أنطفأ بريق عينيه الصغيرتين.. ماتت الابتسامة على شفتيه.. حبست الدموع فى مقلتيه.. لم يتركه المرض إلا بعد أن نهشه.. وافترس الأمل.. الأمل فى نفسه ونفس والديه.. الأم عيونها مفتوحة.. جفاها النوم.. لا منذ يوم ولا منذ شهر.. بل منذ عامين.. إن كانت المدة فى عرف الزمن قليلة ولكنها عندها هى كالدهر.. جفت دموعها من كثرة البكاء.. ولكن ماذ يفعل الدمع فى المصيبة التى تعيشها وطفلها؟ طفلها الذى حلمت به وتمنته منذ كانت صغيرة تحلم بالزوج والأولاد وعندما وفقها الله وتزوجت وعمرت بيتا ومنّ الله عليها بطفلة لم تيأس وكانت تطلب من الله صباحًا ومساء أن يكون الحمل الثانى ذكرا.. لم يخذلها الله وكان لها ما طلبت وتمنت رزقها الله ب «محمد» كان طفلا جميلا.. كانت تهدهده تترك أى عمل مطلوب منها من أجل عيونه من أجل ألا ترى دموع عينيه.. لم تكن تتحمل أن تسمع صرخاته.. كانت تجرى عليه لتحمله وتأخذه بين أحضانها.. مرت الأيام والشهور.. ولكن الأم تلاحظ أن طفلها الحبيب لا يهدأ دائم البكاء والصراخ.. وجهه بدأ يتغير لونه إلى الأصفر الذى تشوبه الزرقة عيونه زائغة النظرات مهما حملته فإنه يبكى يصرخ.. حملته إلى الوحدة الصحية.. شخص الطبيب الحالة بأنه يعانى من مغص وآلام سرعان ما تختفى مع تناول الدواء.. حرصت الأم على إعطائه له.. ومع ذلك ظل الطفل كما هو يصرخ ويبكى ويتلوى بين يديها.. كانت نساء الأسرة يضحكن عليها بسبب لهفتها على الطفل.. ينصحونها بأن تهدأ فهو ككل الأطفال.. ولكنها بقلبها كانت تشعر أنه ليس ككل الأطفال.. فهو مريض وهى تجزم بذلك وإن كانت لا تعلم ما هو مرضه كان قلبها يتمزق عندما يصرخ.. وتشعر به يتألم طلبت من زوجها أن تذهب به إلى الطبيب وكان التشخيص نفسه والعلاج ذاته وإن اختلف قليلا.. لم تتحسن الحالة ومن طبيب إلى طبيب إلى ثان وثالث وآخرهم طلب إجراء تحاليل وأشعة وتعرض الطفل إلى فحوصات شتى.. وكانت المفاجأة أن الطفل مصاب بسرطان بالدم وحوله الطبيب إلى مستشفى 57357 لسرطان الأطفال.. لم تشعر الأم بطول المسافة بين قريتها التى تقع شرق القناة ومستشفى الأطفال فهى طوال الرحلة كانت تسترجع حياة طفلها منذ أن رأى نور الدنيا.. كانت تأخذه بين أحضانها والدموع تتساقط على خدودها وعندما وصلت للمستشفى أصر الأطباء على احتجازها هى والطفل، لأن حالته متدهورة ويحتاج إلى تلقى العلاج الإشعاعى والكيماوى لمحاصرة المرض حتى لا يفترس البقية الباقية منه وأصبحت رحلة الذهاب إلى المستشفى بمعدل مرة كل شهر يعيش فيها الطفل هو وأمه لأيام عدة بها.. يخضع خلالها للتحاليل والفحوص، وذلك للتأكد من وظائف الكبد والكلى حتى يستطيعوا مواجهة أى خطر ولا يتركوا أى مجال لتدهور الحالة.. الأم أرسلت تطلب المساعدة لأن مصاريف الطفل فى رحلة العلاج كثيرة لا يستطيع الأب أن يتحملها لأنه يعمل عاملا أرزقيا دخله الشهرى لا يتعدى ال 500 جنيه.. والطفل فى حاجة لمصاريف غذاء وعلاج وهذا غير متوفر فإن دخله لا يكفى احتياجات الأسرة.. فهل تجد الأم وطفلها من يقف بجوارهما ويساعدها على استكمال علاج الطفل.. من يرد فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.