كشف تقرير رسمي أصدرته وزارة الموارد المائية والري، ممثلة في بعثة الري المصرية بالعاصمة السودانية الخرطوم، أن رحلة فيضان النيل تستغرق 15 يوما من الهضبة الإثيوبية عند مقياس الديم على الحدود «السودانية- الإثيوبية» حتى بحيرة ناصر، يقطع خلالها 2590 كم بسرعة تصل إلى 168 كم يوميا على 3 مراحل، كل منها 5 أيام . وأضاف التقرير، أن المصادر الرئيسية للفيضان السنوي للنيل تأتي من الهضبة الإثيوبية، وبعض المناطق السودانية، مشيرًا إلى أن هذه المصادر تشمل النيل الأزرق، ونهر عطبرة، ومصادرهما من مياه الفيضان تأتي من الهضبة الإثيوبية، بالإضافة إلى النيل الأبيض الذي يمد مصر ب 15% من حصتها من مياه النيل، مقابل 85% من الحصة تأتي من إثيوبيا، بينما يعد نهري «الدندر»، و«الرهد» من الأنهار التي تنبع داخل السودان، ونصيبهما من المياه الواردة للنيل الأزرق قليلة. وقال المهندس مجدي السيد، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الري بالسودان، إن التوقعات لفيضان العام الحالي تشير ملامحه أنه سيكون فوق المتوسط عند انتهاء موسم الفيضان الحالي، مشيرا إلى أن إجمالي كميات المياه الواردة من فيضان الهضبة الإثيوبية لا يتم احتجازه أمام السدود السودانية الواقعة على النيل الأزرق مثل سد الروصيروص حتي الأول من سبتمبر الحالي . وأضاف أن عملية التخزين أمام السدود السودانية الواقعة على النيل الأزرق بدأت منذ الثاني من سبتمبر الحالي فيما تقوم السودان حاليا بتنفيذ برامج لتخزين بعضا من كميات مياه الفيضان أمام سدي سنار والروصيروص طبقا لبرامج الملء لهذه السدود وفقا لاتفاقية مياه النيل الموقعة بين مصر والسودان لعام 1959 مع تمرير جزء من مياه الفيضان حتي يصل إلى بحيرة ناصر أمام السد العالي والتي تصل إلى 84 مليار متر مكعب من المياه تفقد منها 10 مليار متر مكعب من المياه بسبب البخر. وأشار إلى أنه منذ إنشاء الري المصري بالسودان 1904، وهو يعتمد على تحديث المعدات اللازمة لرصد وقياس مناسيب النيل خلال فترات الفيضان، وذلك لرصد ومتابعة فيضان النيل وقياس التصرفات وعمل التنبؤات، موضحا أنه تم تفعيل هذه المهام بعد اتفاقية 1959 بين مصر والسودان، ويتبع الإدارة المركزية للرى المصري بالسودان إدارتين إحداهما الإدارة العامة لأبحاث النيل الشمالى ومقرها الخرطوم (التفتيش العام) والإدارة العامة لأبحاث النيل الجنوبى ومقرها (ملكال) في جنوب السودان، ويتبع الإدارة العامة لأبحاث النيل الشمالى تفتيش رى منطقة «الشجرة» كأحد المناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم وتقع على النيل الأبيض، حيث يتم الاستفادة من الورش المختلفة اللازمة لأعمال صناعة وصيانة الوحدات البحرية المستخدمة خلال أعمال الفيضان. وأوضح أنه يتم قياس تصرفات النيل من خلال 5 محطات، منها محطتي الروصيرص وسنار على النيل الأزرق، ومحطة الخرطوم الواقعة على النيل الأزرق والنيل الرئيسى، بالإضافة إلى محطة عطبرة لقياس النيل والواقعة على النيل الرئيسي حيث يصله المياه من نهر عطبرة، بجانب محطة القياس الخامسة في محطة دنقلا التي تبعد 500 كم إلى الشمال من العاصمة الخرطوم والواقعة على النيل الرئيسي.
