أفادت إذاعة مونت كارلو الدولية عن تفجير المؤرخ وعالم الاجتماع الفرنسي " ايمانويل تود " قنبلة فكرية وسياسية في فرنسا بكتابه الأخير " من هو شارلي " سوسيولوجيا الأزمة الدينية في فرنسا . وتناول المفكر الفرنسي بأسلوب يجمع بين المعطيات الإحصائية العلمية والتحليل النظري ظاهرة " كلنا شارلي " التي انطلقت في يناير الماضي ، بعد اعتداءات باريس التي نفذها جهاديون فرنسيون ضد أسرة تحرير مجلة شارلي أيبدو الساخرة ومتجر يهودي مما أسفر عن سقوط 17 قتيلاً . آنذاك خرجت تظاهرات مليونية في كبريات المدن الفرنسية دفاعاً عن حرية التعبير وتنديداً بالإرهاب الأصولي. وأثار تناول المفكر الفرنسي لهذه الظاهرة جدلاً كبيراً ، لكونه انطلق في كتابه هذا من فرضية بسيطة تعتبر أن " الانتقادات والهجمات تَطالُ المسلمين لأنهم يُشكلّون أقلية فقيرة وضعيفة في فرنسا ". واعتبر المفكر ، أن ظاهرة شارلي مجرد خدعة وكذبة كبرى ، كانت وراءها النخبة السياسية الفرنسية والطبقات المتوسطة التي تذرعت بالإرهاب لتدافع عن " حق تشويه الإسلام والمسلمين بحجة حرية التعبير". وساق المفكر الفرنسي مجموعة من الحجج والبراهين تعكس بصورة واضحة ، بأن الغالبية الساحقة لأولئك الذين خرجوا في التظاهرات المليونية كانوا من الطبقات الميسورة والمتوسطة الذين لا يؤمنون بأي ديانة سماوية ، واتحدوا في مواجهة أقلية مسلمة يمثلها مهاجروا الضواحي من العمال والفقراء .