نعت منظمة العفو الدولية الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيسلون مانديلا والذي وافته المنية عن عمر ناهز ال 95 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وقالت المنظمة – في بيان بثته على موقعها الرسمي اليوم الجمعة – "إن وفاة مانديلا ليست خسارة لبلاده فحسب بل لجميع دول العالم التي تناضل من أجل الحرية والعدالة وإنهاء التفرقة العنصرية"، فيما أكد الأمين العام للمنظمة سليل شيتي أن مانديلا قائد عالمي رفض القبول بالظلم وشجاعته ساهمت في تغيير العالم بأسره. وأضاف شيتي "لقد ترك رحيله فراغا كبير ليس داخل جنوب إفريقيا فحسب بل في شتى أرجاء العالم، فلقد كان نعم المثال للالتزام بحقوق الإنسان وتجسد ذلك في عزمه الراسخ للقضاء على التفرقة العنصرية خلال فترة نظام الفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا من عام 1948 وحتى تم إلغاء النظام الأعوام 1990 – 1993، أعقب ذلك نشاطه الحيوي في محاربة الإيدز داخل بلاده، لذا فإن إرثه عبر إفريقيا والعالم ستتوارثه الأجيال". وأضاف "لقد كان مانديلا سجينا سياسيا، اعتقل لدرايته الجيدة بمدى تأثير إقصاء الجماعات والأثر المدمر الذي تتركه على النسيج الاجتماعي لبلاده والذي يخلق سياسة عدم المساواة، لذا فإن حركة حقوق الإنسان في شتى أرجاء العالم تدين بالعرفان له، وجميعنا ممن أبهرهم نضاله، ينبغي عليه الاستمرار على خطاه". وقال لويس بلوم كووبر، أحد المشاركين في إنشاء المنظمة في أوائل الستينيات من القرن الماضي والذي عمل مراقبا خلال فترة محاكمة مانديلا الطويلة "إن حياة مانديلا من النضال السياسي والتضحية الذاتية مثال حي على حياة الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء الأرض، فشجاعته ونزاهته والتزامه بالتسامح والغفران ضد الكراهية والتفرقة كان أمرا مثيرا للإعجاب، لقد كان مثار إعجاب لي". وأضاف كوبر " عندما قابلت مانديلا كنت أشعر أنني أمام شخص استثنائي أصبح في يوم من الأيام أبرز مواطني جنوب إفريقيا، فقد كان وجهه جذابا حين الحديث معه وكنت أشعر وقتها أنني الشخص الأكثر أهمية وليس هو". يذكر أن منظمة العفو الدولية قد أعلنت في عام 2006، عن إهداء مانديلا جائزة "سفير الضمير" اعترافا بمجهوداته على مدار عدة سنوات في الدفاع ضد انتهاكات حقوق الإنسان ليس داخل إفريقيا فقط ولكن في شتى أنحاء العالم. ويعد مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، وحاز على جائزة نوبل للسلام، كما أنه ناشط اعتقل ل27 عاماً بسبب نضاله ومقاومته لسياسة التمييز العنصري في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.