هنأت مصر أمس شعبى وحكومتى السودان وجنوب السودان على توصلهما إلى اتفاقات مهمة حول الترتيبات الأمنية الحدودية، ورسوم تصدير البترول، والجنسية والمواطنة. وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو، أمام “المنتدى التشاورى بشأن السودان وجنوب السودان” والذي عقد بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج المنتهية فترته وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، إن هذا اليوم حقا هو يوم عظيم فى تاريخ البلدين، والمنطقة بأسرها، كما ذكر الرئيسان عمر البشير وسيلفاكير عقب التوقيع على الاتفاقيات اليوم فى أديس أبابا. وأشاد بالقيادة البناءة والإرادة السياسية الراسخة التى أظهرها الرئيسان البشير وسيلفاكير، مما كلل قمتهما بالنجاح، وقاد إلى تحقيق هذا التقدم البارز فى معالجة القضايا الخلافية، وإرساء دعائم راسخة لعلاقات حسن جوار، وتعاون وثيق بين البلدين، تبنى على ما يجمع شعبيهما من روابط التاريخ والجغرافيا. وتوجه بالتحية للجنة الاتحاد الأفريقى رفيعة المستوى بقيادة الرئيس السابق تابو مبيكى، وكذلك إلى الرئيسين السابقين عبد السلام أبو بكر، وبيير بويويا، للدور المحورى الذى قامت به اللجنة فى تيسير العملية التفاوضية بين البلدين. وقال عمرو إن علاقات مصر بالسودان وجنوب السودان تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، يجمعنا مصير واحد، ومصالح مشتركة، مؤكدا مساندة مصر الدائمة لجهود تحقيق السلام.وأكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو على أهمية وفاء المجتمع الدولى بوعوده وتعهداته لدعم دولتي السودان وجنوب السودان خلال المرحلة الراهنة، ليس لتجاوز ما تبقى من قضايا عالقة فحسب، وإنما لتوطيد السلام والاستقرار بينهما، ومساعدتهما على التصدى للتحديات التنموية الهائلة التى يواجهانها، ولاسيما تحديات بناء الدولة فى جنوب السودان، وتلك المتعلقة بإعادة هيكلة الاقتصاد فى السودان، وتخفيف عبء الديون عليه. وأشار إلى أن مصر كانت أحد الأطراف الشاهدة على اتفاق السلام الشامل عام 2005، وشاركت بفاعلية فى عملية الأممالمتحدة فى السودان (يونميس) التى اضطلعت بولاية متابعة تنفيذ الاتفاق. وأضاف أنه انطلاقا من إدراك مصر للصلة الوثيقة بين السلام، والاستقرار، والتنمية، فإنها تعمل بشكل وثيق مع حكومتى السودان وجنوب السودان لتعزيز التعاون التنموى، خاصة فى مجالات البنية الأساسية، والزراعة، والطاقة، والتعليم، والصحة. وأكد وزير الخارجية أن مصر ستواصل جهود تعزيز التعاون والتفاهم بين السودان وجنوب السودان، مؤكدا استعداد القاهرة للقيام بأى دور يسهم فى تقريب وجهات النظر بين الطرفين بشأن ما تبقى من قضايا عالقة بينهما، بهدف إقامة علاقات سليمة بين البلدين، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية لصالح شعبى السودان وجنوب السودان.