فى واقعة ما يعرف بفيديو الكلب أذهلتنى قسوة هذا (السيكا) وكلبه الشرس فى مهاجمة شاب معاق.. رافضا توسلاته.. والذى لم يتركه حتى قضم الكلب أحد أصابعه.. ورغم قسوة المشهد وحيوانيته إلا أننى أتوقف عند 3 ملاحظات.. أولها أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت الوسيلة الأسرع فى الابلاغ عن وقوع أى حادث.. والوصول مباشرة للمسئول.. الذى يتحرك من فوره تحت ضغط الرأى العام.. وهى من المزايا القليلة التى تحسب لهذه المواقع.. والثانية هى التحرك السريع والذى يستوجب توجيه الشكر لضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور.. فكان سيكا وكلبه فى قبضتهم قبل مرور 24 ساعة على نشر الفيديو.. حيث أحيل لجلسة محاكمة عاجلة.. أما الملاحظة الثالثة.. وهى الأهم.. أن هذا الفيديو يدق ناقوس الخطر لحالة الفوضى التى أصبحت تسود شوارعنا.. ورغم وجود القوانين المضادة لها.. فالقانون يمنع اقتناء كلب من دون ترخيص يحصل عليه صاحبه من الطب البيطرى.. وبعد تحصينه بالطعوم اللازمة.. إلا أننا أصبحنا اليوم فى مواجهة ظاهرة كارثية تنتشر فى كل مدن مصر باصطحاب الشباب لكلاب شرسة غير مرخصة ومطلقة السراح تجوب الشوارع والأسواق.. ويتم استخدامها فى معاكسة البنات.. والسرقة بالإكراه.. بل ووصل الأمر فى بعض الأحيان لاستخدامها فى مقاومة سلطات إزالة المخالفات.. ومن خلف هذه الظاهرة مافيا تتاجر فى الكلاب بأنواعها.. وتتخذ من الأسواق الشعبية.. كسوقى الجمعة والأحد.. مقرًا لتجارتها التى تتربح من ورائها أموالا طائلة بعيدة عن أعين الدولة.. حيث يتعدى سعر بعض هذه الأنواع من الكلاب 10 آلاف جنيه.
وبين كلب سيكا والكلاب الضالة التى انتشرت فى كل مكان.. ووصلت لحد الخطر بعد إعلان وزارة الصحة حدوث 430 ألف حالة عقر فى 2017.. من بينها 59 حالة وفاة.. وحتى صدور التشريع المرتقب لاقتناء الكلاب المرخصة فى دور الانعقاد القادم لمجلس النواب.. أرى ضرورة التحرك العاجل للقضاء على الظاهرتين.. وقبل أن تتحول حياتنا إلى عالم سيكا.