وأصبحت العاصمة الإدارية الجديدة حلمًا لكبرى الشركات العالمية لتسجل من خلالها أسماء بلادها بأحرف من نور خصوصًا بعد أن تحول المشروع إلى واقع فعلى. فمؤخرا وقع الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان مذكرة تفاهم جديدة مع مجموعة سكك الحديد الدولية المحدودة «crec». لتنفيذ مشروعين فى العاصمة الإدارية الجديدة، وهما 6 مبان حكومية، ومدينة «أوليمبيك بارك الرياضية بالعاصمة الإدارية».وقال الوزير، خلال توقيع المذكرة، بحضور المدير العام للشركة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زينج لينجبو، إن الشركة الصينية لها تاريخًا مميزًا فى تنفيذ المشروعات العقارية والخدمية، بجانب عملها الأساسى فى تنفيذ مشروعات القطارات والسكك الحديدية والبنية الأساسية خاصة فى العاصمة الصينيةبكين، حيث بدأت عملها منذ عام 1951. وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى: «ستقوم الشركة بتنفيذ 6 مبان لدواوين وزارات فى الحى الحكومى بالعاصمة الإدارية الجديدة، ضمن أعمال الأسبقية الأولى بالمرحلة الأولى للمشروع، وسيصل إجمالى المسطحات المبنية التى ستنفذها الشركة نحو 214 ألف متر مربع». وأشار وزير الإسكان إلى أن المدينة الأوليمبية سيتم تنفيذها على مساحة 2000 فدان، موضحا أن الشركة الصينية لها خبرة سابقة فى تنفيذ المدن الأوليمبية، سواء داخل الصين أو خارجها. ولفت إلى أن الشركة الصينية ستقوم بإعداد التصميمات والرسومات الابتدائية للمشروعين، خلال 3 شهور من تاريخ توقيع مذكرة التفاهم، وتصل مدة التنفيذ إلى 30 شهرا، وتساهم الدولة بنسبة 15? من قيمة الأعمال، على أن تقوم بسدادها بالجنيه المصرى. وشدد مدبولى، على ضرورة إشراك شركات مصرية فى تنفيذ المشروعين، بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتوفير فرص عمل للمصريين بهذه المشروعات، واكتساب الخبرات المختلفة. وطالب مدبولى بسرعة الانتهاء من رسومات المشروعين، بسبب ضيق الوقت المحدد لتنفيذ الأسبقية الأولى للمرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة. كما التقى الدكتور مصطفى مدبولى، بمكتبة بالوزارة، وفداً ألمانياً، يضم وكيل وزارة الخارجية الألمانى، ووكيل وزارة الإسكان والبناء والبيئة، ونواباً من البرلمان الألمانى، ورئيس هيئة البناء، وبعض المسئولين الألمان الآخرين. وعبر الألمان عن اهتمامهم بالتعرف عن قرب على الوضع السياسى والاقتصادى لمصر، فى هذه المرحلة التى تتطلع فيها البلاد لتنفيذ مشروعات كبرى. وأشار أعضاء الوفد الألمانى إلى رغبتهم فى التعرف على تفاصيل أكثر عن المشروعات المستقبلية، وعلى رأسها بالطبع العاصمة الإدارية الجديدة، وتخطيط المدن الجديدة، وكذا مشروعات البنية التحتية. وأعلن الوفد الألمانى أنهم يدركون أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لديه مخططات طموحة جداً فى مجال الإسكان وتخطيط المدن، وهم على استعداد للتعاون مع مصر فيما يخدم تحقيق هذه الأهداف، مشيرين أن لدى ألمانيا شركات من الممكن أن تتعاون فى هذه المشروعات. وشرح مدبولى مهام وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للوفد الألمانى، مشيراً إلى أن أحد أهم أولويات الوزارة تتركز حالياً فى تنفيذ مشروع المليون وحدة للإسكان الاجتماعى، الذى يخدم شريحة محدودى الدخل والشباب، معلناً أن الوزارة تعمل أيضاً على أن تكون هناك مشاركة من القطاع الخاص بأطر وقواعد محددة، لتنفيذ وحدات سكنية تخدم هذه الشريحة، وكذا شريحة متوسطى الدخل. وقدم الوزير عرضاً عن خطط الوزارة لتوفير خدمات مياه الشرب والصرف الصحى للمواطنين على مستوى الجمهورية، ثم قدم شرحاً لجهود الدولة فى إنشاء المدن الجديدة، التى أصبحت تستوعب حالياً ما يزيد على 5 ملايين نسمة، وأسهمت فى انفراجة كبيرة، فى تخفيف الضغط عن المدن القديمة. ثم قدم وزير الإسكان عرضاً عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، التى تعد امتدادا للقاهرة، مؤكداً أن الهدف إنشاء مركز إدارى جديد، للتغلب على مشاكل القاهرة القديمة، بحيث يكون هذا الموقع الجديد متوسطاً بين العاصمة القديمة، ومشروعات التنمية فى قناة السويس، مضيفاً: نعمل على أن تكون العاصمة الإدارية الجديدة على أعلى مستوى فى التنفيذ بحيث تكون مدينة ذكية، خضراء، مستدامة، بها وسائل نقل ومواصلات جيدة جداً، حيث يتم الاعتماد على مجموعة من الطرق السريعة والإقليمية التى تربط العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة والمدن الأخرى، فالعاصمة الإدارية الجديدة تبعد حوالى 40كم عن نهر النيل، و60كم عن قناة السويس. وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أنه تم تقسيم التنمية بالعاصمة الإدارية الجديدة إلى مراحل، وكل مرحلة مستقلة ذاتياً موضحاً أن المرحلة الأولى على 10500 فدان تقريبا، وستضم مبانى للوزارات، ومجلس الوزراء، وقاعة كبرى للمؤتمرات، وأرضاً للمعارض، وعدداً كبيراً من الوحدات السكنية لمختلف الشرائح، ستبدأ الحكومة ببناء 15 ألف وحدة منها، بينما سيتولى القطاع الخاص تنفيذ الباقى، إضافة إلى أنه سيكون هناك حى دبلوماسى للسفارات والسكن أيضاً، لتشجيع السفارات على الانتقال، وآخر للمال والأعمال، كما سيتم تنفيذ أكبر حديقة على مستوى العالم. وأوضح أنه تم البدء فى أعمال البنية الأساسية بالمشروع، وتم الانتهاء من تصميمات جميع المبانى الوزارية، وسيتم طرح المشروعات الاستثمارية بالمرحلة الأولى على القطاع الخاص سواء من داخل مصر أو خارجها، وقال الوزير لقد تلقينا، وما زلنا نتلقى، طلبات كثيرة من شركات مختلفة لتنفيذ مشروعات بالعاصمة الإدارية الجديدة. وفى نهاية الاجتماع عبر أعضاء الوفد الألمانى عن إعجابهم بهذا التحدى، المتمثل فى مشروع العاصمة الإدارية وتنفيذه فى هذه المدة، مشيرين إلى أن المسئولية الملقاة على من ينفذونه ثقيلة جداً، فأجاب الوزير: «ربنا يعينا إن شاء الله».