قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، فى افتتاح المؤتمر الخامس والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية الذى حمل عنوان رؤية الأئمة والدعاة حول تجديد الخطاب الديني وآليات تتفكيك الفكر المتطرف «إنه قد آن الأوان ليتحد العالم من أجل التصدى لهذا الوحش الذى حذرت منه مصر ورؤساؤها وشعبها ودفعت من دم قواتها المسلحة وشرطتها ثمنا باهظا» . وأضاف الإمام الأكبر«بأننا ونحن بمدينة الأقصر مدينة الأثار والحضارة نستطيع أن نرى أن الدين قادر على أن ينشئ من الحضارات ما لا يستطيع أن ينشئه أى نظام إجتماعى آخر فالدين هو الذى أقام هذه الحضارة التى نقيم مؤتمرنا فى جنباتها وهى حضارة أدهشت العالم ولا تزال سرا حير المتخصصين حتى أنشأ الغرب قسما للعلوم الإنسانية أسموه علم المصريات ومن اللافت أنها قامت لتخدم الدين وتحقق مقاصده الدنيوية والأخروية لأنها قامت على بقايا شعاع من رسالات سماوية». وأكد الطيب على أن الإسلام تصالح مع الحضارات السابقة وأقام حضارة راقية تحت ظلاله وبوحى من القرآن كما أن التراجع الحضارى كان بسبب الإنفصام البائس الذى حال بين إستيعاب روح الدين إستيعابا صحيحا فالمسلمون عندما أبدعوا كانوا يسندون ظهورهم للقرآن والسنة وتراجعوا حينما أعطوا ظهورهم لروح الدين . وحمّل شيخ الأزهر العلماء المسئولية عما يحدث للمسلمين الآن مشيرا إلى أنهم لو كانوا على يقظة لما يدبر لأمتهم لما حدث لهم ما حدث مشيرا إلى أن وراثة الأنبياء ليست وراثة للعلم فقط وإنما للإصلاح والتعمير وبذل المجهود للوصول للهدف . ونوه الطيب إلى أنه لا مفر من تجديد الوعى والفهم ديننا الحنيف بفتاوى شجاعة دون تردد أو تخوف وإلا سنواجه مزيدا من التراجع وقال شيخ الأزهر إن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان فأين هذا مما نحن فيه الآن من صراع لمتطلبات الحياة وفتاوى متشددة مع صمت العلماء المؤهلين عن المجاهرة بالحق ومن العجيب أننا نحفظ أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص ومع ذلك يتجاهل أكثر علمائنا هذه الحقيقة ويتمسكون بفتاوى قديمة لو عاد أصحابها اليوم لغيروها. وحذر الأمام الأكبر من أولئك الذين يوظفون الدين لأهوائهم وإعتبرهم لا يقلون خطرا عن أولئك الذين يقفون عند ظواهر النصوص كداعش التى إستطاعت أ تستقطب شبابا وفتيات فى عمر الزهور يتحملون فى سبيل الوصول إليها معاناة السفر ومواجهة الخطر طلبا لتفجير أنفسهم لدخول الجنة . وقال شيخ الأزهر أنه آن الآوان لأن نتجه إلى القضايا محل الصمت والخلاف التى كان وراء السكوت عنها التحسب لمواقف بعض المتشددين الذين يرون كل تجديد تفريطا فى الدين وذوبانا فى الحضارة المادية .
