مع اشتداد الضربات الموجهة من قوات التحالف العربى مدعومة بقوات الجيش الوطنى اليمنى واللجان الشعبية المؤيدة للشرعية بدأ التحالف الثنائى بين الرئيس اليمنى على عبد الله صالح وزعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثى فى التصدع مع قرب معركة تحرير صنعاء حيث بدأت تظهر على السطح خلافات بين الطرفين تهدد بالانفصال، وبوادر أزمة عميقة بينهما والعودة إلى حالة العداء التاريخية السابقة. وخلافا لما هو معلن من تحالف متين بين الرجلين، بعد وصف صالح للحوثيين فى مقابلة تليفزيونية بأنهم مجرد مقاتلين ولا يمتلكون قيادة حقيقية قادرة على تحريك الجيش وإدارة البلد مجددا رفضه إعلانهم الدستورى، ومؤكدا على أن دخولهم صنعاء فى سبتمبر من العام الماضى لا يرقى إلى أن يطلق عليه ثورة كما يزعمون. فضلا عن مهاجمته للرئيس اليمنى عبدربه منصور ودول التحالف وقيادات حزبه المؤيدين للشرعية الذين وصفهم ب «المتسولين» واتهمهم باستلام أموال لشق الحزب.وتبرئه من القيام بأى دور عسكرى فى المعارك الدائرة فى اليمن وأعلن تاييده لقرار مجلس الأمن رقم 2216 صراحة. هذا الأمر أثار سخطا كبيرا لدى قادة الحركة الحوثية الذين رأوا فى ظهور صالح وما أدلى به من تصريحات ثم خروج الموالين له لإطلاق الرصاص الحى والألعاب النارية عقب المقابلة، استعراض قوة ومحاولة الإيحاء للداخل والخارج بأنه الرجل الأقوى الذى يواجه التحالف والموالين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادى. من جهتهم رد قادة حزب «المؤتمر الشعبى» الموالون للرئيس عبدربه منصورعلى هجوم صالح بعقدهم اجتماعاً عاجلا فى الرياض أقروا خلاله عزل صالح من رئاسة الحزب وإحالته مع معاونيه على «هيئات الحزب القانونية للتحقيق معهم جراء ما ارتكبوه من جرائم». ويرى المحللون أن تحالف صالح والحوثيين هو تحالف مرحلى بين خصمين خاضا 6 حروب بين 2004 و2010، صالح قدم الدعم العسكرى للحوثيين ليتصدروا المواجهات التى مكنته من تصفية حساباته مع خصومه الذين أسقطوه فى 2011 وهم الإخوان المسلمين «حزب الإصلاح» وآل الأحمر «زعماء قبيلة حاشد» واللواء على محسن صالح الذى انشق عن نظامه فى 2011، وبالنسبة للحوثيين لا يزال لديهم ثأر مؤجل وأرادوا أن يستفيدوا من نفوذ صالح القوى وولاءاته العسكرية للتمدد وإسقاط المحافظات والحصول على سلاح ثقيل من المعسكرات ومن ثم يسقطون صالح تاليا. وكشفت مصادر عسكرية يمنية عن استعدادات الجيش وقوات التحالف لبدء معركة تحرير محافظة الجوف المحاذية لمأرب بالتزامن مع تحريك قوات ضخمة إلى مديرية صرواح غرب مأرب تحضيراً لمعركة صنعاء، فيما تواصلت العمليات العسكرية للقوات الموالية للحكومة والمدعومة من قوات التحالف فى شمال باب المندب وقرب ميناء المخا.وأحرزت تقدماً فى مختلف جبهات القتال الدائر فى مدينة تعز ضد مسلحى جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبدالله صالح وأنها تقترب من فك الحصار عن المدينة والتقدم نحو ميناء المخا غرباً. وقلل رئيس هيئة الأركان اليمنى اللواء ركن محمد المقدشى من تحركات ميليشيات الانقلاب وتوزيعها السلاح على أنصارها فى صنعاء. مؤكدا أن الحوثى لم يعد مقبولا حتى فى أوساط أنصاره فى العاصمة، وهو منبوذ تماما، واعتبر عملية تحرير صنعاء مسألة وقت، وأن معنويات الانقلابيين منهارة تماما، لافتا إلى أن المقاومة تعمل فى الجوف وتعز وكل المحافظات اليمنية، ولفت المقدشى إلى أن الألغام تشكل التحدى الأكبر للقوات العسكرية التى تتقدم باتجاه صنعاء من مختلف الجبهات مستبعدا أن تشهد معركة صنعاء حرب مدن كما يتوقع البعض حيث ستثور من الداخل، باعتبارها عاصمة كل اليمنيين ولأنها غير قابلة للاختطاف.. من جهة أخرى حذر وزير الخارجية اليمنى رياض ياسين، من أن الرئيس السابق على عبدالله صالح سيعمد إلى تحريك تنظيم «داعش» و«القاعدة» كورقة أخيرة، بعد أن تخلى عنه حزبه «المؤتمر الشعبى». مشيرا إلى أن حكومة بلاده لن تجرى أى حوار سياسى يعطى للحوثيين فرصة فرض مطالبهم بالقوة مشيرا إلى وجود قرار واضح لمنظمة الأممالمتحدة، وعندما يتم تطبيق القرار بشكل كامل، وتعود الدولة الشرعية (كل اليمن) حينها يمكن أن يبدأ الحوار السياسى الشامل لكل اليمينين.