مصر تواجه فوضى إقليمية عارمة بعد اتساع ساحة الحرب بمنطقة الشرق الأوسط، فوضى تستهدف إعادة تشكيل خريطة المنطقة مجددًا، وهو ما بدأ يظهر بعد سقوط سوريا داخل ديمومة الصراع الإقليمى التى يستغلها الجانب الإسرائيلى للتمدد والتهام الأراضى العربية، تصريحات نتنياهو المتكررة بكون الحرب القائمة ستغير شكل الشرق الأوسط دليل لا يحتمل الشك أننا فى خضم حرب إقليمية متسارعة يدفعها اليمن الإسرائيلى المتطرف نحو المزيد من التصعيد. القادم أصعب على مستوى الساحة الإقليمية، فيمكن القول إننا بصدد المرحلة الأعنف على صعيد إعادة تشكيل المنطقة، بل إن الشرق الأوسط سيشهد خلال الفترة المقبلة المزيد من العنف والدمار وتصاعد الأزمات، ما سيضاعف التحديات لدى الدول المستقرة فى الإقليم وهذا تحديدًا هو هدف الفوضى الإقليمية، مضاعفة التحديات الداخلية لدى الدول المستقرة نتاج تأثرها بالأوضاع الإقليمية المضطربة ما يصنع أزمات اقتصادية بدول المنطقة تمثل ضغطا على الشعوب وبالتوازى تتضاعف محاولات اختراق الوعى الجمعى وتمرير أفكار السخط على الدولة وممارسة حروب الشائعات والتشكيك وصولا لإفشال الدولة من الداخل، ومن ثم تستسلم تلك الدول إلى دوامة الفوضى الإقليمية وتنخرط بها مثلها مثل الدول التى تستسلم منذ عام 2011، فقد تظهر مظاهر جذب الدول إلى الصراع الإقليمى فى شكل ضغوط اقتصادية داخلية أو مخاطر أمنية خارجية أو حتى عبر تنامى الفكر المتطرف والإرهاب. مصر صامدة وسط هذا الإقليم المتخلخل الذى يميل نحو الانزلاق إلى فوضى إقليمية عارمة، بل إن مصر تقف بكل قوة صلبة مستقرة حتى وهى تتوسط بؤر الصراع الإقليمي، وهو أيضا ما يحتاج المزيد من العمل لتعزيز التماسك الداخلى ودعم الوعى الجمعى بطبيعة التحديات الإقليمية الراهنة حتى يدرك المواطن أن دوره فى مواجهة الفوضى الإقليمية لا يقل أهمية عن دور كافة مؤسسات الدولة الوطنية، فهى معركة وعى فى مواجهة حروب باتت تستخدم أجيالا متنوعة من الحروب ما بين الأجيال التقليدية المعتمدة على المخاطر الأمنية الخارجية وبين أجيال حديثة من الحروب تعتمد على إفشال الدول من الداخل، فهى حرب إقليمية معقدة من حيث تنوع المخاطر والتحديات وهو ما يستلزم مواجهة استباقية عبر إيقاظ الوعى الجمعى المصرى وتعزيز التماسك الداخلى الذى كان وسيظل صمام أمن بقاء الوطن.