قام مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندريه والمدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برئاسة الدكتور ياسر الشايب ، باطلاق موقع الخريطة النباتية لحديقة الأورمان بالجيزة على شبكة الإنترنت بهدف توفير معلومات دقيقة ومفصلة لزوار الحديقة والباحثين العلميين وصانعي القرار والمستخدمين العاديين ، وذلك بالاستعانة بوسيلة سهلة الإستخدام مع الحفاظ على الهدف النهائي المتمثل في المساعدة على الحفاظ على هذا الإرث النباتي . وصرح الدكتور ياسر الشايب مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي ، اليوم بأن اطلاق الموقع هو ثاني مخرجات بروتوكول التعاون الموقع بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي الموقع في 2009 ، والذي يهدف إلي توثيق 6 حدائق نباتية في مصر وسلالات الخيول كان المخرج الأول لهذا المشروع كان أسطوانة مدمجة لمحطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة . وأكد الشايب على أهمية توثيق التراث سواء كان طبيعي أو حضاري بهدف الحفاظ على التراث وحفظه وصيانته ، لافتا إلى أهمية هذا التوثيق في الآونة الأخيرة بعد ما شهدته الحديقة من تدمير جزء من المعشبة وإتلاف جزء من هذه المقتنيات نتيجة الاعتصام الذي كان يتخذ من ميدان النهضة وحديقة الأورمان مقرا له حيث أن عملية التوثيق والتصوير للعينات النباتية المعشبية بالحديقة حفظت هذا الإرث من الاندثار. وبدورها ، قالت المهندسة ياسمين ماهر القائم بأعمال نائب مدير المركز ، إنه في إطار المشروع تم إمداد إدارة الحديقة بالوسائل التكنولوجية الحديثة وتدريب الباحثين العاملين في الحديقة على استخدامها واستخدام قواعد البيانات الخاصة بتوثيق بيانات النباتات الموجودة بها بما يحقق استمرارية الحفاظ على هذا التراث الطبيعي المصري . كما قد تم إنشاء الخرائط الرقمية لحديقة الأورمان بنظام نظم المعلومات الجغرافيه " جي .إي . اس " بحيث تكون سهلة الاستخدام لتوثيق وتقديم المعلومات والمساعدة بالبحث عن مختلف الأنواع النباتية من الأشجار والنباتات بحديقة الأورمان وتحديد موقعها علي الخريطة . من جانبه قال إبراهيم عبد العزيز مدير المشروع والباحث بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بأنه خلال تنفيذ المشروع فقد تم تصوير وتوثيق 245 لوحة أثرية فنية معشبية مرسوم بها أهم أشجار حديقة الأورمان بجانب توثيق العينات النباتية المعشبية الأثرية المهداة للملك فاروق والبالغ عددها أكثر من 2000 عينة. وأوضح أن تنفيذ هذا المشروع جاء كثمرة جهد تعاون فريق عمل كبير يتبع أفراده جهات مختلفة وقد تم إسناد مهمة محددة لكل مجموعة في الفريق ، حيث قامت مجموعة بجمع المادة العلمية عن نباتات الحديقة وتغذية قاعدة البيانات بالمعلومات والصور بجانب العمل علي توقيع مواقع الأشجار على الخريطة .. ومجموعة أخرى لتعريف النباتات ومراجعة المعلومات العلمية وقد قامت المهندسة تيريزة لبيب مستشار حديقة الأورمان والمستشار العلمي للمشروع بالمراجعه النهائية علي الصور والمعلومات المجمعه والتعريفات. ونوه إلي قيام المركز بعملية تصوير نباتات الحديقة ومقتنياتها علي مدار أكثر من عامين متواصلين تحت إشراف مجدى العدوي مسئول التصوير بالمركز. وقالت نورهان سعيد الباحثة في علوم النباتات بمركز توثيق التراث ، إنه توجد في مصر أربعة حدائق نباتية مسجلة إحدي أهم هذه الحدائق هي حديقة الأورمان والتي انشئت عام 1875 علي جزء من حدائق سراي الجيزة حين قرر الخديوي إسماعيل نقل غابات بولونيا إلى مصر، وقد جلب الخديوي لهذه الحدائق أشجارا ونباتات مزهرة من جميع أنحاء العالم حتي أصبحت تضم الان أكثر من ألف نوع نباتي بعضها نادر، كما يوجد بحديقة الأورمان معشبة نباتية تحتوي علي أكثر من 5 ألف عينة معشبية. وأضافت أنه بالرغم ما تعرضت له الحديقة على مدار تاريخها حيث شهدت عدة استقطاعات من مساحتها حتى تقلصت إلى 28 فدانا إلا ان الأورمان مازالت تعتبر من أكبر الحدائق النباتية في العالم ..مشيرا إلي أنه لم يكن هذا العمل ليرى النور إلا بالمساعدة والدعم والتسهيلات التي وجدها فريق العمل من مختلف الجهات التي شملها المشروع من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومركز البحوث الزراعية وإدارة التشجير وإدارة حديقة الأورمان.