ألقت الأزمة الاقتصادية في اسبانيا بظلالها القاتمة جدا على المطاعم المحلية الفاخرة، ولذلك فان كثيرا منها يغلق ابوابه، بما فيها تلك التي تم تقييمها بنجوم ميشيلين للجودة. وكما افادت وكالة الاسوشييتد بريس، فان مطعما شهيرا آخر هو «كان فابيس»، الواقع بالقرب من برشلونة، سينضم الى لائحة المطاعم المفلسة نهاية شهر اغسطس. مع إغلاق هذا المطعم تكون لائحة المطاعم الفاخرة المفلسة خلال الاعوام القليلة الماضية، قد اكتملت. ففي يوليو من عام 2011 قدم مطعم إل بوللي الشهير آخر وجباته للزبائن، بالرغم من ان هذا المطعم فاز خمس مرات بجائزة افضل مطعم في العالم. وافيد بان نفقات تشغيل المطعم كانت بكل بساطة مرتفعة للغاية. الأسبان يفخرون جدا بمطبخهم: فالطعام يتمتع بشغف وطني كبير، في حين يعتبر الطهاة المشهورون بمنزلة نجوم من الراز الاول. الا ان الاقتصاد الاسباني يعاني منذ 2008 من ازمة مستعصية، كما ان البطالة تجاوزت %27، وفقد الناس تدريجيا الرغبة بصرف اموالهم، التي جنوها بشقاء بالغ، على الفخامة مثل المطاعم الفاخرة. في الواقع، هكذا مطاعم لا تؤثر على جيوب الضيوف فحسب، بل حتى على مشغليها، ولذلك اعلنت عن افلاسها منذ عام 2011 ستة مطاعم فاخرة على الاقل، من بينها ثلاثة حصلت في لوائح ميشيلين للجودة على نجمتين، واحيانا على ثلاث نجمات، وحسب البيرت لوتشيني، الذي يشرف على اصدار دليل للمطاعم الاسبانية، فان اسبانيا تفقد مطاعمها الفاخرة بسرعة «توازي سرعة الصوت»، ويقول انه «عندما تنتهي هذه الازمة، سيكون من الضروري اعادة تقييم مفهوم فن الطهي الرفيع بأكمله». ما تسبب بالضربة القاصمة لمطعم «كان فابيس» كان وفاة الطاهي الرئيسي والمؤسس سانتي سانتاماريا في شهر فبراير من عام 2011. وعندما اضيفت لذلك الازمة الاقتصادية، لم يكن المطعم قادرا على جني الارباح. بذلك سيختفي من عالم الطهي والمطاعم الاسبانية اسم برز منذ عام 1981، عندما عمل سانتاماريا على فتح مطعمه غير العادي في قرية سانت كيلوني، على بعد حوالي 50 كلم من برشلونة. بعد سبعة اعوام فقط كان بإمكان هذا المطعم القروي ان يفخر باول نجمة من ميشيلين، وحظي الطاهي الرئيسي بمزيد من التقدير والاحترام. عندما تخصص المطعم بحرصه على اجود انواع المواد المحلية المستخدمة في المطبخ الكاتالوني، فاز بأرفع جائزة يمكن ان يحصل عليها في لائحة ميشيلين ثلاث نجمات، وتمكن الطاهي من الحفاظ عليها سبعة عشر عاما دون انقطاع: من عام 1994 ولغاية 2011. عدد الزبائن المستعدين لدفع اموالهم على امور التفاخر، يقل شيئا فشيئا. هذا الامر دفع ثمنه مطعم غاسترو الشهير في مدريد خلال الشهر الماضي. فبالرغم من حصول المطعم المذكور على نجمتي ميشيلين، اضطر لاغلاق ابوابه بسبب الديون التي وصلت الى 150 الف يورو. كما شعر الاسبان بالصدمة لقرار مطاعم اخرى اغلاق ابوابها، مثل جوكي، بالزاك، أو كلوب 31. «كان فابيس اساس تاريخ الطهي العالمي»، كما يفيد خوان روكا، الطاهي الاساسي في مطعم إل كيلير دي كان روكان، الذي يحتل المركز الاول حاليا على سلم افضل المطاعم، وفق مجلة «ذي ريستورانت»، «اغلاقه يشير الى ان هذه الازمة هي غير عادلة».