خلال عام 2015 شهدت سيناء العديد من الأحداث، بل وستظل بوابة مصر الشرقية فى بؤرة الحدث لما لها من مكانة خاصة لدى الشعب المصرى وأهميتها الاستراتيجية لدى القوات المسلحة، تلك البقعة العزيزة والغالية من الوطن التى تبلغ مساحتها حوالى 61 ألف كم2 أى حوالى 6 % من مساحة مصر، فشل أعداء الوطن على مر العصور فى الإجهاز عليها فكانت بحق مقبرة للغزاة، وكعادتها دائما.فقد أخذت القوات المسلحة على عاتقها مهمة استعادة الأمن والاستقرار وحماية الأمن القومى للدولة وقد أولت أهمية قصوى بسرعة تطهير أرض سيناء الغالية من الإرهاب، وإعادة الاستقرار وتنمية سيناء بالكامل بعد تطهيرها من الفئة الضالة التى كانت تهدد الاستقرار والسلم العام فى تلك البقعة الغالية من أرض مصر. وقد جاءت العملية العسكرية الشاملة "حق الشهيد" لتطهير أرض الفيروز من الجماعات الإرهابية واستطاعت أن تقضى على معظم العناصر الإرهابية، وتعيد الاستقرار والأمن فى معظم المناطق فى مثلث (العريش – رفح – الشيخ زويد) الذى تبلغ مساحته حوالى 400 كم2 أى 1 % تقريبا من مساحة سيناء، بعد أن تضررت تلك المناطق جراء العمليات الإرهابية التى كانت تنفذها تلك الجماعات، وتوقفت المشروعات التنموية بعد التهديد الصريح للشركات التى تتعاون مع القوات المسلحة، وكذا استهداف العمالة المشاركة فى تلك المشروعات، الأمر الذى أثر بالسلب على المشروعات الخدمية والصحية والتعليمية. وقد أسفرت جهود أبطال القوات المسلحة والشرطة المدنية المشاركين فى تنفيذ المرحلة الأولى من العملية الشاملة عن مقتل535 إرهابيا بينهم مجموعات تنظيمية شديدة الخطورة بالكامل, والقبض علي634 من المطلوبين أمنيا والمشتبه بهم تم الإفراج عن 227 منهم بعد عدم ثبوت تورطهم فى أعمال إرهابية أو إجرامية, وتفكيك وتفجير478 عبوة ناسفة كانت معدة لاستهداف القوات على الطرق والمحاور الرئيسية للقرى التى تتم مداهمتها، بالإضافة إلى ضبط وتدمير أكثر من114 عربة أنواع «نصف نقل دفع رباعى» وإحراق وتدمير613 وكرا وعشة للعناصر التكفيرية كانت تستخدم كنقاط ارتكاز للهجوم على القوات، وتدمير95 ملجأ ومخبأ تحت الأرض تحتمى بها العناصر التكفيرية من ضربات القوات، وكذلك تدمير265 دراجة نارية، و63 مخزنا ومغارة تستخدمها العناصر الإرهابية لإخفاء العربات والدراجات البخارية والأسلحة والذخيرة، كما تم العثور على1000 مفجر كهربائى وجهاز جى بى إس لتحديد الاتجاهات و4 دوائر إلكترونية تستخدمها العناصر التكفيرية للتفجير عن بعد. كما أسفرت أعمال التمشيط المكثفة التى تقوم بها الدوريات الأمنية بنطاق الجيش الثالث الميدانى عن ضبط ثلاثة عناصر إرهابية شديدة الخطورة عثر بحوزتهم على12 سلاحا أنواع مختلفة وكميات كبيرة من الذخائر مختلفة الأعيرة و15 دائرة نسف كهربائية مجهزة للتفجير وكمية من الأسلحة البيضاء و22 خزنة مختلفة الأنواع ونظارة ميدان وتليسكوب بندقية وأجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية وحاسب آلى و5 أسطوانات مدمجة محمل عليها بيانات عسكرية وكاميرا و3 خرائط بحرية و8 جوازات سفر مزورة وعملات أجنبية. ولم يقف دور القوات المسلحة فى سيناء عند حدود تطهيرها من الجماعات الخارجة والمسلحة من المتشدقين بالدين المتخذين الإسلام ستارا لإجرامهم، فما أن أعلنت القوات المسلحة عن الانتهاء من المرحلة الرئيسية الأولى من العملية وتحقيق أهدافها بالكامل حتى بدأت فى تنفيذ المرحلة الثانية منها، وهى أضخم عملية لاستكمال التنمية على أرض سيناء، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة بسرعة البدء فى تنفيذ تلك المرحلة من العملية لبدء أعمال التنمية بسيناء وتخفيف العبء عن أبناء الشعب المصرى من أهالى شمال سيناء فى كافة المجالات المختلفة، وقد أعطى الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى أوامره على الفور بإعداد وتجهيز ودفع عدد من القوافل المتكاملة محملة بالاحتياجات الهندسية والطبية والمواد الغذائية لتنفيذ المهام المخططة لتعمير وتنمية سيناء بالكامل. كما قامت هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتجهيز الاحتياجات الطبية اللازمة لتشغيل 3 وحدات صحية بمناطق "لحفن" و"بئر العبد" و"العبور"، وعدد من الأجهزة الطبية المتطورة لدعم مستشفى العريش المركزي، شملت جهاز لقسطرة القلب وجهاز الرنين المغناطيسى وجهاز تحليل فيروس «سى» لدعم القطاع الطبى والعلاجى بشمال سيناء، وإعداد وتجهيز ثمانية آلاف عبوة من المواد الغذائية والتموينية واللحوم وأربعة آلاف بطانية وأربعة آلاف حقيبة مدرسية وأدوات مكتبية لتوزيعها على 4 آلاف أسرة من المستحقين من ابناء العريش ورفح والشيخ زويد بمحافظة سيناء. كما قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإعداد وتجهيز ودفع المعدات الهندسية ومواد البناء اللازمة للبدء فى إنشاء مدينة رفح الجديدة واستكمال التشطيبات النهائية لعدد 1200 وحدة سكنية بمنطقة المساعيد بالعريش، واستكمال تطوير وتوسعة طريق (العريش – رفح – الشيخ زويد)، واستكمال أعمال إنارة وتأمين سلامة المرور بالطريق الدائرى بالعريش، ورفع كفاءة 9 مدارس ومعهد أزهرى منهم 5 بمدينة الشيخ زويد ومدرسة برفح وثلاث مدارس بالعريش، واستكمال أعمال الإنشاءات والتشطيبات فى 3 مستشفيات بمناطق رفح ونخل وبئر العبد، تمهيدا لافتتاحها وتشغيلها، ودفع 175 خزان مياه سعة 1 طن م3، وتنفيذ أعمال رفع الكفاءة لمحطات تحلية المياه والآبار شملت 27 بئر مياه بمحطات تحلية المياه بالشيخ زويد ورفح، وكذلك رفع كفاءة محطات الصرف الصحى وشبكات الكهرباء بمناطق العريش، والشيخ زويد، ورفح. وقد كانت لعملية «حق الشهيد» الأثر الأكبر فى فشل رهان المتربصين بمصر وأعدائها فى الداخل والخارج الذين راهنوا على عدم قدرة القوات المسلحة فى تطهير أرض الفيروز وتنميتها، والقضاء على أوهامهم فى تدويل سيناء أو ضم مصر إلى طابور الدول التى تسببوا فى فشلها بعد أن تآمروا عليها وعلى شعوبها، فكان لابد أن تنفذ الخطط البديلة التى وضعوها لتنفيذ مخططهم بالقوة حتى أن الحرب باتت معلنة الهدف منها إفشال مصر وضرب جيشها الوطنى والإضرار بالاقتصاد، إلا أن صلابة وتماسك الجبهة الداخلية واصطفاف الشعب خلف قيادته وجيشه سيظل دائما الصخرة التى تتحطم عليها أحلام الغزاة وأعداء مصر.