قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم، الثلاثاء، إن "الدول الأوروبية تستعد لفرض عقوبات ضد روسيا وتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا، وذلك في الوقت الذي اعترف فيه الدبلوماسيون بأن جهودهم الرامية لحل الأزمة لم تفشل فقط في إقناع روسيا بتهدئة الصراع بل أدت إلى تشديد قبضة روسيا على شبه جزيرة القرم". وأضافت الصحيفة، فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى، أن "الجهود التى تقودها ألمانيا لتشكيل مجموعة اتصال للتفاوض بشأن انسحاب روسي في منطقة القرم المحتلة تنهار مع قول وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف إن المقترحات الغربية لا ترضي حكومته بشكل كامل". ونقلت الصحيفة عن مسئول فى السياسة الخارجية الروسية قوله إن "موسكو لم ترفض مجموعة الاتصال من حيث المبدأ، لكنها رفضت ربط عملية انطلاق المحادثات بمسألة شرعية الحكومة الأوكرانية"، مضيفا أن "أى محاولة لمناقشة القضايا فى أوكرانيا يجب أن تتضمن العودة إلى النظام الدستورى فى هذا البلد". وأكدت الصحيفة أنه "مع التحرك المحدود فى تلبية المطالب الغربية بوقف التصعيد في شبه جزيرة القرم، فإن حتى المسئولين الألمان الذين ظلوا لفترة طويلة يقاومون اتخاذ موقف متشدد ضد روسيا اعترفوا بأن العقوبات تبدو أمرا لا مفر منه".
وسلطت الصحيفة الضوء على تصريحات المتحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن "الجانب الروسى لم يظهر استعدادا للمشاركة فى عملية من هذا القبيل، كما نطالبه بتغيير موقفه فى المستقبل القريب لأن الفترة السانحة للمحادثات والتقارب قصيرة". وقالت الصحيفة إن "بروكسل تستعد أيضا لمنح امتيازات تجارية أحادية الجانب من شأنها أن تقلل أو تلغى الرسوم الجمركية على جميع المنتجات الأوكرانية القادمة إلى الاتحاد الأوروبي".
وأضافت أن "هذه التحركات الرامية إلى معاقبة موسكو وتشجيع الحكومة الأوكرانية الجديدة التى يدعمها الاتحاد الأوروبى تأتى عقب تنامى إحساس بالتشاؤم بين الدبلوماسيين إزاء قدرتهم فى تفادى الاستفتاء المرتقب لفصل القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا، حيث أدان قادة أوروبا هذا الاستفتاء باعتباره غير مشروع". وأوضحت الصحيفة أن "مسئولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة سيجتمعون في العاصمة البريطانية لندن اليوم، الثلاثاء، لوضع قائمة بأسماء روسية يمكن أن تطولها العقوبات، كما سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد ذلك هذه القائمة ويوافقون عليها يوم الاثنين المقبل إذا لم تتحرك روسيا تجاه إقامة اتصالات دبلوماسية مع أوكرانيا، وإذا هى حاولت التصديق على استفتاء القرم وإقراره".