في الذكرى العشرين لإطلاق سراحه من محبسه في جزيرة روبن، يعطي "نيلسون مانديلا" درساً جديداً للعالم بدعوته طليقته "ويني مانديلا" وسجانه السابق "كريستو براند" للاحتفال معه؛ ليضرب لكل العالم مثلا في التسامح، وقد قال عن صداقته بسجانه: "إنها عززت مفهومه عن الإنسانية حتى مع هؤلاء الذين أبقوه خلف القضبان". مانديلا البالغ من العمر 91 عاماً، والذي أمضى ما يقارب من ثلث هذا العمر "27 عاماً" في زنزانة ضيقة تحت الأرض بجزيرة منعزلة تواجه شواطئ كيب تاون، سيظل دائماً رمز الحرية والنضال والسلام في قارتنا الإفريقية.
كتب مانديلا في إحدى خطاباته التي أرسلها من محبسه في يونيو 1961 جملته الشهيرة والتي أصبحت عنواناً لكتاب يحمل قصة حياته ومقدمة له: "النضال هو حياتي.. وسأظل أحارب من أجل الحرية لآخر يوم في عمري"، وكما وعد أوفى، ففي سنوات شبابه الأولى تحديدا عام 1944 انضم مانديلا إلى المجلس الإفريقي القومي؛ ليشارك في المعارضة السياسية ضد حكم الأقلية البيضاءلجنوب إفريقيا، ولأنه يرى في غاندي مثلا أعلى فالمقاومة السلمية كانت منهجه في النضال لأعوام كثيرة.
ولكن مع تصاعد الأزمات تحول إلى المقاومة المسلحة حتى أصبح رئيس الجناح العسكري للمجلس الإفريقي القومي عام 1961، وسرعان ما تم القبض عليه ومحاكمته وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1964، ليصبح مانديلا أشهر سجين في العالم، ويحصل وهو في السجن على جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان.
طوال 27 عاماً قضاها مانديلا في السجن لم تتوقف جهود المجلس الإفريقي القومي والضغوط الدولية من أجل العفو عنه، وبالفعل أخيرا نجحت في 11 فبراير 1990 بأمر شجاع من آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا "فريدريك ديك كليرك".
شاهد تسجيلا مصورا للحظات الأولى لخروج مانديلا من محبسه بصحبة زوجته السابقة "ويني" وخطابه، والأوضاع في جنوب إفريقيا تحت حكم الأقلية البيضاء عام 1990، وجزءا من خطابه التاريخي في كيب تاون.
إضغط لمشاهدة الفيديو: في عام 1993 حصل مانديلا على جائزة نوبل للسلام، وفي عام 1994 أصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، واستطاع ببراعة نقل الحكم من يد الأقلية البيضاء إلى الأغلبية السوداء، دون المساس بالأقلية أو نشوب حرب عرقية داخل جنوب إفريقيا انتقاماً من سنوات من التعصب العنصري التي تسبب فيها حكم البيض للسود، وهنا تكمن عبقرية مانديلا.
فحرية الوطن في مفهوم مانديلا ليست في الاستقلال بالسلطة، أو في الحصول على الحكم لصالح الأغلبية دون الأقلية، ولكن الحرية في حكم الشعب لنفسه، وفي حفظ حقوق الإنسان بغض النظر عن عرقه أو لونه، ولذلك تقاعد مانديلا عن الرئاسة عام 1999 وتفرغ للعمل الخيري.
لقد كانت أمته تحتاج لقائد، ولكن مانديلا منحهم بطلا حقيقيا ومثالا يُحتذى به في كل شيء، ولن ينسى أي شخص ظهوره بأعوامه التسعين في اختيار مكان تنظيم كأس العالم 2010، ودعمه لوطنه الذي تم اختياره بالفعل لتنظيم كأس العالم هذا العام، بفضل مانديلا الذي دعم وما زال يدعم الكثير من الحملات القومية ضد الفقر والمرض والإيدز في جنوب إفريقيا.
شاهد دعاية جنوب إفريقيا لكأس العالم، ودعوة مانديلا لشعوب العالم لزيارة وطنه.
إضغط لمشاهدة الفيديو: نيلسون مانديلا * خمسة جد اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: