أشعر بسعادة بالغة بعد الفوز التاريخى الذى حققه فريق الناشئين لكرة اليد.. فقد وضعنا هذا الفوز على عرش كرة اليد للناشئين وأصبحنا أسياد العالم فى لعبة تتمتع بشعبية على مستوى العالم.. وأظن أن كل المصريين يشاركوننى مشاعر السعادة إن لم يكن أكثر.. إلا الهاربين فى قطر وتركيا.. هؤلاء شعروا بأن هذا الانتصار التاريخى خنجر استقر فى قلوبهم! هؤلاء الذين لا يطاوعنى قلمى على وصفهم بالمصريين يشمتون فى كل مصيبة وكارثة تصيب مصر.. أما الانتصارات والإنجازات فهى بالنسبة لهم المصيبة والكارثة! عندما خرجت مصر من بطولة أمم إفريقيا تحولت خسارتها إلى ربابة اشترك كل مذيعى القنوات الإخوانية فى العزف عليها.. وعندما جلست مصر على عرش العالم وفرض شبابها أنفسهم كأسياد للعبة فى العالم.. لم نسمع كلمة من مذيعى الإخوان.. ولا كلمة.. ولا حس ولا خبر (!!!) على أية حال هؤلاء الذين لا يطاوعنى قلمى على وصفهم بالمصريين.. هؤلاء ليسوا موضوعنا ولا يستحقون أن نعيرهم أى اهتمام.. وأعود للبطولة والفرحة وسعادة المصريين وأقول إن من أسباب سعادتى أيضا أن لاعبينا قاموا عقب الفوز بالبطولة بإهداء كأس العالم لمصر والمصريين.. منتهى الانتماء.. منتهى الحب لمصر.. وليس من قبيل المبالغة أن نعتبر هذا الفوز التاريخى بشرة خير لمصر والمصريين.. فمن المؤكد أن هذا الإنجاز الذى يقترب من حد الإعجاز سيكون نقطة انطلاق لشباب كثيرين ونموذجًا سيحاولون محاكاته.. وليس من قبيل المصادفة أن يتزامن هذا الإنجاز الرياضى الهائل مع إنجازات مصرية أخرى.. قبل أيام افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المرحلة الثانية من المشروع القومى للصوب الزراعية.. سبق للرئيس افتتاح المرحلة الأولى من المشروع فى العام الماضى.. وقد شملت هذه المرحلة إقامة 5 آلاف صوبة زراعية على مساحة 20 ألف فدان، أما المرحلة الثانية التى افتتحها الرئيس قبل أيام فقد شملت إقامة 1300 صوبة على مساحة 10 آلاف فدان.. والحقيقة أن هذا المشروع يعتبر واحدًا من أهم المشروعات الزراعية فى مصر.. فهو يستهدف إنتاج محاصيل زراعية تنتجها مساحة مليون فدان بنظام الزراعة التقليدية.. كأننا أضفنا إلى مساحة الأرض الزراعية المصرية مليون فدان.. فإذا أضفنا لهذه المساحة مليونًا ونصف المليون فدان سيتم استصلاحها.. فإننا بذلك نسير نحو مستقبل مشرق للزراعة المصرية.. ونعود إلى مشروع الصوب الزراعية ونتساءل عن جدواه.. وتجىء الإجابة على لسان عددًا من خبراء الزراعة الذين يؤكدون أن إنتاج الصوبة الزراعية المقامة على مساحة فدان يبلغ خمسة أضعاف ما ينتجه الفدان الواحد من الأراضى التى تزرع بالطريقة التقليدية.. فى نفس الوقت فإن الصوب الزراعية توفر ما قيمته 20 إلى 40 فى المائة من مياه الرى الصوب الزراعية.. ولهذه الأسباب تعتبر هى الحل السحرى لمشكلة الإنتاج الزراعى فى مصر.. فليس خافيا أن هناك سباقًا رهيبًا بين التعداد السكانى فى مصر وبين حجم الإنتاج الزراعى.. وهو سباق لا تستطيع الدولة أن تكسبه عن طريق الزراعة التقليدية.. أعداد السكان تتزايد.. ومساحة الأرض الزراعية القديمة تتناقص.. واستصلاح أراض جديدة يحتاج إلى تكاليف باهظة.. والمياه بعد ذلك كله محدودة.. وهكذا فإن الحل السحرى أسهل.. الصوب الزراعية.. والحقيقة أن الاقتصاد المصرى كله وليس فقط الزراعية.. ينطلق بسرعة الصاروخ! أنقل حرفيًّا بدون حذف أو إضافة تقريرًا نشرته قبل أيام مؤسسة هارفارد للتنمية الدولية بشأن الاقتصاد المصرى.. يقول التقرير إنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد المصرى بمعدل 6.8% سنويا حتى عام 2027 ليصبح ضمن أسرع الاقتصاديات نموًّا على مستوى العالم.. كما يشير التقرير إلى أن معدل النمو الاقتصادى فى عدد من الدول منها الصين وفيتام إلى 6% سنويا.. وكما يقول التقرير فإن تلك التوقعات تستند إلى مقياس واحد يتمثل فى التركيبة الاقتصادية والتى تعكس مدى التنوع والتطور فى القدرات الإنتاجية المضمنة فى صادرات كل دولة. ويشير التقرير إلى أن ما يجمع بين عدد من الدول منها مصر والصين وفيتنام باعتبارها أسرع الدول نموا وفق تلك التوقعات.. ليس لأنها تتشارك نفس المستوى التعليمى أو المنطقة الجغرافية أو الدين أو أى مقياس لجودة المؤسسات.. ولكن تمتلك كل واحدة من تلك الدول قدرًا أكثر تطورًا من المعرفة المتخصصة أكثر مما هو متوقع. وأكد التقرير أنه وبعقد سابق أصبح الاقتصاد المصرى أكثر تنوعًا ولذلك فإن مصر مؤهلة للاستفادة مستقبلا من العديد من الفرص لتنويع إنتاجها.. فوز مصر بكأس العالم بشرة خير لمصر والمصريين.. ومشروع الصوب الزراعية بشرة خير لمصر والمصريين.. والنمو الذى يشهده الاقتصاد المصرى عمومًا طبقا للتقارير العالمية.. بشرة خير لمصر والمصريين..