وفشلت مبادرات أمريكا لاستئتاف عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل البدء بها، والسبب تمادى إسرائيل فى جرائمها وتهويدها للقدس وللأراضى الفلسطينية بالاستيطان، بل واستكمال ذلك بفبركة جرائمها بالفيديوهات والادعاءات فى وسائل الإعلام، ولكن السلطة الفلسطينية تشد اللجام على آخره بتقديم وثائق تزعم فيها ارتكاب جرائم من الأطراف الفلسطينية لوزير الخارجية الأمريكية جون كيرى فى زيارته الأخيرة لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وبشن حملات مقاطعة دولية لإسرائيل تبدأ الآن من قطاع غزه . وقد ازدادت الفبركات الإسرائيلية فى التوقيت الذى لاقت فيه حركة مقاطعة إسرائيل نجاحاً كبيراً فى الآونة الأخيرة، حيث صرح مؤخراً منسق الحركة محمود نواعجه بمعلومات وتقارير مذهلة عن نجاح حركة المقاطعة على مستوى الشركات والمؤسسات العالمية وكذلك على مستوى المستثمرين فى أنحاء العالم فاستطاعت هذه الحركة أن تقنع الكثير من الشركات العالمية والمستثمرين بسحب استثماراتهم من إسرائيل وعدم التعامل معها اقتصاديا، وعلى رأسها انسحاب شركة أورانج من التعامل مع إسرائيل نهائياً الشهر القادم ، كما استجاب يونيسيف UNICEF Jordan، للمقاطع وقبلها المفوضية العليا لشئون اللاجئين UNHCR Jordan بإنهاء تعاملكم مع شركة جى فوراس لتواطئها مع الاحتلال. ومن ناحيتها، قامت إسرائيل بمواجهة دعوات المقاطعة الفلسطينية، بفبركة جديدة من نوعها، بعد أن استجاب لتلك المقاطعة لها بلدان بجنوب أفريقيا ودول أوروبا، عندما زعمت إسرائيل أن السلع الإسرائيلية التى تخرج من المستوطنات هى جزء من عملية السلام التى وقع عليها الفلسطينين. ويزعم الاحتلال قيام شباب المقاومة الفلسطينية بعمليات الطعن بالصور والفيديوهات المزيفة لتبرير جرائمه وردع الانتفاضة، هذا المبرر الذى قاده الاحتلال إلى الرأى العام ليجد تبريراً لقتله وأسر المزيد من الشباب والأطفال والنساء الفلسطينيين. وجدير بالذكر أن تلك الفبركات الإسرائيلية ليست بجديدة ولكن إسرائيل قامت بها مرات عديدة منذ بدايات احتلالها للأراضى الفلسطينية، فعلى سبيل المثال، عندما روجت إسرائيل إلى أن جنوبلبنان ممتلئ بجماعات المقاومة «الإرهابيين»، وكانت نتيجة ذلك أن إسرائيل قامت بعدوان همجى على لبنان واحتلت أول عاصمة عربية حينها، وفى الحروب المتعاقبة التى شنتها إسرائيل على قطاع غزه، كانت تقوم بنفس الأمر، لتبرير عدوانها وجرائمها ضد الفلسطينيين. كما جاء الاحتلال بعد ذلك بفيديو مفبرك لحادثة اغتيال محمد الدرة الشهيرة، زاعماً فيه جيش الاحتلال الإسرائيلى أن الرصاص الذى أصاب الدرة كان أتياً من جانب الأطراف الفلسطينية على أساس أن حينها كان هناك اشتباك بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلى. ولم تتوقف فبركات الاحتلال عند هذا الحد إلا أنها تأتى الآن أيضاً مستخدمة الخطاب السياسى الصهيونى ليصور الاحتلال على أنه الضحية، واستعطاف الدول المجاورة ليجد أيادى ممدودة له، لاحتواء الانتفاضة. كما أن هناك فبركات إسرائيلية أخرى جاءت بها إسرائيل من أجل إنهاء العزلة وتبييض الوجه الصهيونى فى الخارج أيضا، وهى حملات شنتها إسرائيل إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا التى نجحت إلى حد ما، وذلك يظهر فى منع قوات الاحتلال لقوافل المساعدات من الدخول لقطاع غزة بحجة أنها تزود الفلسطينيين هناك بالغذاء والدواء إلى جانب ذلك اتبعت إسرائيل أسلوب المدح لمظاهرات المعلمين الفلسطينيين بالضفة الغربية الذين يمنعهم الاحتلال من ممارسة أعمالهم فى الجنوب، مشجعة الاحتجاجات واصفة إياه كما جاء فى صحيفة هآرتس الإسرائيلية فى مقاله تحت عنوان الأبطال الأقوياء، بالقوة وجمال المجتمع الفلسطينى الذين ينظمون أنفسهم من أجل محاربة الفساد فى الحكومة الفلسطينية، متحدين بذلك الفصل الجغرافى الذى تقوم به إسرائيل، وذلك من أجل المطالبة بالتعويض عن حقوقهم المهدورة، إيجاد حل لأجورهم المنخفضة، زعمت هآرتس أن انتفاضة المعلمين جاءت رداً فقط على سوء المعيشة وعدم وجود ديمقراطية بسبب تسلط حكومة عباس على مصير المجتمع الفلسطينى. وعلى الرغم من ذلك، تم تكذيب تلك الفبركات الصهيونية مؤخراً مصادفةً عن طريق تقرير نشرته صحيفة هآرتس يتحدث عن استطلاع أجراه معهد البحوث الأمريكى Pew عن نسبة اليهود الذين لا يؤيدون وجود عرب إسرائيل ويريدون طردهم من دولة الاحتلال حيث جاءت نتائج الاستطلاع أن هناك أكثر من 79 % من يهود إسرائيل يعتقدون أنه ينبغى أن يحصول اليهود على حقوق التمييز دون العرب، كما جاء فى الاستطلاع أن هناك 37 % من المسلمين فى إسرائيل يعانون من التمييز بسبب هويتهم الدينية فى العام الماضى وهناك 13% لحقت بهم وبممتلكاتهم أضرار نتيجة لهذا السبب من قبل المستوطنيين اليهود والحكومة الإسرائيلية. ولكن جاء فى مواقع التواصل الاجتماعى فبركات وأكاذيب عديدة من قبل الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها الفيس بوك بدعوات على صفحات إسرائيلية من أجل جذب عواطف شعوب البلاد الأخرى لإسرائيل . كما نشر ملصق آخر فى صفحة تزعم فيها إسرائيل تقديمها لمساعدات مالية للفلسطينيين ومعنوية، على أنها ساعدت مرور 15 مليون فلسطينى فى العبور من الضفة الغربية، كما زعمت أنها قامت بزيادة عدد الشحنات التى دخلت إلى غزة، وزيادة عدد التجار الذين دخلوا إلى إسرائيل من غزة لتصل نسبتهم إلى 325%.