اعتبرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية اليوم الاثنين أن فوز هوجو شافيز في الانتخابات الرئاسية يطرح فكرة الرحيل من البلاد للكثير من الفنزويليين. وقالت الصحيفة في تعليق لها أوردته في نسختها الإلكترونية- إن شافيز خرج من الانتخابات أقوى بكثير عما كان من قبل، بعد انتصاره التاريخي على منافسه هنريك كابريليس مسجلا فارق 10%. ورصدت الصحيفة البريطانية تخوف العديد من الفنزويليين من سعي شافيز إلى التأصيل لمبادئه الثورية البوليفارية بالبلاد كما وعد من قبل، لما يرون فيها من آثارسلبية على الاقتصاد. وأشارت الصحيفة إلى تعبير أعداد كبيرة من الفنزويليين عن خيبة أملهم على المدونات وصفحات التواصل الاجتماعية، والبدء في حزم حقائبهم استعدادا للنزوح منالبلاد في موجة خروج جديدة للأفراد بحثا عن فرص وظيفية أفضل، وللشركات بحثا عن مناخ استثماري أفضل. كما أكدت الصحيفة تشاؤم المحللين بشأن التوقعات المستقبلية للاقتصاد الفنزويلي؛ مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تنخفض قيمة العملة المحلية بنسبة 50% في القريب، بعد انخفاض قيمتها مطلع يناير من عام 2010، عندما كان معظم الفنزويليين منشغلين باحتفالات رأس السنة. ورأت الصحيفة أن أكبر بواعث القلق هو أن انتصار شافيز يعني تضاؤل فرص التغيير في سياساته التي خلفت اضطرابات شديدة واختناقات عديدة عانى منها الاقتصاد الفنزويلي، وسط تخوف من مزيد من التردي في الأوضاع الاقتصادية، لاسيما حال تقرير المزيد من الشركات (أو إجبارها) وقف أنشطتها وغلق مقارها والنزوح خارج البلاد أو أن تواجه خطر التأميم. واختتمت الصحيفة التعليق بالتساؤل عن فرص النمو الاقتصادي في فنزويلا، في ظل فوز شافيز الذي يعني مزيدا من عمليات العجز في الاقتصاد والتضخم، لاسيما بعد الإرتفاع الهائل الذي شهده الإنفاق العام قبل الانتخابات، وتأكيد كافة الشواهد أن البلاد مقبلة على ركود اقتصادي في العام المقبل.