بين حزن محبيه وشماتة الشامتين فيه لم تبق سوى شهادة حق سوف يسطرها التاريخ فى حق هذا الرجل.. المهندس إبراهيم محلب والذى كانت وزارتيه الأولى والثانية الأطول عمرًا منذ يناير 2011.. حيث استمرت قرابة ال 19 شهرًا من 24 فبراير 2014 وحتى استقالتها فى 11 سبتمبر 2015 ولم تكن فقط الأطول ولكن كانت الأكثر إنجازًا واستقرارًا فى مرحلة كانت هى الأخطر فى تاريخ مصر. فلا أحد يستطيع أن ينكر نجاح حكومة محلب فى إنجاز انتخابات الرئاسة ومواجهة الإرهاب بيد من حديد وتنظيم المؤتمر الاقتصادى واستضافة القمة العربية وخفض معدل العجز والتضخم وزيادة احتياطى البنك المركزى وإنهاء مشكلات مزمنة عجزت غيرها من مواجهتها فأنهت أزمات رغيف العيش.. بطاقة التموين.. أنابيب البوتاجاز.. نقص البنزين والسولار.. انقطاع الكهرباء.. التعدى على النيل والأراضى الزراعية وإعادة الانضباط للشارع المصرى وإخلائه من البلطجية والباعة الجائلين. وكما أن التغيير سُنّة الحياة فإن الشكر واجب لا يدركه سوى أصحاب النوايا الحسنة فلقد أحسن الرئيس عندما وجه إليه وإلى حكومته الشكر علنًا فى أسبوع شباب الجامعات بالإسماعيلية وقد استحق ما قاله عنه الرئيس السابق عدلى منصور بأن هذا الرجل قدم وأضاف إلى منصب رئيس الوزراء. إن سلوك محلب البعيد عن الغرور والمواكب والحراسة مفاجأته لكل موقع ليلًا ونهارًا واهتمامه بشكاوى البسطاء يفرض على المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الجدد والذى نتمنى له التوفيق ألا يخالف هذا النهج الجديد والذى لم نره ولم نعرفه قبل محلب ويضعه فى تحدٍ يثبت خطأ المفهوم الشائع عن رجال البترول بأن طبيعة عملهم تضعهم فى أبراج عاجية وبعيدًا عن هموم العامة، وهى كثيرة ولم تنجح حكومة سلفه فى مواجهتها كاملة فهل تنجح الوزارة العاشرة فى الوصول بالسفينة لبر أمان غيبته أعاصير 2011؟.