بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا اليوم الاثنين مع نظيره السويسري ديديه بوركهالتر الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي تطورات الوضع في أوكرانيا في ضوء نتائج عمليتي الاستفتاء في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك بجنوب شرق أوكرانيا. ولفتت الدائرة الصحفية في الكرملين – حسبما ذكرت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية إلى أن هذه المكالمة جاءت تطويرا للقاء بين الرئيسين الروسي والسويسري الذي تم في موسكو في السابع من مايو الجاري. وجاء في بيان الدائرة أن بوتين وبوركهالتر أشارا خلال اتصال اليوم إلى أهمية تنشيط الجهود في إطار منظمة الأمن والتعاون الأوروبي من أجل تسوية الوضع المتأزم في أوكرانيا، وخصوصا عن طريق إقامة حوار مباشر بين السلطات في كييف وممثلين عن مناطق جنوب شرق أوكرانيا. كانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت من جانبها، في وقت سابق اليوم الاثنين، أن تطبيق نتائج الاستفتاء الذي جرى في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك شرق أوكرانيا حول وضعهما القانوني يجب أن يتم عبر الحوار مع كييف. وأشارت الوزارة في تعليق إلى أنه "على الرغم من محاولات كييف إحباط التصويت في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك، بما في ذلك باستخدام أسلحة ثقيلة والجيش ومقاتلين متطرفين، ما أدى الى سقوط ضحايا بشرية، جرت عملية الاقتراع بمشاركة كبيرة من قبل السكان". وأضافت أن نتائج فرز الأصوات تدل على إصرار سكان مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك على إحقاق حقهم في اتخاذ القرارات بشأن قضاياهم الحيوية بأنفسهم. وأكدت موسكو في هذا الصدد مجددا على ضرورة إطلاق حوار واسع في أوكرانيا بشأن نظامها المستقبلي بمشاركة كافة القوى السياسية في البلاد وجميع مناطقها، مشيرة الى أن ذلك يتماشى تماما مع جهود المجتمع الدولي، كما يتحدث عن ذلك بيان جنيف الصادر في 17 أبريل الماضي (عن الاجتماع الوزاري الرباعي بمشاركة روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا) حول سبل تسوية الأزمو الأوكرانية، أو"خارطة الطريق" التي اقترحها الرئيس السويسري ديديه بوركهالتر الذي يترأس منظمة الأمن والتعاون الأوروبي حاليا. وجاء في ختام تعليق الخارجية الروسية: "نتوقع من سلطات كييف أعمالا فعلية، لا بيانات عامة عن النوايا، ونتوقع كذلك عقد لقاءات مثمرة بشكل عاجل مع ممثلي المناطق الجنوبية والشرقية يمكن أن تؤدي الى استقرار الوضع في البلاد"، لافتة الى أن سلطات كييف لا تزال غير مستعدة للحوار مع الشعب.