بكل تأكيد الاهتمام بصناعة السلام كلمات مهمة ومريحة لكن متى وكيف وأين وما هى الأدوات المستخدمة؟ وقد فهمت بشكل عام أن التركيز سيكون على أمريكا أولا ورسم العلم الأمريكى على المريخ، وأن بلاد ساكن البيت الأبيض بدأت العصر الذهبى، وأن أمريكا سوف تصبح أقوى وأعظم من أى وقت مضى، وكلها مجرد عناوين تنتظر التنفيذ.. ويبقى السؤال الأبرز هل يبعد شبح أية حروب مجددا عن منطقة الشرق الأوسط؟ وهل يمكن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة؟، وإذا كان الأمر كذلك، فبماذا نبرر ما يحدث فى الضفة الغربية حاليا، ومحاولة القضاء على السلطة الفلسطينية، وتكرار ما حدث فى غزة ونقله إلى الضفة الغربية، ثم قوله أيضا أنه غير واثق من أن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة سيصمد، رغم إشارته إليه قبل تنصيبه بالدور الذي لعبه من أجل التوصل إليه. وذكر أيضا ما كان لأحداث 7 أكتوبر بالشرق الأوسط أن تحدث وأن غزة تملك موقعا مميزا على البحر.. وأن الحروب تبدأ وتنتهي فى المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وأنه يجب إنهاء الحرب فى قطاع غزة، ويجب إعادة إعماره بشكل سريع. وعندما سأله صحفى لدى عودته إلى البيت الأبيض عمّا إذا كان طرفا النزاع سيلتزمان بالهدنة ويمضيان قدماً للتوقيع على اتفاقية كاملة، رد ترامب بالقول: «لست واثقاً» من ذلك، ثم عاد ليقول بشكل غير مفهوم وفى إشارة إلى تفعيل العمل الدبلوماسى هذه ليست حربنا، إنها حربهم. واعترف بضعف وضع حركة حماس عما كانت عليه، وأشار إلى حجم الدمار الذى شهدته مدينة غزة، مؤكداً أن القطاع يمكن أن يشهد عملية إعادة إعمار «رائعة» إذا مضت الخطة قدماً، وأبدى إعجابه بموقع غزة الفريد على البحر، وطقسها الرائع، والذى يشجع على القيام بأمور رائعة فيها». وفى أولى قراراته، ألغى العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على مستوطنين إسرائيليين متطرفين فى الضفة الغربية، رداً على هجمات استهدفت الفلسطينيين. وفى خطاب تنصيبه، أشار ترامب إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ووصف نفسه بأنه «صانع سلام». ودعا لاحقاً أفراد عائلات الرهائن الذين ما زالوا محتجزين فى غزة إلى تجمع أقيم لاحقاً فى ملعب مغلق. وخلال الساعات الأولى لحكمه، أصدر حزمة من القرارات أدت إلى حالة من الترقب الدولى فى العموم لما يفعله ساكن البيت الابيض للمرة الثانية. وانتقد الحكومة السابقة قائلا: حتى الحرائق اجتاحت كاليفورنيا دون أن تجد من يوقفها ولدينا حكومة تغدق الأموال لحماية حدود أخرى، وترفض الإنفاق على حماية حدودنا، وإن حكوماتنا أخفقت فى حماية المواطن الأمريكي، وتعهد بأن كل شيء سيتغير بسرعة كبيرة بداية من اليوم وأعلن أنه سوف يغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، ويعيد قناة بنما مرة أخرى، وبذلك حرص ترامب على إلغاء 78 أمرا تنفيذيا وقعها سلفه بايدن، ويوقع أمرا تنفيذيا بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وكذلك حظر منح الجنسية لمن يولد بأمريكا للمهاجرين غير القانونيين.