أكد محافظ الإسكندرية اللواء طارق مهدي أن مؤتمر "السياحة محرك التنمية الاقتصادية في المتوسط" بمارسيليا فرصة لتصحيح الصورة الخاطئة التي يتم نقلها للخارج عن حقيقية الأوضاع في مصر، والتي تحمل مبالغة تنعكس سلبا على الاستثمارات الوافدة إلى السوق المصري، فضلا عن تناول دور السياحة في مصر وكيفية تنشيط التعاون مع دول حوض البحر المتوسط. وأشار اللواء مهدي – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مشاركته في المؤتمر – إلى إجماع المسؤولين الفرنسيين والعرب الذين التقى بهم، على أن الصورة المنقولة عن الوضع الداخلي في مصر غير حقيقية، موضحا أنه بحث مع المسؤولين الفرنسيين سبل تنمية النشاط السياحي عن طريق عدة أفكار، منها تنظيم رحلات بحرية تمر بعدة مدن عربية مطلة على البحر المتوسط تشمل دول مثل (مصر، وتونس، والجزائر، والمغرب، ولبنان)، فضلا عن تسيير خط طيران مباشر بين القاهرة ومارسيليا لتنشيط العلاقات السياحية والتجارية. ونوه باتفاقية التعاون المبرمة منذ نحو 10 سنوات بين مدينتي الإسكندرية ومارسيليا، مبينا أن المستهدف هو طرح قرابة 10 مشروعات لزيادة الغرف التجارية، فضلا عن دعوة رجال الأعمال في مارسيليا إلى زيارة الإسكندرية ليتم بحث كل أوجه الاستثمار المشترك والالتقاء بأكبر عدد ممكن من المسؤولين المصريين، مؤكدا أنه سيتم وضع ألية لتنفيذ كل المبادرات التي تم طرحها خلال فترة المؤتمر من أجل تطوير المنظومة السياحية بين مصر ودول حوض البحر المتوسط. ومن جانبه، قال المهندس أيمن بدوي رئيس الغرفة التجارية المصرية الفرنسية بالإسكندرية "إنه أكد للمسؤولين الفرنسيين والأجانب أن مصر مثل أي دولة قد تواجه بعض المشاكل إلا أنها لا تؤثر على قطاع الأعمال، مشددا على أن السوق قد بدأ في التحسن". وأشار إلى أنه بحث إمكانية إقامة مشروعات مشتركة جديدة مع رجال أعمال فرنسيين سواء كان في الإسكندرية أو فرنسا، مبينا أن أهم هذه المشروعات هي عقد شراكة مع الشركات التي تعثرت في الفترة الماضية ولكنها صمدت وتستطيع أن تعاود نشاطها مرة أخرى بقوة إذا حظت بالدعم اللازم، خاصة وأن تلك الشركات لديها بالفعل خطوط انتاج، منوها بالنواحي التحفيزية الأخرى مثل انخفاض أسعار الطاقة والأيدي العاملة الرخيصة، لافتا إلى أنه يجرى العمل حاليا لعقد مؤتمر بفرنسا لتشجيع رجال الأعمال الفرنسيين في هذا الاتجاه. ومن جانبها، قالت نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار السيدة وفاء صبحي "إنه لأول مرة تشارك مصر بهذا الحجم خلال الأسبوع الاقتصادي بمارسيليا، مشددة على أهمية التواجد المصري في مثل تلك المؤتمرات التي تسمح بالتواصل مع الخارج وتوضيح حقيقة الأوضاع في مصر". وأضافت أن الكثير من رجال الأعمال الأجانب، لاسيما الفرنسيين، الذين تربطهم علاقات تاريخية بالشعب المصري، يقرون بالإمكانات الاستثمارية الهائلة في مصر ويرغبون في العودة سريعا إذا تهيأت الظروف لذلك، مؤكدة أن المشاركة المصرية في مؤتمر مارسيليا أتاحت شرح الجهود المبذولة من قبل الدولة المصرية لدفع البلاد إلى الأمام وتحسين مناخ الاستثمار من خلال الإصلاحات التي تمت وتتم، ومنها التغييرات في قانون الاستثمار وقانون العمل. وأشارت إلى أن الوفد المصري أجرى مقابلات مع عدة صحف ومجلات محلية للحديث عن أهمية مشاركة مصر في الأسبوع الاقتصادي بمارسيليا. يشار إلى أن مصر تشارك في الدورة الثامنة للأسبوع الاقتصادي المتوسطي بمارسيليا، الذي يعقد في الفترة من 5 إلى 8 نوفمبر الجاري، ويركز هذا العام على دور السياحة في تنمية الاقتصاد، ويضم الوفد المصري وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطي، ومحافظ الإسكندرية اللواء طارق مهدي، ومستشار وزير السياحة الدكتور إبراهيم عشماوي، بالإضافة إلى وفد الهيئة العامة للاستثمار برئاسة السيدة وفاء صبحي نائب رئيس الهيئة.