أطاح وزير الدفاع الإسرائيلي الاسبق شاؤول موفاز بوزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني من زعامة حزب كاديما أكبر حزب معارض في اسرائيل. وأظهرت النتائج النهائية للاقتراع على الزعامة التي اذيعت يوم الاربعاء حصول موفاز على 61.7 بالمئة من الاصوات بينما حصلت ليفني على 2. 37 بالمئة في هزيمة مدوية ينظر اليها على انها عقاب لها على هبوط حاد في شعبية الحزب والمتوقع ان يمنى بهزيمة كبيرة في الانتخابات القادمة. ويمثل هذا تغيرا نادرا في المشهد السياسي الهاديء عادة ويهيمن عليه التحالف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والذي لم يتعرض لشروخ كبيرة مثل تلك التي أسقطت من قبل تحالفات حاكمة يشارك فيها أكثر من حزب. ومن المتوقع على نطاق واسع ان تعلن ليفني وهي وزيرة خارجية ومفاوضة سابقة في محادثات السلام خروجها من العمل السياسي. واعترفت ليفني بالهزيمة وقالت في بيان من مقرها في تل ابيب بعد اعلان نتيجة الاقتراع الذي شارك فيه 100 ألف من اعضاء كاديما وقد وضعت على وجهها ابتسامة مرتبكة “اتصلت بشاؤول موفاز وتمنيت له التوفيق.”ورغم ان كاديما هو أكبر حزب معارض في إسرائيل الا ان استطلاعات الرأي اظهرت مؤخرا انه في طريقه لان يخسر أكثر من نصف مقاعده في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) المؤلف من 120 عضوا وقد ينتهي به الحال الي شغل 12 مقعدا فقط بدلا من 28 مقعدا الآن في الانتخابات المقبلة التي تجري العام المقبل.وفي حين تشير استطلاعات الرأي الي انه من غير المرجح ان يتمكن موفاز من إنزال هزيمة بنتنياهو في الانتخابات العامة القادمة فان بعض المحللين يشعرون بأن المؤهلات الأمنية لزعيم كديما الجديد ربما تعزز فرص الحزب في الانتخابات وتعطيه فرصة أكبر لتحدي نتنياهو أكثر من ليفني. وقال اوفير اكونيس النائب البرلماني عن حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو “أتمنى للسيد موفاز سنوات طويلة كزعيم للمعارضة” في هجوم خاطف على الزعيم الجديد المنافس. ووصف حزب كاديما بانه “حزب فقد ثقة الشعب.”وفي كلمته للاحتفال بفوزه دعا موفاز (63 عاما) الي ان يتحد الحزب خلف مسعى جديد لهزيمة نتنياهو. وتعهد بالعمل من أجل إرساء “نظام اجتماعي جديد” يدافع عن الفقراء في إسرائيل والسعي لاستئناف المساعي الدبلوماسية المجمدة في الشرق الاوسط واطلاق “حملة من اجل الدفاع عن صورة إسرائيل ومستقبلها.” ويرأس موفاز -الذي هاجر من ايران إلى إسرائيل- لجنة برلمانية مرموقة لشؤون الدفاع. وكان رئيسا لاركان الجيش ثم وزيرا للدفاع من عام 2000 الى عام 2006 وشهدت تلك الفترة الانتفاضة الفلسطينية لعام 2000 وانسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 . واظهرت نتائج الاقتراع على زعامة كاديما أنه يدين بفوزه في جانب منه الي تأييد ساحق من المواطنين العرب الإسرائيليين في صفوف الحزب. ويأمل بعض اعضاء كديما أن يتمكن موفاز من إعادة الحيوية الي حزبهم الحاكم السابق الذي أسسه رئيس الوزراء الاسبق ارييل شارون عندما ترك حزب ليكود اليميني بعد الانسحاب من قطاع غزة. وفاز كاديما بعدد من المقاعد البرلمانية أكثر من تلك التي فاز بها حزب ليكود بزعامة نتنياهو في الانتخابات العامة السابقة التي جرت في 2009 . لكن ليفني فشلت في تشكيل حكومة ائتلافية. وتحالف نتنياهو مع احزاب قومية ودينية لتشكيل حكومة ائتلافية وهبطت شعبية كاديما منذ ذلك الحين.