يبدو أن دولة الاحتلال صارت تنصب من نفسها "عسكري مرور" العالم إذ أنها تتوهم أنها قادرة على تنظيم الإشارات فى العالم بالسماح بعبور من تريد وإيقاف من لا يروق لها – وفق هواها – وهي غطرسة وصلف وغرور سبق أن دفعت ثمنه غاليًا عندما تلقت درسًا قاسيًا وهزيمة ساحقة على أيدي جنود مصر البواسل فى حرب أكتوبر 1973. إسرائيل تمارس فى هذه الفترة على وجه التحديد أبشع الجرائم ضد أشقائنا الفلسطينيين وتحديدا فى قطاع غزة وسط صمت دولي يندى له جبين البشر، وتواصل حملة شعواء لم يسبق لها مثيل فى التاريخ من إبادة جماعية لسكان القطاع بغرض إجبارهم على ترك بيوتهم لتنفيذ مخطط التهجير الذي أعدته حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة. وما يؤكد استمرار هذا المخطط ما قاله وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش: "أعتقد أنه سيكون من الممكن إعلان "انتصرنا" خلال بضعة أشهر.. ستُدمر غزة بالكامل، وسيُركز سكانها من محور موراج جنوبًا – ومن هناك سيغادرون بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة". وأضاف الوزير النازي: "سنحتل قطاع غزة أخيرًا.. سنتوقف عن الخوف من كلمة احتلال.. نحن نسيطر أخيرًا على المساعدات الإنسانية بالكامل، حتى لا تتحول إلى إمدادات لحماس، نحن نفصل بين حماس والسكان، ونطهر القطاع، ونعيد الرهائن – ونهزم حماس". والسؤال هنا .. ماذا لو أطلق مسئول فى أي دولة تصريحات مفادها أنه يجب على سكان دولة مجاورة إخلاء جزء من أراضيها وتهجير سكانها؟! دون شك سيكون الرد قاسيًا وقد يصل إلى حرب بين الدولتين لكن الاحتلال المدعوم من الولاياتالمتحدة وبعض الدول التي تسعى لرسم خارطة طريق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط لا يجد من يردعه ولا يقف فى وجه مؤامراته إلا مصر بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ومنذ اللحظة الأولى لهذا المخطط وهو يقف بقوة ضد تنفيذه . المأساة فى غزة فاقت كل الحدود والتصورات، المستشفيات فى كارثة حقيقية بسبب نقص الإمدادات والأدوية، ولو توقفت المستشفيات فهذا يعني الحكم بالإعدام على مئات المصابين، كما أن المستشفيات غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الجرحى. يجب سريعًا على المنظمات الدولية اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لوقف الهجمات البربرية الإسرائيلية على قطاع غزة والتدخل العاجل والفوري، وتمكين المنظمات الإغاثية من القيام بدورها والسماح بإدخال المساعدات الغذائية والطبية حيث إن المأساة الإنسانية باتت على شفا الانفجار. للأسف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحصاره لستة أشهر متصلة جعل الأوضاع شديدة السوء، إضافة إلى الإصرار على تجويع الأهالي للضغط عليهم للرحيل من أجل تنفيذ مخطط التهجير. ننتظر انفراجة خلال الساعات القادمة خصوصًا بعد البيان الأخير لمصر وقطر والذي تم التأكيد فيه على استمرار وتنسيق جهودهما فى ملف الوساطة من أجل التوصل إلى تهدئة شاملة فى قطاع غزة، إضافة إلى إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية.