بعد أقل من 3 أشهر على استعار الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة فى أعقاب "طوفان الأقصى – أكتوبر 2023" اضطلع نشطاء أوروبيون بتأسيس "حركة 30 مارس" استلهامًا لفعالية يوم الأرض الذي يحيي الفلسطينيون ذكراها فى 30 مارس من كل عام، ومنظمة 30 مارس التى تتخذ من بروكسل العاصمة البلجيكية مقرا لها، تناهض الاحتلال الإسرائيلي من خلال توثيق جرائم الإبادة الجماعية التي تستهدف سكان غزة، ليس هذا فقط لكن – تلاحق المنظمة – أيضًا مجرمى الحرب الصهاينة، أينما وكيفما وجدوا، وذلك من خلال ذراعها القانونية "مؤسسة هند رجب" الموسومة باسم الطفلة الفلسطينية ابنة الخمس سنوات، التي قتلها جيش الاحتلال دون أدنى رحمة، وقتل معها 6 من أفراد عائلتها ومسعفين من الذين حاولوا إنقاذها خلال اجتياح غزة. وتعمل مؤسسة هند رجب على إنهاء ميزة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان فى فلسطين، مع التركيز على غزة، ويترأس المؤسسة شخصيتان بارزتان فى النشاط السياسي والحقوقى، والحركة الثقافية فى أوروبا، هما دياب أبو جهجه وكريم حسون، وكلاهما من أصول لبنانية ويحملان الجنسية البلجيكية، والأول مؤسس ورئيس سابق لرابطة العرب الأوروبيين القومية التى تسعى للدفاع عن حقوق المهاجرين المسلمين فى أوروبا، وقد ورثه حسون فى رئاسة الرابطة منذ عام 2005، وله خبرة كبيرة فى العمل الحقوقى المرتبط بقضايا العرب فى الغرب. فى مقابلة تليفزيونية حديثة مع الإعلامية الأمريكية إيمي جودمان ضمن برنامج "الديمقراطية الآن"، سئل أبو جهجه عن المقارنة بين نشاط مؤسسة هند رجب ومركز "سيمون فيزنتال" اليهودى الذي يلاحق مجرمي الحرب النازيين؛ فأجاب أن المركز اليهودى لعب دورًا حاسمًا فى ترسيخ مبادئ العدالة التي تسعى مؤسسة هند رجب اليوم لتطبيقها، مشيرًا إلى أن المؤسسة تعتمد نفس النهج فى ملاحقة من يعتبرونهم مسئولين عن جرائم الحرب فى غزة. نشاط "هند رجب" لم يتوقف عند التصريحات الإعلامية، ففى أكتوبر 2024، رفعت المؤسسة شكوى رسمية للمحكمة الجنائية الدولية طالبت فيها بإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه (السابق) يو آفجالانت، وقيادات كتيبة قتال رقم 749 التابعة لجيش الاحتلال، ومع بداية العام الحالى 2025، رفعت المؤسسة قائمة تضم أسماء 1000 جندى إسرائيلي إلى الجنائية الدولية، كما بدأت باتخاذ إجراءات قانونية متزامنة فى عدد من الدول حول العالم، من بينها الأرجنتين، بلجيكا، البرازيل، قبرص، فرنسا، هولندا، سريلانكا، تايلاند، والمملكة المتحدة، فى إطار حملة دولية تسعى إلى فرض المساءلة القضائية على المستوى العالمي. وعلى الرغم من حضورها القوي فى دوائر القانون الدولي ووسائل الإعلام الغربية، تظل "مؤسسة هند رجب" مجهولة عن عمد أكثر منه جهلاً فى الإعلام العربي، ناهيك عن تحجيم دور المجتمع المدنىالعربى برمته وكان يمكنه أن يلعب دورًا فاعلًا ومؤثرًا فى معادلة الصراع الحقوقى، والقانوني ضد إسرائيل، تلك المعركة التى أتمنى ألا يخسرها العرب كما خسروا معارك كثيرة لصالح الكيان الصهيونى.