أكد عمرو موسى؛ الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن مصر الآن فى مرحلة عنق الزجاجة، مشددًا على أهمية التطلع لآفاق جديدة والالتفات لقواعد التنمية من خلال الاستثمار والتشغيل والتصنيع والعدالة الاجتماعية. أما عن البرلمان الحالى، فقال: «يجب أن نتقبل ما أنتجته الانتخابات وأن نفكر فى كيفية إدارة البرلمان، فمن الممكن أن يكون قادرًا على تيسير الحياة السياسية وإعادة تشكيلها». جاء هذا خلال فعاليات المؤتمر الدولى «الديمقراطية فى القرن الحادى والعشرين» الذى نظمته مكتبة الإسكندرية، وشارك فيه نخبة من الخبراء والأكاديميين والسياسيين وعدد من رؤساء الدول السابقين. بينما أكدت الباحثة آمال المعلمى وجود تجربة ديمقراطية ناشئة فى السعودية، وهى «مجلس الحوار الوطنى»، والذى يهدف إلى مناقشة القضايا الوطنية فى إطار من الحرية والتطلع إلى المستقبل، كما يقدم برامج تدريبية لتعليم مهارات التواصل والحوار، ولفتت إلى أن طريقة اختيار الموضوع الذى يتم مناقشته تعد أحد أهم مظاهر ممارسة الديمقراطية، حيث يتم اختيار الموضوع عن طريق التصويت على الموقع الإلكترونى للمجلس. السعودية تتطلع إلى زيادة الوعى بأهمية الديمقراطية وإكساب مهارات الحوار وإنشاء شباب يحترم العملية التعليمية. من جانبه، قال الدكتور حسام بدراوى عضو مجلس الشعب سابقًا إن تجارب بعض الدول تشير إلى أن الديمقراطية لم تحقق الهدف من التغيير وأن الديمقراطية الهشة تستخدم فى بعض الأحيان لتحقيق الدكتاتورية. وتساءل عما إذا كنا نقوم الآن وبعد ثورتين بإصلاح وضع خاطئ من الأساس. وشدد على شغفه بالتعليم، وأنه يرى أن أهم أداة لتغيير الوضع الحالى فى مصر، مبينًا أننا لا يجب أن نقوم بعملية «إصلاح» بل «تغيير شامل وإعادة ابتكار». وأكد الكاتب العراقى الدكتور صلاح نصراوى أن التحذيرات الحالية من أن يصبح مصير الدول العربية كمصير العراق يدفعنا لدراسة التجربة العراقية والتفكر فى تداعياتها. وأكد أن ما حدث فى العراق يعد زلزالاً حقيقيًا أثر فى مجريات الأمور الحالية سلبًا وإيجابًا، ولكن لا يجب أن نستخدم تلك التجربة لإجهاض محاولات الديمقراطية فى المنطقة، فالتغيير الذى حدث فى العراق جاء من الخارج، ولم يأت بموافقة عراقية. وتحدث جورج إسحاق عن حركة «كفاية»، مبينًا أنها جاءت كنتيجة لحالة الإحباط واليأس وخيبة الأمل فى المجتمع المصرى إبان نظام الرئيس السابق مبارك، وأكد أنها كانت حركة وليست حزبًا سياسيًا، وقال إن الهدف من الحركة كان تحقيق تداول السلطة، وإصلاح الوضع القانونى، والفصل بين السلطات، وإطلاق الحريات العامة، ومكافحة الفساد، والاهتمام بالبحث العلمى وتوحيد الصف الوطنى. وحول دور الأحزاب السياسية فى مصر، أكد الدكتور رفعت السعيد على ضرورة التجديد الدينى وبحث ما يحدث على الساحة الإسلامية، وقال إن الديمقراطية معركة مستمرة، تتقدم وتتراجع، كما أن فكرة الديمقراطية فى مصر تتعرض للعديد من التحديات فى عدة جوانب، ومن أبرزها محاولة التدخل الأجنبى فى الأحكام القضائية فى مصر. وقال الدكتور محمد أبو الغار عن الأحزاب السياسية بعد ثورة 25 يناير 2011، مبينًا أن القوانين أتاحت فرصا أكبر لإنشاء الأحزاب، إلا أن تلك الأحزاب الناشئة اضطرت أن تخوض المعركة الانتخابية بعد أربعة أشهر من تشكيلها، مما أثر على أدائها فى المستقبل. وتحدث الدكتور أحمد سعيد عن تجربة حزب المصريين الأحرار، مبينًا أنه قبل ثورة يناير 2011 لم يثق الناس فى الأحزاب السياسية، لكن الوضع تغير بعد الثورة، وحققت انتخابات عام 2011 مشاركة غير مسبوقة من الشعب. وأضاف أن دور الأحزاب قبل ثورة 30 يونيو كان انتقاد الإخوان المسلمين، وبعد الثورة لازالت الأحزاب ضعيفة ولم تقدم إسهامات فعالة فى المجتمع، وذلك لأنها لم تكن أحزابا حقيقية نابعة من الشارع. وفى كلمته، قال محمد أنور السادات إن الأحزاب السياسية ضعيفة ومفككة، كما أن ثقافة التنوع والتطوع فى العمل السياسى غير منتشرة فى العمل السياسى فى مصر كما هو الحال فى العمل الخيرى. وأكد على أهمية استبدال هذا العدد الكبير من الأحزاب القائمة بعشرة أحزاب قوية وفعالة وقادرة على تمثيل الشعب المصرى، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الاندماج أو أن تحل بعض الأحزاب نفسها.