الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكرت صحيفة"فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم أن الدول الأوروبية تستعد لفرض عقوبات ضد روسيا وتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا وذلك في الوقت الذي اعترف فيه الدبلوماسيون بأن جهودهم الرامية لحل الأزمة لم تفشل فقط في اقناع روسيا بتهدئة الصراع بل أدت الى تشديد قبضة روسيا على شبه جزيرة القرم. واوضحت الصحيفة فى تقرير اوردته على موقعها الالكترونى ان الجهود التى تقودها المانيا لتشكيل مجموعة اتصال للتفاوض بشأن انسحاب روسي في منطقة القرم المحتلة تنهار مع قول وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف ان المقترحات الغربية لا ترضي حكومته بشكل كامل. ونقلت الصحيفة عن مسئول فى السياسة الخارجية الروسية قوله أن موسكو لم ترفض مجموعة الاتصال من حيث المبدأ لكنها رفضت ربط عملية انطلاق المحادثات بمسألة شرعية الحكومة الأوكرانية، مضيفا بأن" أى محاولة لمناقشة القضايا فى اوكرانيا يجب ان تتضمن العودة الى النظام الدستورى فى هذا البلد". واضافت الصحيفة انه مع التحرك المحدود فى تلبية المطالب الغربية بوقف التصعيد في شبه جزيرة القرم، فإن حتى المسئولين الالمان الذين ظلوا لفترة طويلة يقاومون اتخاذ موقف متشدد ضد روسيا اعترفوا بأن العقوبات تبدو امرا لا مفر منه. وسلطت الصحيفة الضوء على تصريحات المتحدثة باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بأن الجانب الروسى لم يظهر استعدادا للمشاركة فى عملية من هذا القبيل كما نطالبه بتغيير موقفه فى المستقبل القريب لان الفترة السانحة للمحادثات والتقارب قصيرة. وتابعت الصحيفة ان بروكسل تستعد ايضا لمنح امتيازات تجارية احادية الجانب من شأنها ان تقلل او تلغى الرسوم الجمركية على جميع المنتجات الأوكرانية القادمة إلى الاتحاد الأوروبي. واشارت الصحيفة الى ان هذه التحركات الرامية الى معاقبة موسكو وتشجيع الحكومة الاوكرانية الجديدة التى يدعمها الاتحاد الاوروبى تأتى عقب تنامى احساس بالتشاؤم بين الدبلوماسين ازاء قدرتهم فى تفادى الاستفتاء المرتقب لفصل القرم عن اوكرانيا وانضمامها الى روسيا حيث ادان قادة أوروبا هذا الاستفتاء باعتباره غير مشروع. وأوضحت الصحيفة ان مسئولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة سيجتمعون في العاصمة البريطانية لندن اليوم الثلاثاء لوضع قائمة باسماء روسية يمكن أن تطولها العقوبات كما سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بعد ذلك هذه القائمة ويوافقون عليها يوم الاثنين المقبل إذا لم تتحرك روسيا تجاه إقامة اتصالات دبلوماسية مع أوكرانيا واذا هي حاولت التصديق على استفتاء القرم واقراره.