كتبت : نانيس البيلي نجم الكوميديا الذى أضحك الملايين، اشتهر بخفة ظله وموهبته، ويعد أحد أشهر نجوم الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح، شكل ثنائياً رائعاً ومميزاً مع رفيق دربه وصديقه عادل إمام وقدما أهم الأعمال الفنية فى تاريخ المسرح والسينما المصرية منها المسرحية الشهيرة «مدرسة المشاغبين»، وقدم أعمالاً مازالت محفورة فى ذاكرة المشاهدين. يمتلك "صالح" موهبة طاغية جعلت منه كوميديان درجة أولى في السبعينات، دخل ملك الضحك السجن أكثر من مرة بتهمة تعاطي المخدرات، لديه ابنة وحيدة تدعى هند. تحل، اليوم، الذكرى الأولى لرحيله، حيث غاب عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2014، عن عمر ناهز 76 عامًا بعد صراع طويل مع المرض تاركاً ورائه العديد من الأعمال الفنية التى مازالت ترسم البسمة على وجوه المشاهدين، والمفارقة أنه قضى عيد ميلاده ال 76 داخل مستشفى المعادى العسكرى ليرحل عنا بعد ساعات قليلة من عيد ميلاده. ولد سعيد صالح فى 31 يوليو 1938 فى مدينة المنوفية، وحصل على ليسانس الآداب بجامعة القاهرة عام 1960. اكتشفه حسن يوسف وقدمه إلى المسرح، وكانت من أولى مسرحياته (هالو شلبي) عام 1969 وشاركه فى البطولة عبدالمنعم مدبولى وأحمد زكى ومحمد صبحى، ثم قدم بعد ذلك المسرحية كاسحة النجاح (مدرسة المشاغبين) التي ظلت تعرض لمدة 6 سنوات، واتبعها بمسرحية (العيال كبرت) مع نفس طاقم العمل، والتي يعتقد الكثيرون أنها فاقت نجاح سابقتها. أعماله السينمائية: قام ببطولة الكثير من أفلام الفيديو والسينما، منها: الرصاصة لا تزال في جيبي (مع محمود ياسين)، أين عقلي (مع سعاد حسني)، درب اللبانة (مع شيريهان)، بلطية بنت بحري (مع دلال عبد العزيز)، يا عزيزي كلنا لصوص مع محمود عبد العزيز، أولاد حظ (مع صابرين)، نعيمة فاكهة محرمة (مع فاروق الفيشاوي)، العسكري شبراوي (مع ماجدة الخطيب). كما مارس سعيد صالح الغناء والتلحين في بعض المسرحيات. 10 أفلام لسعيد صالح مع الزعيم صنعوا منهما ثنائياً مميزاً: سعيد صالح وعادل إمام فى فيلم «سلام ياصاحبى» يعتبر سعيد صالح رفيق درب الزعيم عادل إمام حيث شاركه في أغلب أعماله، وصنعا معاً ثنائياً فنياً رائعاً ومميزاً، وجمعت بينهما صداقة طويلة استمرت حتى وفاته، ولم يتخلى عادل أمام عن سعيد صالح فى أى أزمة مر بها خاصة أزمة حبسه الشهيرة، وكان آخر عمل فنى جمع بينهما فيلم «زهايمر»؛ حيث قدم سعيد صالح فى الفيلم مشهداً واحداً نال استحسان واعجاب الجمهور والنقاد وحصل على مجموعه من الجوائز عليه. «سلام يا صاحبي، الهلفوت، المشبوه، رجب فوق صفيح ساخن، زهايمر، أمير الظلام، الواد محروس بتاع الوزير، الجردل والكنكة، على باب الوزير ، الأزواج الشياطين». ومن أشهر الأعمال التى قدمها فى التليفزيون: مسلسل "السقوط فى بئر سبع" مع النجمة إسعاد يونس عام 1994، والتى قدم فيها دور شفيق الجاسوس الذى يبيع وطنه من أجل المال، كما شارك فى مسلسلات "المصراوية"، و"آن الأوان"، و"رجل بلا ماضى"، و"أحلام الفتى الطائر"، "البرارى والحامول"، و"المارد"، و"العبقرى"، "عودة الروح"، "أشجان"، "هارب من الأيام"، "عودة الروح". ويعد سعيد صالح من أكثر الفنانين الذين قدموا أعمالاً فنية رغم أنه ابتعد عن الفن سنوات طويلة إلا أنه شارك فى أكثر من 500 فيلم ووأكثر من 300 مسرحية، لذلك كان يقول دائماً يقول دائمًا: «السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم أنا نصيبي منهم الثلث» دخل السجن بسبب اسقاط سياسى على رؤساء الجمهورية الثلاثة: اشتهر بخروجه عن النص في الكثير من مسرحياته: ففى عام 1983 : وقف على الخشبة قائلاً: «أمي إتجوزت 3 مرات...الأول وكلنا المش، والتانى علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش» قاصداً بذلك رؤساء الجمهورية الثلاثة الذين تناوبوا على حكم مصر، فحكم عليه المستشار راغب سامي صالح بالسجن ستة أشهر. سعيد صالح فنان ظلم نفسه: يرى بعض النقاد أن سعيد صالح فنان ظلم نفسه، فعلى الرغم من موهبته الطاغية التي جعلت منه كوميديان درجة أولى في السبعينات، يعشق الجمهور إفيهاته ونكاته التي يلقيها بتلقائية شديدة، إلا أن الفنان سعيد صالح لم يمنح نفسه الفرصة كاملة، ولم يستغل كل طاقاته التمثيلية، وأخذ موهبته إلى طريق آخر، فالفنان المصري على عكس غيره من النجوم لم يجد صعوبة في إثبات موهبته منذ البداية، فخرج بسرعة الصاروخ ليدخل قلب المشاهد المصري في سلاسة غريبة، وقدم العديد من المسرحيات الناجحة التي شاركه فيها صديقه الفنان عادل إمام، ورغم ذلك تفوق الزعيم في فترة لاحقة ليترك سعيد صالح وراءه، بعدما اتجه إلى المخدرات ودخل السجن أكثر من مرة. ملك الضحك دخل السجن عام 1991، بتهمة تعاطي المخدرات، ودخل مرة ثانية عام 1996 وظل مسجونًا لمدة عام، وقال إنه ندم كثيرًا على تعاطي المخدرات، لأنها ضيعت الكثير من طموحه وأحلامه، التي جعلته في النهاية في الدرجة الثانية أو الثالثة بعد أن كان متفوقًا بشكل كبير على النجم عادل إمام، وشهد له المخرج الكبير جلال الشرقاوى بأنه كان أكثر موهبة من الزعيم.
