خامنئي يهدد ترامب: استهداف جديد لقواعد أمريكية "مهمة" في المنطقة    نجم تشيلسي: قادرون على تحقيق المفاجأة أمام ريال مدريد    كلوب مصدوم بسبب مأساة نجم ليفربول    إصابة 8 أشخاص في حادث تصادم 3 سيارات على الطريق الدولي    إصابة موظف بصعق كهربائي خلال عمله بقنا    حريق هائل يلتهم محل تجارى ببنى سويف    إلهام شاهين.. زهرة الصيف التي خطفت الضوء من شمس الساحل    «الإغاثة الطبية»: على المجتمع الدولي دعم البدائل العادلة للإغاثة في غزة    مستشار أوكراني: روسيا لم تحقق إلا الفوضى بعد 3 سنوات من الحرب    واشنطن تنفي دعمها إقامة كيان منفصل لقوات سوريا الديمقراطية    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 12 يوليو 2025    أسعار الخضروات والدواجن اليوم السبت 12 يوليو 2025    بالذكاء الاصطناعي.. أول صورة أعلنت بها زوجة النني الثانية ارتباطهما    60 دقيقة تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 12 يوليو 2025    هافال دارجو 2026.. تحديثات تصميمية وتقنية تعزز حضورها    تنسيق الجامعات 2025 .. انطلاق اختبارات القدرات    استشهاد 61 شخصًا وإصابة 231 آخرين بقصف إسرائيلي خلال 24 ساعة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف زينب عوض.. طريقة عمل الدجاج المشوي    نجيب جبرائيل: الزواج العرفي لا يُعد زواجًا بل «زنا صريح» في المسيحية (فيديو)    مواعيد مباريات اليوم السبت 12-7-2025 والقنوات الناقلة    «كشف أسرار الزمالك».. أيمن عبد العريز يفتح النار على وائل القباني    قرار جديد بشأن مادة التربية الدينية.. رفع نسبة النجاح وتعديل عدد الحصص في العام الدراسي المقبل    ارتفاع سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات السبت 12 يوليو 2025    سعر الذهب اليوم السبت 12 يوليو 2025 بعد الارتفاع العالمي وعيار 21 بالمصنعية    نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. الموعد الرسمي وطرق الاستعلام لجميع التخصصات بنظامي 3 و5 سنوات    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 12-7-2025.. وحديد عز يتخطى 39 ألف جنيه    بائع مصري يدفع غرامة 50 دولارًا يوميا بسبب تشغيل القرآن في تايمز سكوير نيويورك.. ومشاري راشد يعلق (فيديو)    كل ما يخص نتيجة الدبلوم الصناعي 2025.. رابط مباشر وأسماء الكليات والمعاهد المتاحة للطلاب    يستخدمه المصريون بكثرة، تحذير عاجل من مكمل غذائي شهير يسبب تلف الكبد    التضامن ترد على تصريحات منسوبة للوزيرة مايا مرسي بشأن إعادة إحياء التكية    شقيقه: حامد حمدان يحلم بالانتقال للزمالك    رئيسا الإمارات وأنجولا يبحثان هاتفيا سبل تعزيز التعاون المشترك    هشام عباس يشارك فى افتتاح المسرح الرومانى بدويتو مع الشاعرى    تامر حسني يُشعل الرياض في أضخم حفل على هامش كأس العالم للألعاب الإلكترونية.. وأغنية "السح الدح امبوه" مفاجأة تثير الجدل!    غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك    مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد    الحكومة الموريتانية تنفى لقاء الرئيس الغزوانى بنتنياهو فى واشنطن    باحث بمرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تستخدم الخوف كوسيلة للسيطرة    وكالة أنباء كوريا الشمالية: وزير خارجية روسيا يصل إلى بيونج يانج    أحمد عبدالقادر ينتقل إلى الحزم السعودي مقابل مليون دولار    "مثل كولر".. عضو مجلس إدارة الزمالك يعلق على تولي فيريرا مهمة القيادة الفنية للفريق    انتخابات مجلس الشيوخ 2025| الكشف المبدئي للمرشحين عن دائرة الإسماعيلية    أمين الفتوى: يجوز الصلاة أثناء الأذان لكن الأفضل انتظاره والاقتداء بسنة النبي    ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة دمياط    التعليق الكامل لمنى الشاذلي على واقعة مها الصغير.. ماذا قالت؟    حسام موافي يحذر من خطر المنبهات: القهوة تخل بكهرباء القلب    نهاية مأساوية على الرصيف.. مصرع سائق في حادث تصادم بقليوب    السيطرة على حريق داخل شقة سكنية بشبرا الخيمة    ضبط المتهمين باحتجاز شخصين داخل شقة في بولاق الدكرور    ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب    محمد عبلة: لوحاتي تعرضت للسرقة والتزوير.. وشككت في عمل ليس من رسمي    عاجزة عن مواكبة العصر.. البياضي: لوائح الأحوال الشخصية للمسيحيين تعود ل 1904    إصابة موظف بصعق كهربائى خلال تأدية عمله بقنا    إنقاذ حياة سيدة وجنينها في سوهاج من انسداد كامل بضفيرة القلب    تشكيل لجنة عليا لتوعية المواطنين بالتيسيرات الضريبية في الساحل الشمالي.. صور    تحظى بالاحترام لشجاعتها.. تعرف على الأبراج القيادية    قد يبدأ بصداع وينتشر أحيانًا لأجزاء أخرى بالجسم.. أعراض وأسباب الإصابة ب ورم في المخ بعد معاناة إجلال زكي    هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.بطرس غالى .. والأمم المتحدة .. وعصر المسيخ الدجال
نشر في أكتوبر يوم 13 - 03 - 2016

الشيوعيون والاشتراكيون كانوا على مدار التاريخ الحديث بمثابة عتبات الدرج التى وطئها رجال اليمين الليبرالى والصهيونية العالمية للصعود.. إلى السيطرة على العالم وسيادته ثم.. محاربتهم والتخلص منهم.
هذه النتيجة يمكنك أن تصل إليها– كما وصلت أنا- إذا عرفت جيدا تاريخ نشأة الشيوعية وتمددها قبل محاصرتها لسنوات طويلة فى حرب باردة انتهت بسقوط قلعتها الإمبراطورية السوفيتية وتفككها..وهناك مثال تاريخى آخر يؤكد هذا وهو عملية إنشاء الأمم المتحدة التى تم تمريرها على جثة المنظمة الأممية التى سبقتها وهى عصبة الأمم وقد تكونت الأخيرة بعد سكوت مدافع الحرب العالمية الأولى لكن الشعب الأمريكى رفض انضمام بلاده إليها!! وهنا سأل أصحاب المصلحة أنفسهم كيف نترك أمريكا وهى القطب العالمى القادم؟! وكان قرارهم أن استعينوا بالاشتراكيين والشيوعيين لإقامة نظام جديد بعد إسقاط عصبة الأمم وإقناع الشعب الأمريكى بالموافقة على انضمام بلاده لهذا النظام، وهو ما حدث عبر عمل دءوب انتهى بإعلان قيام منظمة الأمم المتحدة عام 1945 التى اقترب عمرها الآن من ثلاثة أرباع القرن ولم تسد للبشرية تلك الخدمات الجليلة التى بشرت الناس بها بل على العكس لم تخدم فى تاريخها إلا قوى الاستعمار والقهر والصهيونية العالمية وما خفى كان أكثر فداحة.
هذه حكاية فى القلب منها د. بطرس غالى.. لكن ما علاقة الراحل د. غالى بما سبق؟! الإجابة تكمن فى البحث عن مؤهلات غالى وأفكاره وقناعاته التى أهلته ليكون سادس أمين عام للأمم المتحدة، وأن يعتلى الراحل هذا الكرسى فلابد أن نبحث فى الأفكار والمبادئ التى أهلته للوظيفة ونبحث مدى تماس هذه الأفكار والمبادئ مع شغل المنظمة الحقيقى وأهداف من عملوا على إنشائها والغرض الأخير أو الهدف النهائى لهم وهذه الحكاية لا أعتقد أن أحدا حاول أن يسبر أغوارها أو يعمد لقراءة غالى ليكتشف قناعاته ووجهه الحقيقى الذى عبر عنه فى كتاباته واعترافاته الذاتية ويومياته التى نشر جزءا منها فى أخر كتاب صدر له قبل رحيله.
الحكومة العالمية
الحكومة العالمية أو النظام العالمى الذى يجمع العالم تحت خيمة الإنسانية ويسود السلام ربوع الأرض.. فكرة «اليوتوبيا» أو المدينة الفاضلة التى بشر بها الفلاسفة والحالمون منذ بداية الخليقة وسعى البعض لإيجادها وفى سعيهم هذا كان يستغلهم الأشرار فى تمرير مخططاتهم المتمثلة فى السيطرة على مقدرات الضعفاء وسلبهم ثرواتهم واستعبادهم.. والحكايات التالية تفسر ما سبق.
كتاب قديم غير مشهور وضعه د. بطرس غالى، وصدرت طبعته الأولى فى 31 أغسطس من عام 1957 وأعيدت طباعته عام 1992 بعد أن أضيف إلى اسم المؤلف المنصب الدولى والوظيفة المرموقة التى تولاها فى هذا العام ومسماها «الأمين العام للأمم المتحدة».
الكتاب يحمل عنوان «الحكومة العالمية» فإذا ما تجاوز القارئ العنوان إلى المحتوى فسوف يكتشف أنه يعكس رؤى وأفكار تأصلت وتجذرت فى عقل د.بطرس وهى- كما أظن- التى أوصلته إلى الدوائر المهيمنة على النظام أو التنظيم الدولى «الأمم المتحدة» وعلى أساس تلك الرؤى والأفكار تم اختياره ليجلس على كرسى الأمانة العامة أعلى منصب فى المنظمة لعله يساهم بما عنده فى مشروع إنشاء حكومة عالمية تحكم العالم، وشرطى عالمى ينفذ سياستها بالقوة والإذعان.
هذه الفكرة أو هذا الكلام الذى يبدو لأكثرية البشر خياليا لا تستوعبه الأفهام وخاصة عند هؤلاء الذين لا يؤمنون بنظرية المؤامرة ويرون أن سياسات العالم تتشكل بمعادلات فيزيائية لا دخل للبشر فيها، وبالطبع لن يفسر خيال هؤلاء التغييرات التى تحدث فى العالم إلا فى إطار المصادفة والتفاعل الميتافزيقى بين عناصر غير مرئية.
وهم لن يصدقوا حتى ولو قال د.على الدين هلال فى تقديمه للطبعة الثانية من كتاب غالى التى صدرت عن دار المعارف إن انتخاب الأخير سكرتيرًا عامًا للأمم المتحدة لم يأت من فراغ ولم يكن مصادفة أو ضربة حظ وإنما جاء تتويجا لعمل وجهد ومثابرة لمدة أربعين عامًا متصلة.. والمعنى أن ملف غالى فى دوائر الغرب المهيمن على الأمم المتحدة هو الذى أهله للمنصب- طبعا- بالإضافة لمعايير أخرى.
............
وإذا كان الهدف ممن يخططون للسيطرة على العالم إنشاء حكومة عالمية فقد شرح غالى فى كتابه بروفات تاريخية لهذه الحكومة وأحدثها حين كانت تتنازع العالم حكومتان- كما يقول- الحكومة السوفيتية والحكومة الأمريكية وكانت المشكلة القائمة فى ذلك الوقت أمام مشروع الحكومة العالمية تتمثل فى السؤال: هل تكون الحكومة «العالمية» ذات صبغة سوفيتية أم ذات صبغة أمريكية؟! أم يتغلب مستقبلا على تلك الحكومة العنصر الأفريقى الأسيوى أم تزول الفوارق بين الشعوب والأجناس والمذاهب والتكتلات ويتحقق الحلم الجميل الذى طالما هتف به المصلحون، فقيام مثل هذه الحكومة أهم بكثير من كافة الاعتبارات الأخرى (وأكرر د. بطرس هو الذى يقول)!! ومن كلامه يمكن أن نحدد أفكاره ورؤاه التى لم تستمر مجرد أفكار حبيسة رأسه وخياله وسطور كتاباته لكنها تعدت ذلك إلى الأفعال خلال نصف قرن!
وعندما خط د. بطرس كتابه بيمينه وكان العالم تتقاسمه أو تتنازعه (روسيا وأمريكا) افترض فى هذا التاريخ الذى وضع فيه الكتاب (الخمسينيات) أنه إذا استطاعت إحداهما أن تزيح الأخرى فسوف تفوز منفردة بحكم العالم، لكنه وضع سيناريو آخر مستحيلا للمستقبل حين قال يمكن أن يتغلب العنصر الأفريقى أو الآسيوى ويفوز بالسيطرة أو الهيمنة على تلك الحكومة فهل قال ذلك من قبيل التمويه لتسويق مشروعية الحلم المستحيل فى العالم الثالث؟!
سيناريو آخر طرحه د. غالى لتحقيق الحكومة العالمية تمثل فى إزالة الفوارق والمذاهب والتكتلات.
وإذا كانت هناك بديهية تشير إلى أن الإنسان كائن يحيا على الأرض لا يسبح فى الفضاء ويعيش فى كتلة منتميا لأفكارها وقناعاتها ويبحث منذ الخليقة الأولى عن قوة إيمانية غيبية يحتمى فيها ويفسر من خلالها الظواهر التى لا يدركها بحواسه أو لا يجد لها تفسيرًا مباشرًا، فإن هذا الإنسان لن يستغنى عن التكتلات ولا العقيدة (الإيمان) بسهولة كما يحلم د. غالى ولن يحدث هذا طوعا أو بسهولة على الرغم من السعى الحثيث والدءوب والخبيث من جهات أفراد ومؤسسات فى أماكن مختلفة من العالم.. أترى الأمم المتحدة واحدة منها؟.. لا تجب قبل أن تفحص بعمق ما وراء هذا الكيان السرطانى الذى يهيمن على مقدرات العالم الآن من خلال منظماته ومقرراته وقراراته التى يتصور البلهاء أنها تصدر عن إجماع أو أغلبية دولية أو يتصورون أن لأمينها العام الأسبق غالى أو الحالى بان كى مون أو من سيأتى بعده سلطة فعلية فى إدارتها.
............
لنعد مرة أخرى لكتاب غالى ونرى كيف حاول أن يسّوق مشروعه الحالم بإيجاد هيئة تحكم العالم، فيقول فى كتابه إن المجتمع البشرى تاق إلى هذا الحلم (تمناه) وسأل د. غالى أيضًا منذ أكثر من 50 عامًا: أيتاح لهذا المجتمع البشرى أن يظفر بهذه الحكومة قبل وقوع حرب عالمية ثالثة تدمر فيها الذرة ما تدمر؟.. أم ستقوم تلك الحكومة لتحول دون وقوع هذه الحروب؟
وعاش غالى أكثر من نصف قرن بعد الكشف عن فكرته يحلم ويسعى لتحقيق حلمه الجميل وفى خلال هذه المدة اندلعت عشرات الحروب الإقليمية (بتحريض مقصود وفعل فاعل من الغرب الذى يسيطر على الأمم المتحدة) وها هو ذا العالم الآن مصلوب على أتون نار الحرب المقدسة فى منطقة الشرق الأوسط التى ربما تتسع رقعتها لتجر القوى العظمى التى تمتلك الذرة لتدمر ما تدمر فهل يمكن بعدها أن تعلن الحكومة العالمية حضورها على أشلاء ودمار الإنسانية وشعوب دول العالم التى تنتمى إلى البقعة المظلمة منه!
............
فى كتابه أيضا أشار غالى إلى ثلاثة أشكال أخلاقية فلسفية للحكومة العالمية سمى واحدة منها المدرسة الأوروبية والثانية المدرسة الأنجلوسكسونية والثالثة المدرسة الإسلامية وشرح كل واحدة منها بالتفصيل لكنه لم يتطرق لسعى الشيوعيين لإقامة مجتمع الشيوعية العالمى ولا الصهاينة فى سعيهم لإقامة مملكة اليهود ولا اليمين الليبرالى فى سعيه للسيطرة على العالم وصبغه بصبغته القيمية وأيدلوجياته التى تحتقر أفكار وأيدلوجيات وخصوصيات الآخرين وتسعى لخصم سيادة الدول الوطنية لصالح المنظمة التى يهيمن عليها هذا اليمين وهى الأمم المتحدة وتوجيهها لخدمة أهدافه، وما آليات هذه المنظمة وأنشطتها ومشاريعها فى حقيقتها إلا لتنفيذ سياسات اليمين الغربى وما تلك الاتفاقيات والمعاهدات والمنظمات الدولية التى تنطلق وتوقع كل يوم وتخصم من سيادات الدول إلا لفرض ما يريده أصحاب المخطط من أجندات وقيم وسلوكيات وأفكار، فهل أدرك هذا د.بطرس غالى وهو خارج المنظمة أو بعد تعيينه أمينا عاما لها؟! سوف نرى.
العمل فى الداخل
فى مصر وفى مؤتمر انعقد فى المجلس القومى لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء بتاريخ 8 أغسطس من عام 2008 لمناقشة حذف خانة الديانة من البطاقة الشخصية تحولت المناقشات إلى ما يشبه الشجار أو (الخناقة) وهى السمة التى تحولت إلى ظاهرة فى المجتمع المصرى فى السنوات الخمس الأخيرة السابقة على ثورة 25 يناير 2011 مع الدفع نحو موجة الاستقطاب المتعمدة وتصلب شرايين الدولة والتربص بالخصوم، وهكذا تحولت قضية حذف خانة الديانة فى بطاقات الهوية الشخصية إلى معركة يتبناها فيصل من المصريين يقدم نفسه للمجتمع كمنقذ يريد أن يأخذ بيد الأمة للدخول إلى مصاف الدول المتقدمة مقابل هؤلاء الذين يريدون البقاء فى البقعة المظلمة من العالم (!!)
وأخطر ما قيل فى هذا المؤتمر -من وجهة نظرى- ولم يتوقف عنده كثيرون وقتها هو ما قاله د.بطرس غالى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان آنذاك فقد قال بالنص وأنا أنقل عن جريدة الوفد الصادرة فى اليوم التالى للمؤتمر:«إن الأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية تمثل أقل من 50% من الديانات الموجودة فى العالم أما الديانات الأخرى فتمثل 51% من الديانات المعتمدة» وأضاف: «إننا (يقصد مصر والمصريين) سنواجه فى السنوات القادمة تناقصًا فى علاقات الأديان فى مصر وسوف تظهر أديان جديدة يجب الاعتراف بها وإما أن نعترف بكل الديانات أو تلغى خانة الديانات فى البطاقة».
............
هذا ما قاله د. غالى عن اقتناع وإيمان وصدر عنه بصفته الأمين العام لمجلس حقوق الإنسان ومن نفس المنطلق نناقشه كما يجب أن نناقش حديثه عن المساواة بين الأديان السماوية والعقائد الأخرى التى يسميها أديان ويدخل فيها الذين يعبدون الحجر والشجر وما يروجون له من فلسفات أرضية حوّلها الأتباع إلى أديان وهى تحوى من الخرافات والأساطير الكثير ومن مذاهب وطرق وطوائف منحرفة تصل بأصحابها إلى عبادة الشيطان ويدافع البعض عن هذا ويسمونها أديان، ود.غالى بالطبع لم يقصد الدفاع عن عبادة الشيطان لكنه قصد البهائية، والبهائيين الذين أثاروا لغطا كبيرا فى هذه القضية قبل ثورة 25 يناير وغيرهم من أصحاب العقائد التى يهتم الغرب بشدة للترويج لها فى بلادنا ويقدمها على أنها ديانات السلام العالمى مثل القاديانية والأدفندست وشهود يهوه.. ولو كان د.غالى حيا بيننا الآن لسألته أن يعود لكنيسته ويسألها مثلًا من هم شهود يهوه؟! أما وقد رحل فهناك ما هو صادر عنه وهو حى ومسجل فى كتابه (بانتظار بدر البدور) وقد ورد على لسان د.غالى أنه وهو فى طريقه طائرًا إلى باريس ذهب إليه فى مقعده شاب فرنسى وطلب أن يحدثه فى مسألة شخصية وقال له إنه بهائى وقد أُلقى فى السجن عدد من أتباع البهائية بجريمة الدعوة إلى هذا الدين..
ويعلق د.بطرس على هذا فيقول:«يشعرنى هذا الانتقاد بالإهانة، إنى مستاء من حكومة بلدى التى غالبًا ما تقع تحت وطأة أصولية القرون الوسطى، فالديانات السماوية الثلاث وحدها هى المعترف بها فى مصر ومن المستحيل بناء معبد هندوسى أو بهائى».
وفى فقرة تالية يقول د.غالى:«أشعر بغضب كبير تجاه الجمود المسيطر على حكومتنا حتى إننى لا أتمكن من النوم.. تتسرب إلى أذنى عبر السماعات موسيقى مقطوعة (فالس الإمبراطور) لجوهان شتراوس أستمع إليها للمرة الألف وأنا أنتظر بفارغ الصبر أن يطلع الفجر الجديد على باريس».
..أساطير الأولين
فى القمة التى نظمتها الأمم المتحدة بريو دي جانيرو بالبرازيل تحت عنوان من أجل البيئة والتقدم، وكان ذلك من 3 يونيو حتى 14 يونيو 1992، ألقى د.غالى بصفته أمينا عاما للأمم المتحدة الكلمة الافتتاحية وقال فيها: «للقدماء كان النيل إلهًا يُعبد وكذلك الراين كان مصدرًا لا متناهيا للأساطير الأوروبية وكذلك غابات الأمازون التى عرفت بأم الغابات وكذلك فى أنحاء عديدة من العالم كانت الطبيعة مقر الوحى والمقدسات التى أعطت الغابة والصحراء والجبال الصفة التى ألزمت الآخرين عبادتها واحترامها، إن للأرض روحًا وإن إيجاد تلك الروح وإعادتها للحياة مرة أخرى يشكل جوهر قمة ريو».
والكلام السابق للدكتور غالى ليس من قبيل البلاغة الإنشائية أو استحضار الأسطورة لإضفاء الأهمية على قضية البيئة أو العناية بالأرض التى تضعها الأمم المتحدة ضمن أولوياتها ولكنه كلام يعبّر بالفعل عن سياسة تتبناها الأمم المتحدة التى جلس د.غالى على قمتها فى هذا التاريخ وبالتأكيد كان مقتنعًا بسياسات تلك المؤسسة التى لعبت ولازالت تلعب أكبر دور فى نشر مخطط العولمة وخاصة فيما يتعلق منه بالدين والقيم الاجتماعية، وفى هذا المخطط فالقضية تتحول من هذا الغرض النبيل (الحفاظ على البيئة) إلى خلق عقيدة جديدة تتحول فيها الطبيعة إلى إله يعبد ودين يقدس والأدلة على هذا كثيرة على الحصر.
ففى نفس العام الذى أقامت فيه الأمم المتحدة قمة الأرض تم عقد احتفالية أو مؤتمر آخر بعنوان «منبر الأرض» وكانت أجندة هذه الاحتفالية أوضح (فى جانبها الروحى) من قمة ريودى جانيرو، أما الذى قام بافتتاح هذه الاحتفالية فهو الدلاى لاما الزعيم الروحانى للبوذيين (بالمناسبة هو من أكبر الداعمين للعولمة الدينية) وفى هذه المناسبة تم إقامة صلوات لمدة ثلاثة أسابيع، نفذها حراس الحكمة وهم مجموعة من مستحضرى الأرواح كانوا يتحلقون حول نار مقدسة ويقرعون الطبول ويتأملون ويستحضرون الأرواح على مدار الساعة، أيضًا فى هذه الاحتفالية أو المؤتمر سمها ما شئت أقيمت لمرتين صلاة المناجاة الكبرى التى يتم فيها التعبير للأسياد والآلهة وخدمتهم (!!).
وهناك احتفال أو احتفالات أخرى أقيمت بمناسبة صدور ميثاق الأرض تحت عنوان: لأجل حب الأرض، وفى إحدى هذه الاحتفالات وضع كتاب الميثاق على الأرض وبجواره كتب وأقنعة التمينوس وهى عبارة عن دوائر سحرية مقدسة وجلس فى هذه الدوائر عدد من الأطفال وقد أمسكوا بأوراق وأقلام ليدونوا فى كراساتهم ما يرون ثم يصنعون من أوراقها أقنعة يلبسونها فيما بعد (!!)
وكانت هذه الاحتفالية قد أُفتتحت بمسيرة أو طابور عرض مكون من نحو ألفى شخص يتقدمهم شخص هندى يدعى ساتش كومار هذا الشخص يؤمن بعقيده أو مذهب (الجايا) الذى يقدس الأرض إلى درجة العبادة، ويراها كائنًا راقيًَا يحس ويشعر وإله يستحق العبادة وتضحية البشر (!!)
أما روبرت مولر الذى يلقب بالفيلسوف أو رسول الأمل والذى عمل فى الأمم المتحدة لمدة 38 عامًا ينشر خلالها هذه الثقافة أو العقيدة فهو القائل: «الهندوس يسمون الأرض براهما أو الإله، لقد أصابوا فى نظرتهم أنه لا فرق بين الأرض والمقدس، هذه الحقيقة البسيطة تشرق فى شمس الإنسانية ببطء، ونحن ندخل عصرنا الكونى نريد لكوكبنا ما أردناه دومًا أن يكون كوكب الإله».
والآن يحق لى أن أسأل أمامكم : هل عقيدة (الجايا) دين؟! أو يمكن أن تكون الأرض إلهًا يعبد من دون الله؟! ويستوجب علينا أن نعترف بهذه الوثنية والشرك ونقيم المحافل لأن الأمم المتحدة تشجعها وتقيم فى أروقتها غرفا للاتصال الروحانى والتأمل وتدعو الناس لزيارتها واتخاذها مثالا وهدفًا وعقيدة؟!
............
الفجر الجديد الذى كان ينتظره د.غالى هو النظام العالمى الجديد أو العصر الكونى أو العصر الجديد، هذه التسميات التى استخدمها موللر وغيره ونشرها دعاة العولمة تلك الكائنات البشرية الشيطانية التى تعيش معنا على هذا الكوكب وتسيطر على الأمم المتحدة منذ نشأتها وإلى هذه الساعة وتوجهها لخدمة أهدافها وأغراضها، وما مخطط الشرق الأوسط الكبير أو الجديد إلا حلقة فى هذا الهدف الأخير هدف العولمة والكونية، وفى الطريق إلى هذا الهدف يتم استخدام وتوظيف البشر والمؤسسات والحكومات.. وفى هذا الإطار ذاته نصح د.غالى أن نستجيب ونعترف حكومة وشعبًا بهذه الأديان أو فلنخرج الدين من حياتنا(!!) وعند هذا الحد سكت د.غالى فى استشرافه للمستقبل أو الفجر الذى يستعجله؟! أما الأمم المتحدة والعاملون فيها فلن يسكتوا لو تنازلنا وقبلنا لأن التنازلات سوف يتبعها طلبات بتنازلات أخرى على كل المستويات فى السياسة والاقتصاد والثقافة والقيم ليتم تحويلنا إلى كائنات نمطية مشوهة وأذكركم وأذكّر نفسى بمقررات مؤتمر الصحة والسكان ووثيقته التى جاءت الأمم المتحدة لتوقعها فى القاهرة منذ ما يزيد على 15 عاما بما حملته نصوصها من قيم شاذة وعلاقات غير طبيعية على مستوى الفرد والأسرة والجماعة تعارضها الأديان وترفضها الفطرة الإنسانية!
وما أريد أن أقوله أخيرا هو إن الأمم المتحدة ليست منظمة دولية ولا حتى أمريكية ولكنها منظمة صهيونية ماسونية تخدم فى المقام الأول إسرائيل .. وإسرائيل هى التى سمحت لبطرس غالى بدخول الأمم المتحدة أمينًا عامًا وهى التى أخرجته منها (د.غالى قال هذا فى كتبه وارجعوا إليها).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.