تقرير-عابد البنا يحل اليوم الذكرى ال19 لوفاة الفنانه مديحه كامل، التي لقبها النقاد ب«الأميرة » لما قدمته من أعمال للدراما السينمائية والتليفزيونية. وحظت بأعجاب الجمهور ولامعة في سماء الفن في الفتره السبعينات من القرن الماضي، وتميز اداءها بالبراءه والرومانسية . «مديحة كامل»، نجمة كتبت اسمها بشكل لامع وسط نجمات الوسط الفني ، وصعدت تدريجيا لتصبح إحدى أيقونات السينما المصرية ، وصنع لنفسها نجاحاً يجبر الجميع على تقدير كل ما قدمته. وتعد النجمة مديحة كامل من أهم النجمات فى السينما المصرية، وقدمت فى حياتها 142 عملاً فنيًا، ورحلت 13 يناير 1997. و تعد ملامحه البرىء ورمانسية مديحة كامل احد الاسلحه التي استخدمتها لصعود في سماء السنما و الفن في وقت قياسي في ظل وجود كوكبه من النجوم المميزين في تلك الفترة. واستطاعت بنت الإسكندرية الساحرة أن تصبح أيقونة من أيقونات السينما المصرية في 28 عام فقط من مسيرتها الفنية ،بساحرتها الفاتنات من «خفة ودلال وجمال». حياته ونشاته مديحة كامل ولدت في الإسكندرية في سنة 1948، وكانت بدايتها في مسرح المدرسة وقدمت دور رابعة العدوية، في مسرحية تحمل نفس الاسم، ثم كان الانتقال إلى القاهرة مع الأسرة، وبدأت موهبتها مبكراً وتحديداً في المرحلة الابتدائية، وشاركت في دور رابعة العدويه في المسرحية التي حمل نفي الاسم ومن هنا بدء تعلقها بالفن. وشاركت في مسابقه لعرض الأزياء اثناء دراستها في الثانوية ونجحت في المسابقه ومن هنا بدء مشوارها الفني. تزوجت مديحة تلاث مرات، المرة الأولى كانت من رجل الأعمال محمودالريس وكانت صغيرة، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة «ميريهان»، ثم تزوجت من المخرج شريف حمودة، وكان زواجها الأخير فكان من محامي، وتسبب حبها للفن والغيرة عليها من أزواجها والشائعات التي كانت تدور حولها في فشل علاقتها الزوجية. مسيرة مديحة كامل الفنية رأى المخرج أحمد ضياء الدين في مديحة كامل وجهاً جميلاً يصلح للتمثل، وقدمها في فيلم «فتاة شاذة» 1964، وتوالت الأعمال الفنية بجانب عملها كعارضة أزياء و إلتحقت بكلية الآداب في جامعة عين شمس عام 1965. كان أهم ما يميز مديحة هي الواقعية البسيطة، هي ليست ممثلة إغراء بالمواصفات السينمائية وقت بدايتها، وصعب الوصول لنجوم الكبار مثل سعاد حسني ونادية لطفي وقتها، ولكنها كانت تمتلك سحر غريب، هالة من الجمال والخفة والدلع والإغراء، باختصار ينطبق عليها الجملة التراثية "يا بنات اسكندرية مشيكم على البحر غيه". بدأت مديحه كامل مشوارها الفني بأدوار صغيرة في السينما والمسرح، وتدرجت في الأدوار الثانوية حتى حصلت علي دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي في فيلم «30 يوم في السجن» في أواخر ستينات القرن العشرين.
مديحة كامل تختفي ثم تعود اختفت مديحة كامل نحو عامين أو أكثر ثم عادت من جديد لتمثل في مصر ولبنان في أدوار لم تجلب لها الشهرة الواسعة ولكنها حققت انتشارا كبيراً. ولعبت أدوار البطولة الثانية في أفلام كثيرة حتي جاءتها الفرصة للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلمه «الصعود إلى الهاوية» مع الفنان محمود ياسين بعدما رفضت كل من عرض عليها الدور من نجمات السبعينات لتنطلق بعد هذا الفيلم في عالم النجومي. قدمت مديحة أعمالا عديدة، ومع أهم مخرجي هذه الفترة، مثل «الرغبة ومشوار عمر، وعذاب الحب، والجحيم ، وعيون لا تنام ، وملف في الآداب» وغيرها من الأفلام المهمة وبجانب ذلك قدمت أفلام تندرج تحت أفلام المقاولات هنا كان أو في لبنان. لم تكن السينما هي المكان الوحيد لموهبة مديحة وسحرها، ولكنها عملت الكثير من المسرحيات مثل «هالو شلبي في بدايتها الفنية، ويوم عاصف جدا، ولعبة اسمها الفلوس، واللص الشريف. وشاركة مديحه كامل في أكثر من 12 مسلسل تلفزيوني، ولكن يبقى مسلسل البشاير من أهم ما قدمته في مسيرتها الفنية التي رفضت فيه «شم البصلة»بعد تعرضها للإغماء ضمن أحداث العمل، فى المشهد الذى جمعها بمحمود عبد العزيز وأمينة رزق، وقامت والدته أمينة رزق بتشميمها البصلة، وبعد تصميم مديحة على الرفض لجأ أحد العمال من الفنيين إلى وضع البصلة داخل قطنة بها «كولونيا» ووافقت مديحة. مديحة كامل وابنتها «مديحة كامل» تعتزل الفن في عام 1992 قررت مديحة كامل اعتزال الفن في اثناء تصوير أخر افلامها «بوابة أبليس» منما دفع المخرج عادل الأعصر إلى الاستعانة «بدوبليرة» لأستكمال مشاهده مديحة. ولم تكن الفكرة وليدة الصدفة، ولكنها مرت بمراحل عديدة، حيث قالت الحاجه عن أسباب اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب: "قرأت ذات يوم حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف". وأكدت "أنه توقفت أمام هذا الحديث طويلاً وأدركت أن الله عز وجل يحب لعباده أن يكونوا أقوياء وقررت أن أكون قوية، وأن أفكر في الحياة وأعرف ما أقصى شيء فيها، وما قيمة النجاح والنجومية، ثم ما قيمة الهدوء والعطاء والحب الخالص، والفارق بين القيمتين أظنه واضح وضوح الشمس لهذا انسحبت وتواريت خلف الأضواء لا تحتها"، وتفرغت بعد ذلك لتربى ابنتها وتتابع مصنع التريكو الذي قامت افتتاحه قبل اعتزالها. مديحة كامل وفاة مديحة كامل عانت الفنانة ديحة كامل من مرض القلب طوال حياتها، وأصيبت المرة الأولى بجلطة عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل الأفعى. وبدأت متاعبها الصحية الجدية قبل وفاتها بعام حيث ظلت طريحة الفراش في مستشفى مصطفى محمود بسبب ضعف عضلة القلب و تراكم المياه على الرئة بشكل مستمر مما أستدعى مكثوها في المستشفى لفترة طويلة. وتوفيت في منزلها في 13 يناير 1997 المصادف الرابع من شهر رمضان بعد أن صلت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم خلدت للنوم، وتم العثور عليها ميتة في ظهر اليوم التالي.