لم يأخذ الشهيد محمد الدرة حقه بعد ثلاثة عشر عام من واقعة إستشهاده، ويبدو أن ثمن الدم العربي أصبح أرخص ما فى هذا الوطن فكل ما حصل عليه والد الدرة كتعويض للتشهير به من قبل طبيب إسرائيلي ورئيس تحرير ومراسل صحفى يهودي فى حكم لمحكمة فرنسية حيث ألزمتهم بدفع مبلغ 1000 يورو و تغطية نفقات المحكمة. قال الكاتب الإسرائيلي "فليكس فريش" فى مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 27 نوفمبر 2000 أن قائد المنطقة الجنوبية آنذاك يونتيف سامية عرض فى تقريره عن ملابسات مقتل الدرة أن القناص الذى كان متواجد فى منطقة تبادل إطلاق النار أثناء وجود محمد الدرة و والده لم يطلق إلا طلقة احدة فقط فى تقاطع نتساريم و الدرة تلقى ثلاث طلقات كما أنهم كانوا يختبئون فى منطقة محمية بالإضافة إلى أن لقاء الأب فى أحد القنوات التليفزيونية يعزز أن النيران التى أطلقت عليهم كانت من قبل الشرطة الفلسطينية. وفى حوار أجراه الخبير الفيزيقي الإسرائيلي ناحوم شاخاف ,رئيس لجنة تقصى الحقائق الإسرائيلية حول مقتل الدرة, مع إذاعة جالي تساهال الإسرائيلية بتاريخ الأول من مايو 2011 أدعى أن الفلسطينيين يخبئون محمد الدرة و هو يسير مثل أى فى شوارع غزة و يمارس حياته بطريقة طبيعية. وأضاف شاخاف معقبا على قرار المحكمة الفرنسية التى أكدت أن الجيش الإسرائيلي هو الذى قتل محمد الدرة قائلا :"إتصلت بقائد المنطقة الجنوبية حينها يونتيف سامية و أكد لى أن مقاطع الفيديو تم فبركتها و الجيش الإسرائيلي لم يقتل محمد الدرة". وأكد شاخاف أنه ركز بنفسه فى الصور و كان الدرة يبدو وأنه ميت حيث أن الدرة شوهد فى أحد أسواق غزة بعد الحادثة مما يوضح كيفية إستغلال الجماعات الإرهابية للأحداث و تزييفها و الترويج لها فى صالحهم ,على حد قوله,. قالت الكاتبة الإسرائيلية "ريفين بيداتزور" فى مقالها بصحيفة هآرتس في 24 يناير2010 أن قصة محمد الدرة حصلت على انتصاراً دعائياً من قِبل الفلسطينيين، وأدى بدوره إلى فشل كبير في علاقات اسرائيل العامة لأسباب غير معلومة بالرغم من أن هناك الكثير من الأدلة التي تثبت قصة وفاة الصبي أنها مُدبرة بمهارة من قِبل الفلسطينيين. وأضافت أن ما يثير القلق أن إسرائيل تتجاهل ما ورد في التحقيقات فور حدث الواقعة، وأسفر عن صمت اسرائيل ضياع الفرصة الذهبية للطعن في مصداقية رواية فلسطين في واحد من أهم الأحداث في تاريخ الصراع وانه من الصعب أن نفهم لماذا. واختتمت مقالها أن الجيش الإسرائيلي أخطأ أكثر من مرة في استخدام القوة المفرطة مما أدى قتل الكثير من الأبرياء، ولكن إذا ذكرنا قضية محمد الدرة فإن جيش الدفاع الإسرائيلي لم يمسه أو والده، والمسئول عن سقوط علاقات إسرائيل العامة هو صمت قوات الجيش الإسرائيلي، كما هو حال وزارة الخارجية. وتتخلى إسرائيل عن الجبهة الإعلامية للفلسطينيين الذين يستخدمون محطات التليفزيون التي تتعاطف معهم. نظم اليهود المتطرفين حول العالم حملة ضد مدير حملة مكتب "فرانس2" فى القدس "شارل انديرلان" بعد إلتقاط المصور الفلسطيني طلال أبو رحمة مشاهد تؤكد مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذى كان يحتضنه والده خلف أحد البراميل فى أحد شوارع غزة خاصة بعد اعتراف إسرائيل بالجريمة التى إرتكبتها ضد الدرة. ومن ثم ارتفعت الأصوات في إسرائيل مطالبة بالتحقيق في الحادث مجددا لأن احتمال وفاة محمد الدرة بنيران فلسطينية يبقى قائما مهما كان هذا الإحتمال ضئيل و لكن إعادة التحقيق في الحادث لم تكن ممكنة لأن مكان تبادل إطلاق النار محى من على خريطة غزة بعدما مسحته الدبابات الإسرائيلية. كما قامت المخرجة اليهودية "أستير شابيرا" بإعداد فيلم وثائقي بعنوان " ثلاث طلقات وصبي ميت" لقناة ARD الألمانية عام 2002 لتشعل الرأى العام العالمي مرة أخرى، ولكن التوجيه فى هذه المرة كان يدين جمال الدرة والد محمد من خلال الإستشهاد بإعترافات كل من يوسف دورييل مساعد ناحوم شاخاف الذى أكد أن الصبى محمد الدرة لقى حتفه بسبب تمثيل والده . وأثر هذا الفيلم فعليا على اليهود على مستوى العالم الذين أعدوا شكاوى ضد قناة "فرانس 2" والمقارنة بالفيلم الذى صوره طلال أبو رحمة والفيلم اليهودي الذى يثبت أن الدرة قتل برصاص الفلسطينيين و ليس برصاص الجيش الإسرائيلي حسب الصور ومشاهد الفيديو المعدة من قبل شابيرا.