أكد الشيخ علي أحمد رأفت عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الالكترونية على جواز ترديد أدعية خاصة مع هبوب الرياح وهطول المطر وشدد على حرمة سب الرياح ولعنها. جاء ذلك مساء اليوم الاربعاء في اتصال هاتفي ومحررة موقع اخبار مصر حيث اوضح انه قد ورد الى قسم الفتاوى بالمركز سؤال حول الأدعية التي يدعو بها المرء عند هبوب الرياح والعواصف؟ واضاف انه ينبغي على المسلم أن يلجأ إلى ربه ويدعوه في السراء والضراء في اليسر والعسر في كل أحواله، وشئون حياته… لا سيما عند حدوث الأهوال والأفزاع. ولقد علمنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم أن نلجأ إلى الله ونهرع إليه بالدعاء عند اشتداد الرياح والعواصف فقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام أدعية بهذا الشأن، منها: ما رُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهها أنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ “. [ صحيح مسلم في كتاب صلاة الاستسقاء، باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر (899) (26/3)]. وأضاف أن الرياحُ جندٌ من جنودِ الله قد تأتي مرسلة بالخير فتسوق السحب التي تحمل المطر، أو تسير السفن والمراكب التي في البحار والأنهار، أو تكون سببًا في تلقيح الأشجار فتؤتي الثمار فتكون الرياح في هذه الأحوال رحمة، وقد تأتي مرسلة بالدمار والكوارث على من انحرفوا عن منهج الله وعن الجادة والصواب فتكون في هذه الأحوال عذاباً لهم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ الله “. قال سلمة : فَرَوْحُ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا “. [ سنن أبي داود في أول كتاب الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح (5097) (206/5)]. ولقد نهىٰ الشرع الشريف عن سب الريح أو لعنها، فعن ابن عباس رضي الله عنه ، أَنَّ رَجُلًا لَعَنَ الرِّيحَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : ” لَا تَلْعَنِ الرِّيحَ، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ ؛ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ “. [ سنن الترمذي في أبواب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.، باب ما جاء في اللعنة (1978) (520/3)]. وأكد إن السُنة النبوية الشريفة جمعت شؤون الحياة ودقائق أمورها وخصائصها، وسنتحدث باختصارٍ لطيف عن تقريب هديه – صلى الله عليه وسلم – للمُسلمين عامة وناشئتهم خاصة عند نزول المطر وأثناء نزوله وبعده، *أولًا* : ما يُقال عند أول نزول المطر مما وردت به السنة النبوية المطهرة أن يقال عند أول نزول المطر : (اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا). فعن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : ” اللهم اجعله صيبا هنيئا “. [ سنن أبي داود في أول كتاب الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح (5099) (207/5)]. ومعنى ذلك أي: أنزله علينا مطرًا نازلًا. (هنيئا) أي: نافعًا موافقًا للغرض غير ضار. قال المنذري: وأخرجه النسائي وابن ماجه. *ثانيًا* : ما يقال عند رؤية المطر : مما جاءت به السنة النبوية المطهرة أن يقال عند رؤية المطر : رحمة؛ فعن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأى المطر : ” رحمة “ أي : هذا رحمة. [ صحيح مسلم في كتاب صلاة الاستسقاء، باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر (899) (26/3)]. *ثالثًا* : مما جاءت به السنة النبوية الشريفة : الوقوف تحت المطر وإصابة المطر للجسد؛ فعن ثابت الْبُنَانِيِّ ، عن أنس قال : قال أنس أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال : فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه، حتى أصابه من المطر، فقلنا : يا رسول الله، لم صنعت هذا ؟ قال : ” لأنه حديث عهد بربه تعالى “. [ صحيح مسلم في كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء (898) (26/3)]. و معنى ” حسر ” : كشف أي : كشف بعض بدنه ، ومعنى ” حديث عهد بربه ” أي : بتكوين ربه إياه ، معناه : أن المطر رحمة ، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها . واستدل بعض الفقهاء بهذا الحديث على أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف الإنسان غير عورته ليناله المطر. *رابعًا* : الدعاء عند نزول المطر : ومن ذلك أيضًا أنه يستحب الدعاء نزول المطر؛ فعن عَنْ أَبِي حَازِمٍ عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” وَوَقْتَ الْمَطَرِ ” أي : أن وقت نزول المطر يُعد من الأوقات التي ترجى فيها الإجابة. فيدعو الإنسان ربه بكل ما يرجوه من الخير عند نزول المطر، فهذه أوقات منةٍ وفضل ولطفٍ ورحمة من الله على عباده ، يقول ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى ورضي عنه : ( مَتى أطْلَقَ لِسانَكَ بِالطَّلَبِ فَاعْلَمْ أنَّهُ يُريدُ أنْ يُعْطِيَكَ). ولله در بعض العارفين حين قال : لَوْ لَمْ تُرِدْ نَيْلَ ما أَرجُوهُ مِنْ طَلَبٍ مِنْ فَيْضِ جُودِكَ ما أَلهمْتَنِيْ الطَّلَبا. ويرفع يديه عند الدعاء؛ ففي الحديث الشريف : عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا). أي: فارغتين خاليتين من الرحمة. [ سنن الترمذي في كتاب الصلاة، باب الدعاء (1488) (112/2)]. *خامسًا* : الدعاء بعد نزول المطر : و كذلك من السنن النبوية بعد نزول المطر: أن تقول: (مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ) كما جاء في الحديث الشريف – الطويل – أنه صلى الله عليه وسلم قال: (هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ ” قَالُوا : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ :….. أما من قال: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي ». [ صحيح البخاري في كتاب الاستسقاء، باب قول الله تعالى وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون (1038) (33/2)].