11 مليون سائح طبي على مستوى العالم بزيادة سنوية تبلغ 25% ينفقون ما يقارب ال 439 مليار دولار فقد أصبح السفر من أجل الصحة والاستشفاء من أهم الأنماط السياحية، وقد تمكنت مصر خلال السنوات القليلة الماضية من التواجد على الخريطة الصحية العالمية بعد إصلاح المنظومة الصحية وتطبيق نظام تأميني شامل يتميز بمعايير جودة عالمية وبفضل المبادرات الصحية التي أشاد بها العالم لتطرح نفسها بقوة مقصدًا للسياحة العلاجية، وتكون أحد أهم المراكز العلاجية في العالم من خلال برنامج «نرعاك في مصر» الذي أطلقته هيئة الرعاية الصحية. «أكتوبر» التقت الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، مساعد وزير الصحة والسكان، المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل للحديث عن تفاصيل هذا البرنامج الطموح. كتبت : رجاء ناجى ما خطة الهيئة لوضع مصر على خريطة السياحة العلاجية؟ الهيئة العامة للرعاية الصحية لديها خطة طموحة تتسق مع رؤية القيادة السياسية لوضع مصر على خريطة السياحة العلاجية وجعل مستشفيات هيئة الرعاية الصحية مقصدًا للعلاج وذلك بتطوير المفهوم الحالي من سياحة الاستشفاء إلى سياحة العلاج. وهو أن تستقبل مصر وافدين أجانب بغرض العلاج مثلما يتم زيارتها بغرض التمتع بالآثار الفرعونية والطبيعة المصرية الخلابة، ووضع مصر بمقدمة خريطة السياحة العلاجية العالمية وقد كان للهيئة دور بارز فى تأمين الاحتفاليات والمهرجانات من خلال شعار (نرعاك فى مصر). شعار (نرعاك فى مصر) كعلامة للسياحة العلاجية كيف يتم التسويق له؟ أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية شعار (نرعاك فى مصر) كعلامة تجارية للسياحة العلاجية بمستشفيات الهيئة، ويتم التسويق له بشكل احترافى وعالمي، وذلك للاستفادة من إمكانات مستشفيات الهيئة فى تقديم الرعاية الطبية المتميزة للوافدين إلى الدولة المصرية جنبًا إلى جنب خدمات منظومة التأمين الصحي الشامل بما يسهم فى تعدد الموارد الذاتية للهيئة ومنشآتها بما يعود بالنفع على المنتفعين بالمنظومة ويزيد من قدرات الهيئة للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتعزيز بيئة العمل الداخلية. كما بدأنا بتوفير 4 مكاتب لاستقبال الوافدين للسياحة العلاجية بمطارات القاهرة والأقصر وجنوب سيناء وأسوان، بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، لتقديم الخدمات لهم بأعلى جودة لافتًا إلى أن الهيئة ستقدم خدمات طبية بالتعاون مع عدد من الخبراء الأجانب الكبار فى تخصصاتهم، كما تم عمل البروتوكول يشمل التعاون فى تنشيط وتسويق خدمات هيئة الرعاية الصحية من خلال التسويق المباشر والإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي والمؤتمرات العالمية، عن طريق ممثلي الشركة داخل مصر ومكاتبها المنتشرة بالعديد من الدول، والاستفادة من شراكات الشركة الدولية مع الوكالات العالمية المتخصصة فى التسفير بغرض العلاج إلى جانب تخصيص مكاتب لخدمة عملاء السياحة العلاجية داخل مستشفيات هيئة الرعاية الصحية، يعمل بها موظفون مدربون للتحدث بأكثر من لغة أجنبية لاستقبال مكالمات واستفسارات عملاء الشركة على مدار الساعة، وكذا استقبال المرضى وإنهاء إجراءات دخولهم وخروجهم بشكل يليق بجودة خدمات هيئة الرعاية الصحية، إضافة إلى دعم الموقع الإلكتروني للهيئة بأكثر من لغة لعمل دعاية عن السياحة العلاجية بمصر، وتسويق لخدمات هيئة الرعاية الصحية الخاصة بالسياحة العلاجية مع إمكانية الرد على الاستفسارات والحجوزات عن طريق الموقع. ولفت إلى أن البروتوكول يشمل التوسع فى عمل شراكات وسفارات الدول المختلفة لاستقدام المواطنين من الخارج للعلاج ومع الجهات الرائدة فى مجال السياحة العلاجية بالخارج، إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات مكونة من الاستشاريين الكبار فى المجالات المختلفة فى الرعاية الصحية لدراسة إمكانية التعاقد المباشر مع أى طيب منهم فى حال رغبة المريض فى إجراء التدخل الجراحي الخاص على يد طبيب معين، وكذلك الالتزام بعقد مؤتمرات دولية للسياحة العلاجية لدعوة الجهات الرائدة فى المجال والشخصيات العامة والخبراء الأجانب، لنقل وتبادل الخبرات وبحث وتعميق وتعزيز سبل التعاون لتطوير التجربة المصرية، والنهوض بمشروع السياحة العلاجية بالهيئة العامة للرعاية الصحية (نرعاك فى مصر)، وتحقيق رؤيتها نحو وضع مصر بمقدمة خريطة السياحة العلاجية العالمية. هل من المستهدف أن تكون السياحة العلاجية أحد موارد التمويل؟ بالطبع واستراتيجية الهيئة العامة للرعاية الصحية تضع السياحة العلاجية كأحد أهم الموارد الذاتية لتعظيم المركز المالي للهيئة ومستشفياتها، الأمر الذي حدا بالهيئة إلى استقطاب أفضل الكوادر البشرية الطبية والإدارية سواء برئاسة الهيئة أو منشآتها الصحية للعمل وفق منهجية عمل مختلفة تسهم فى تحقيق إنجاز هذا الملف الاستراتيجي الذي سيسهم بشكل كبير فى زيادة التدفق الأجنبي للدولة بشكل عام، ويعزز موارد الهيئة بشكل خاص، والمستهدف لبرنامج (نرعاك فى مصر) تحقيق 24 مليون دولار من خدمات السياحة العلاجية فى السنة الأولى. هل هناك بالفعل مرضى وافدون تلقوا الخدمات الطبية ضمن هذا البرنامج؟ يتردد علينا بعض المرضى من مختلف الجنسيات وافدين للعلاج فى المستشفيات التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية ببورسعيد، كدول نيجيرياوزامبيا والسودان والسعودية واليمن، ومنها تقديم العلاج والرعاية الطبية اللازمة بمستشفيات مثل النصر التخصصي للأطفال والرمد التخصصي التابعة للهيئة ببورسعيد، وتم علاج مريض بريطاني بمستشفى النصر ببورسعيد وتم تغيير مفصل بالركبة. وذلك علاوة على زيارة بعض الوفود الأخرى إلى مستشفيات الهيئة ببورسعيد كدول زامبياونيجيريا بغرض نقل تجربة التأمين الصحي الشامل فى مصر، ونجاح تطبيقها إلى بلادهم لحصولهم على نفس مستوى الخدمات الطبية بمحافظة بورسعيد. وتسعى مصر لتصبح محافظة بورسعيد أولى محافظات تطبيق التأمين الصحي الشامل الجديد على غرار مدينة دبي، حيث تم تطوير البنية التحتية بها والفنادق فضلاً عن توافر الخدمات الترفيهية بجانب منظومة التأمين الصحي الشامل. هذا، وأشادت بعض الدول والمنظمات العالمية بتجربة ونجاح تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل فى مصر بمحافظات بورسعيد والأقصر والإسماعيلية، والتي حققت نجاحًا ملموسًا على أرض الواقع بما قدمته من أكثر من 10 ملايين خدمة طبية وعلاجية للمنتفعين وفق أحدث المعايير الدولية وأحدث الإرشادات والبروتوكولات العلاجية. وعليه بعد نجاح تطبيق المنظومة فى بورسعيد والأقصر والإسماعيلية وإشادة الدول بها، وسعينا نحو تطبيق الخدمات الفندقية بالمستشفيات للوصول إلى مستوى الجودة الشاملة وتحقيق التفوق على المستويين الإكلينيكي والخدمي، نسعى حاليًا لتسجيل العلامة التجارية (نرعاك فى مصر) كعلامة تجارية للسياحة العلاجية بمستشفيات الهيئة العامة للرعاية الصحية والترويج لها بشكل احترافى للاستفادة من إمكانيات مستشفيات الهيئة فى تقديم الرعاية الطبية المتميزة للوافدين إلى مصر، ما يمثل نقلة نوعية للمنظومة بعد تردد مرضى من مختلف الجنسيات على مستشفيات الهيئة لتلقي العلاج، وبما سيسهم أيضًا فى تعدد الموارد الذاتية للهيئة والتطوير المستمر للخدمات الصحية المقدمة لكل منتفعي المنظومة. هل مستشفيات الهيئة لديها القدرة على خوض المنافسة؟ لم نكن نقدم على إطلاق هذا البرنامج الذي سيكون سفيرًا باسم مصر فى كل دول العالم لو لم نمتلك منشآت صحية على أعلى مستوى من الجودة، فهذا البرنامج يعد الاستغلال الأمثل والاستفادة القصوى مما تتمتع به مستشفيات هيئة الرعاية الصحية من معايير إنشائية وبنية تحتية وإمكانات وتجهيزات طبية على أعلى مستوى من الجودة والتميز ووفق أحدث المعايير العالمية، ولما تضمه من أمهر القوى البشرية سواء من الأطقم الطبية والإدارية بما يضمن تقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحية للمرضى وفق أحدث الإرشادات والبروتوكولات العلاجية الدولية. حيث تخطت نسبة رضاء المنتفعين بالخدمات والرعاية الصحية بمنظومة التأمين الصحي الشامل الجديد على جودة أداء الخدمات الطبية المقدمة لهم من خلال المنشآت الصحية سواء مستشفيات أو مراكز أو وحدات صحية تابعة للهيئة ال 93%. كما أن مستشفيات هيئة الرعاية الصحية عملت على تطبيق مفاهيم الخدمات الفندقية داخل مستشفياتها لتحقيق التفوق على المستويين الإكلينيكي والخدمي والوصول إلى مستوى الجودة الشاملة باعتبار أن الخدمات الفندقية والتي تعني تحقيق الراحة الجسمانية والنفسية للمرضى وذويهم أصبحت جزءًا لا يتجزأ الآن من أهمية جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، كما أن للخدمات الفندقية مردودًا إيجابيًا من ناحية المساهمة فى تعدد موارد الهيئة الذاتية وبما يعود بالنفع على جميع منتفعي منظومة التأمين الصحي الشامل بشكل خاص وعلى النهوض بالمنظومة الصحية فى مصر بشكل عام. هل ستكون الأسعار تنافسية؟ سنقدم خدمة طبية متميزة على أعلى معايير الجودة وبأحدث الأجهزة الطبية ونظام فندقي، لكن أيضا أسعارنا ستكون عنصرًا جذابًا خاصا لأن المنشآت الصحية موجودة والكوادر الطبية على أعلى مستوى متوفرة ما ينقصنا هو الدعاية والتي نعمل عليها الآن بأحدث أساليب علمية. والهيئة تسعى لإدخال خدمات جديدة كجراحات زراعة الأعضاء «الكلى والكبد والنخاع»، بالإضافة إلى توفير خدمات الإسعاف الطائر للحالات الحرجة التي تحتاج لنقل سريع، بالإضافة إلى إمكانية بحث توفير برامج سياحية متكاملة للمريض الأجنبي خلال فترة إقامته، مضيفا أن العلامة التجارية (نرعاك فى مصر) خلال فترة قصيرة أثبتت قدرتها على تقديم الرعاية الطبية المميزة للوافدين الأجانب بمعايير قياسية. بالإضافة إلى الشراكة الإفريقية وسبل تنمية السياحة العلاجية، ودعم الهيئة لأهداف التنمية المستدامة فى إفريقيا التي تمثل إحدى ركائزها تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتؤكد أن مصر تدعم نقل التجارب الصحية الناجحة من مصر إلى إفريقيا تنفيذًا لتوصيات منتدى شباب العالم 2022، بالإضافة إلى إرساء نظم التطبيب عن بعد لتقديم خدمات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تقديم أحدث تقنيات التحول الرقمي بالتنسيق مع وكالة الشراكة من أجل التنمية.