حذر عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، أمين عام حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، خصومه السياسيين من توظيف البلطجية واستعمال الأموال. وقال أثناء حديثه أمس خلال المؤتمر الثاني لمحامي " العدالة والتنمية" الذي التأم في المركب الثقافي مولاي رشيد في الدار البيضاء: " لا يمكن لحكومة أعطاها الشعب الأغلبية أن يأتي أحد بجرة قلم ويريد إزالتها من مكانها»، وذلك في إشارة ضمنية إلى غريمه السياسي حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، قبل أن يوجه إليه أسئلة من قبيل: " من أنت؟ هل أصابك الغرور؟ . وقال ابن كيران مخاطبًا شباط، الذي فاز حزبه بمقعد نيابي في دائرة مولاي يعقوب في ولاية فاس: " من الممكن أن تجمع البلطجية في دائرة مولاي يعقوب بفاس، لكن من الصعب أن تستعين بالبلطجية في المغرب كله، والمغاربة لن يسمحوا لك بذلك " . وأضاف ابن كيران أن حزب العدالة والتنمية لم يأتِ ليرد على البلطجية، وزاد قائلا: " نعم، فقدنا مقعدًا في دائرة مولاي يعقوب، لكن لا هنيئا لمن فاز به لأنكم استعملتم البلطجة " . وذكر أن الحزب المنافس لحزبه استعان بمرشح مر على ثلاثة أحزاب أو أكثر وجرى استعمال الأموال والبلطجية، مبرزا أن حزبه سيعمل في إطار السلم ولن يشوش على الناس في اجتماعاتهم، وسيظل متشبثا بالقيم والمبادئ والأخلاق. وعد ابن كيران ما يعيشه المغرب اليوم رجوعا للديمقراطية الحقيقية، مشيرا إلى أنه لم تبقَ هناك معارضة تعارض الدولة، بل أصبحت معارضة تعارض الحكومة، مضيفا أنه لا بأس أن تبدأ بستة أو سبعة آلاف وتستعين ببعض المتظاهرين غير الطبيعيين، في إشارة منه إلى مشاركة الحمير في مسيرة قادها حزب الاستقلال قبل ثلاثة أسابيع في الرباط. وتمنى ابن كيران أن تكون «المعارضة التي تواجهه قوية، لأنه لا يمكن الاستمرار في الحكومة إلى الأبد». وخاطب المغاربة قائلا: «أقول للشعب المغربي إن التجربة التي نقودها واعدة وإننا نسير خطوة خطوة، بطريقة هادئة، ورغم أنهم يتصدون لنا لكن تصديهم ليس له صدى»، معدا أن «التجربة الحالية التي يعيشها المغرب كان لها الفضل في إرجاع الاستقرار والطمأنينة للوطن وتوقف الحراك الشعبي الذي كان مقلقا ولا يعرف إلى ماذا سينتهي». وأضاف ابن كيران قائلا: «بفضل المغاربة، وعلى رأسهم الملك محمد السادس، من خلال الخطاب الملكي ليوم 9 مارس (آذار) 2011 والدستور والانتخابات، عاد للمجتمع هدوؤه وعاد المغرب ليدبر اختلافاته بطريقة هادئة وسلمية»، مؤكدا أنه «من خلال هذه التجربة التي قاربت السنتين، وإن قدر لها أن تعيش وقتا محترما، كل شيء سيتحسن، ربما ليس فورا لأننا مررنا بمرحلة ثانية اضطربت فيها الأمور في البلدان التي عشنا معها الحراك لكن بقي المغرب راسخا آمنا مستقرا، ولم تطلق رصاصة واحدة رغم بعض المسيرات والتجمعات الطبيعية في بلدنا، ورجع الشعب المغربي لهدوئه وأصبح يدير أموره دون تشنج، مبرزا أن المغرب ما زال مستقرا رغم الأوضاع العالمية الصعبة.