستوطنين اليهود على أشجار الزيتون ، بتحطيمها وسرقة ثمارها . وقد هاجم عشرات المستوطنين اليهود مجموعة من المزارعين الفلسطينيين في بلدة كفر قدوم في قلقيلية، وقاموا بتحطيم أشجار الزيتون وسرقة المحصول الذى جمعه المزارعون. وفي قرية بلعين ، أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع ، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلى مسيرة بلعين السلمية التى تنظمها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار العازل والاستيطان اليهودي في القرية . كما هاجم 100 مستوطن يهودى من سكان مستوطنة “كرمى تسور” المزارعين الفلسطينيين في منطقتي جالا والبويره غربي بيت أمر شمالي الخليل ، وطردوهم من أراضيهم ، كما اقتحموا مقاما يعرف باسم مقام “السيدة نجلاء” والمقبرة الإسلامية المحاذية له حيث أقاموا هناك طقوسا تلمودية. وقد رصد مركز المعلومات الإسرائيلى لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة “بتسيلم” عدد من الاعتداءات التى نفذها المستوطنون اليهود واستهدفت المزارعين الفلسطينيين ، وحقول الزيتون في مختلف أرجاء الضفة الغربية خلال الفترة من 7 إلى 10 أكتوبر الجاري . وقال المركز في تقرير نشره اليوم الجمعة إن اعتداءات المستوطنين المتصاعدة تثير المخاوف ، فيما طالب الجيش الإسرائيلى بالتحرك من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات. ورصد تقرير مركز “بتسيلم” 5 حالات تم فيها الاعتداء على مزارعين وأشجار الزيتون التابعة لهم ، في منطقتي رام الله ونابلس ، واعتدي المستوطنون في حالتين اثنتين منهما على مزارعين كانوا يقطفون أشجار الزيتون وألحقوا الضرر بمحاصيلهم. كما أشار التقرير إلى أنه عثر في ثلاث حالات أخري على كروم زيتون أتلفت أو أن المحصول سرقه مستوطنون يهود، وجرت عمليات الاعتداء المباشرة التى وثقها مركز “بتسيلم” أثناء وجود الجيش الإسرائيلى، كما أن جميع المناطق التى جرت فيها الاعتداءات على الأشجار معروفة للجيش بأنها مناطق معرضة للاعتداءات المتكررة والمتواصلة من جانب المستوطنين اليهود. يذكر أن مركز المعلومات “بتسليم” الإسرائيلي كان قد تأسس لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتعني بالعربية “على صورة” وذلك عام 1989 على يد مجموعة من المفكرين والقانونيين والصحفيين وأعضاء في الكنيست الإسرائيلى ، بهدف مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، من خلال توثيقها ونشرها للجمهور ووضعها أمام أصحاب القرار ، والمساهمة في خلق ثقافة حقوق الإنسان في إسرائيل.