العلم الأمريكى والأيرانى وصف الكاتب الأمريكي نيكولاس بيرنز الاتفاق الإطاري النووي المعلن الخميس الماضي في مدينة لوزان السويسرية بأنه أكبر رهان على صعيد السياسة الخارجية لإدارة أوباما، وبأنه خطوة للأمام بالنسبة لإيران والغرب على السواء. ورجح بيرنز في مقال نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية – أن يشهد الصيف المقبل توقيع اتفاق نهائي يحول بين إيران وحيازة السلاح النووي ، واعتبر بيرنز الذي يعمل أستاذا للسياسة الدولية بجامعة هارفارد ، هذا التقدم المؤقت بمثابة دليل على قوة الدبلوماسية ، ورأى أن الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري يستحقان الإشادة نظير إصرارهما على استكمال المفاوضات رغم ما اكتنف طريقها من صعوبات تمثلت في معارضة قوية من بعض التكتلات في الكونجرس ، ورجح في ضوء ما شهدته المفاوضات من مراوغة من الجانب الإيراني، أن تكتنف الطريق إلى الاتفاق النهائي صعوبات جمة. وأكد أن هذا الاتفاق ضروري تحتاجه إيران أكثر مما يحتاجه الغرب ، في ظل ما تعانيه حكومة طهران المارقة المعزولة عن المجتمع الدولي بسبب انتهاكاتها للاتفاقيات النووية على مدى سنوات ، ورأى أنها ستكون الخاسر الأكبر حال فشل المحادثات المقبلة ، لذلك فعلى طهران أن تبرهن على نحو يطرد كافة الشكوك على صدقها. ومع ذلك ، فإن الاتفاق لن يكون مثاليا، كما أنه دون الآمال التي سادت العقد الماضي، بحسب بيرنز الذي رصد معارضة الكثيرين احتفاظ إيران بعدد 6 آلاف جهاز طرد مركزي ، ودافع الكاتب عن الاتفاق بالقول إنه لا يمكن مطالبة إيران الآن بنفس مطالبات العقد الماضي بشأن برنامجها النووي، ذلك أن طهران باتت الآن تمتلك من سُبُل العلم والهندسة ما يؤهلها لصناعة سلاح نووي، غير أن هذا الاتفاق الإطاري سيجعل الدولة على مسافة عام من تصنيع القنبلة. وشدد بيرنز على أن هذا الاتفاق جدير بالإبرام، حتى ولو كره بنيامين نتنياهو أو بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي. وقال لو أن أمريكا ابتعدت عن المحادثات كما دعا إلى ذلك نتيناهو في الكونجرس الشهر الماضي، فقد لا يشاركنا حلفاؤنا الأوروبيون الرأي، وربما وسعّت كل من روسيا والصين علاقاتهما التجارية مع إيران على نحو يكسر القيود الاقتصادية التي تعانيها الأخيرة. وتوقع الكاتب أن تسعى إدارة أوباما إلى إقناع الكونجرس بجدوى هذا الاتفاق، وستجد في نفسها حاجة إلى مساعدة من أوروبا لإجبار إيران المراوغة، على الالتزام ببنود الاتفاق. واختتم بيرنز بالقول "الاتفاق مع إيران إنجاز كبير لأمريكا وأوروبا ، سيساعدنا على الحفاظ على سلام هشّ، لكنه لن ينهي عقودا من الصراع على القوة مع طهران المراوغة. على أي حال، هذا الصراع بالكاد قد بدأ".