المكسيك نوهت المكسيك أمس الأربعاء بالمبادرة الجزائرية الرامية إلى إقامة حوار بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء فى منظمة الدول المصدرة للنفط /أوبك/ من أجل ضبط السوق عبر خفض الإنتاج. جاء ذلك فى البيان المشترك الذى صدر فى ختام زيارة العمل التى قام بها وزير العلاقات الخارجية المكسيكى خوسيه انطونيو ميادى كوريبرينا إلى الجزائر. وأوضح البيان أن وزيري خارجية الجزائروالمكسيك أكدا أهمية المبادرة الجزائرية الرامية إلى إقامة حوار بين البلدان الأعضاء وغير الأعضاء فى اوبك، واشارا إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى ضبط السوق من خلال خفض الإنتاج بغية ضمان استقرار على المدى الطويل لأسعار تكون فى مستوى يرضى المنتجين والمستهلكين. على الصعيد الأمني، أكدت الجزائروالمكسيك أن مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود ينبغى أن تتواصل بحزم على مستوى كل بلد من خلال الإعتماد على الإمكانيات التى يتيحها التعاون الإقليمى والدولى فى إطار إستراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة والوقاية من هذه الآفة العابرة للأوطان. وفيما يتعلق بالجانب السياسي، أشادت المكسيك بجهود الوساطة الدولية برئاسة الجزائر التى توجت بالتوقيع بالأحرف الأولى فى الاول من شهر مارس الماضى على اتفاق السلام والمصالحة فى مالى … كما وجه الوزيران دعوة لجميع الأطراف المالية من اجل التوقيع على الاتفاق وتغليب المصلحة العليا لمالى . وحول الازمة الليبية ، أعرب وزيرا خارجية الجزائروالمكسيك عن قلقهما العميق أمام الوضع السائد فى هذا البلد الذى يهدد الأمة الليبية فى أسسها وكذا الاستقرار والأمن فى المنطقة لاسيما بالنظر إلى تواجد جماعات إرهابية مصنفة من قبل الأممالمتحدة فى قائمة المنظمات الإرهابية . كما شجعا الأطراف الليبية على الالتزام بصدق و حسن نية فى الحوار الذى بادر به الممثل الخاص للامين العام الاممى إلى ليبيا بيرناردينو ليون من اجل التوصل إلى حل سياسى يحفظ الوحدة الترابية و استقرار البلاد. وبخصوص القضية الفلسطينية ركز الوزيران على ضرورة التوصل بشكل عاجل إلى حل عادل ونهائى يقوم على اللوائح الأممية ومبادرة السلام العربية . كما اكد الطرفان تطابق وجهات نظرهما حول المسائل الدولية على غرار التنمية والتغيرات المناخية وحقوق الانسان ونزع السلاح والهجرة والوقاية من النزاعات و تسويتها مجددان التأكيد على إرادتهما فى تعزيز التشاور و تنسيق موقفيهما فى المحافل الدولية . و أكدت الجزائروالمكسيك على الأهمية التى يوليانها لتعزيز دور الأممالمتحدة لاسيما من خلال إصلاح مجلس الأمن لجعله أكثر تمثيلا وأكثر ديمقراطية وشفافية فيما يتعلق باتخاذ قراراته من اجل إرساء علاقات دولية عادلة ومتوازنة .. كما أعرب الوزيران عن ارتياحهما للعودة التدريجية لمشاركة المكسيك فى عمليات حفظ السلم الأممية. وفى هذا السياق أكد الوزير المكسيكى أن ضابطين مكسيكيين يشاركان منذ 12 ابريل كمراقبين عسكريين في بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير فى الصحراء الغربية (مينورسو) و لمدة سنة. و فيما يتعلق بنزع التسلح أبرز الطرفان أهمية الندوة التاسعة للأطراف المكلفة بدراسة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المزمع تنظيمها من 27 أبريل وحتى 22 مايو بنيويورك برئاسة الجزائر … أوضح الطرف المكسيكى أن المسائل المتعلقة بنزع التسلح وحظر الانتشار هامة للغاية لتكريس نظام أمنى فعال. وبالنسبة لأجندة التنمية لما بعد 2015 ، أكد الطرفان التزامهما بتجسيد إطار تنمىي جديد يقوم على المبادئ العالمية للاندماج و الاستمرارية مع احترام حقوق الانسان و المبادى التى يجب أن تسير أعمال المجتمع الدولي بهدف القضاء على الفقر … ونوه الجانب المكسيكى بالدور الرئيسى الذي يقوم به الإتحاد الإفريقي فى مجال السلم والأمن والتنمية فى القارة مما ساهم فى تعزيز اندماج القارة فى المجالات السياسية و الاقتصادية. وفى هذا السياق أبرز الوزير المكسيكى أهمية الجزائر كفاعل اقليمى فى إطار الاتحاد الافريقى وكذا من خلال مبادرات الوساطة فى حل الأزمات فى شمال افريقيا والساحل. وعن العلاقات الثنائية بين البلدين ، التزمت الجزائروالمكسيك بتعزيز علاقاتهما الثنائية من خلال وضع برامج و مشاريع شراكة تعود عليهما بالمنفعة المتبادلة فى شتى المجالات وتم فى هذا الصدد أجراء محادثات هامة فى إطار الدورة الرابعة للآلية الثنائية للمشاورات السياسية حيث جددا لعمامرة وكوريبرينا التأكيد على التزامهما بالعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية وتنويعها بهدف استغلال نقاط التكامل والقدرات التى يزخر بها اقتصادى البلدين . من جهة اخرى ، استعرض الوزيران الوضع فى امريكا الوسطى واللاتينية و أشادا فى هذا الصدد بالدور الذى تلعبه المكسيك فى تعزيز السلم والإستقرار فى المنطقة من أجل تحقيق إندماجها السياسى والإقتصادي لصالح هذه البلدان و الشعوب … و قدم كوريبرينا عرضا حول دور المكسيك فى أمريكا اللاتينية والكاريبى والآفاق السياسية والإقتصادية فى المنطقة. وذكر في هذا الإطار "التقدم" المتعلق بالإندماج الإقتصادى و التحرر التجارى في أمريكا اللاتينية من خلال تحالف الهادئ مؤكدا دعم المكسيك لتعزيز مجموعة دول أمريكا اللاتينية و الكاريبى كإطار متميز للحوار الإقليمى .