كانت قطر الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى اتخذت إجراءات تنفيذية لمواجهة الشح المائى، ففى شهر مايو الماضى وضعت حجر الأساس لمشروع الخزانات الاستراتيجية الكبرى لتأمين المياه. ويشمل المشروع بناء 24 خزانًا فى خمسة مواقع مختلفة بتكلفة إجمالية تبلغ 17 مليار ريال. وصرح وزير الطاقة والصناعة بأن هذا المشروع يعد أكبر توسعة لمخزون المياه فى قطر، ويهدف إلى رفع المخزون الاستراتيجى من المياه لتلبية متطلبات الدولة فى الحالات العادية والطارئة حتى عام 2026 كمرحلة أولى. ويضم المشروع 24 خزانًا للمياه تعد الأكبر فى العالم بسعة (2273) مليون جالون إضافة إلى تمديد ما يقارب 650 كلم من أنابيب المياه ذات الأقطار الكبيرة تربط بين هذه الخزانات ومحطات التحلية. ويعتبر المشروع الذى يستغرق تنفيذه ثلاث سنوات أكبر توسعة لمخزون المياه تشهدها قطر على الإطلاق بحيث يصبح إجمالى المخزون حوالى 3500 مليون جالون مقارنة ب 1200 مليون جالون حاليًا. وقد روعى فى تصميم موقع الخزانات العملاقة بعد استراتيجى يمكن شركة المياه والكهرباء من تلقى المياه المنتجة من جميع محطات التحلية بالدولة، إضافة إلى تسهيل ربط هذه الخزانات بشبكة توزيع المياه القائمة التساوى مع الزيادة السكانية المتسارعة، كما أنه سيتم استخدام تكنولوجيا متطورة لتعقيم المياه لضمان سلامة المياه والقدرة على تخزينها لفترات طويلة. وهناك مرحلة ثانية من الخزانات العملاقة توفر احتياجات الدولة من المياه حتى عام 2036 والتى سيرتفع فيها عدد الخزانات من 24 إلى 40 خزانًا بسعة تصل إلى حوالى 3800 مليون جالون. كما أن الخزانات مصممة بشكل هندسى يسمح فى المستقبل بتغطيتها بالألواح الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية لتغطية الشبكة فى الحالات الطبيعية ولاستخدامها لتغذية محطات الضخ والخزانات فى حال الطوارئ لضمان استمرار ضخ المياه. وتبلغ مساحة كل خزان 300 متر طولًا و 150 مترا عرضًا وبارتفاع 12 مترا وسوف تغطى مساحة حوالى كيلو متر مربع لكل موقع، ويحتوى الموقع على محطة ضخ كبيرة. وسيتم تنفيذ الخزانات فى خمسة مواقع هى «أم بركة، أم صلال، روضة راشد، أبو نخلة، الثمامة». ومن المتوقع الانتهاء من المشروع فى منتصف عام 2028.