سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 10-6-2025 مع بداية التعاملات    احتجاجات لوس أنجلوس تمتد إلى ولاية تكساس واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين (فيديو)    قتيل و4 جرحى حصيلة الهجوم الروسي على أوديسا جنوب أوكرانيا    "والد العريس ضربهم غلط".. إصابة شخصين بطلقات نارية في حفل زفاف بقنا    تحذير عاجل من عبوات "باراسيتامول" بالأسواق، وهيئة الأدوية البريطانية: فيها تلوث قاتل    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 10 يوينو 2025    قبل كأس العالم للأندية.. لاعب الأهلي يكشف حقيقة معاناته من إصابة مزمنة    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 10 يونيو    محافظ أسيوط يتابع حادث سقوط تروسيكل بنهر النيل ويوجه بتقديم الدعم الكامل للمتضررين    «شغلوا الكشافات».. إنذار جوي بشأن حالة الطقس اليوم: 3 ساعات حذِرة    سعر الدولار أمام الجنيه الثلاثاء 10-6-2025 في البنوك    مينا مسعود قبل طرح أول أفلامه: أخيرًا حققت حلمي وراجع بلدي وفخور إني مصري وبمثل ثقافتها وتاريخها    الصور الكاملة لحفل «واما» بعد تألقهم ب الساحل الشمالي في عيد الأضحى 2025    نتيجة الصف الخامس الابتدائي 2025 ب الجيزة ب رقم الجلوس (رابط رسمي)    الخارجية الإيرانية تعلن موعد الجولة المقبلة من المفاوضات مع واشنطن حول البرنامج النووى    بيروت ودمشق وتحدي الدولة الطبيعية    يوميات أسبوع نكسة 1967 في حياة طبيب شاب    مباراة السعودية وأستراليا في تصفيات كأس العالم 2026.. الموعد والقنوات الناقلة    ذكريات كأس العالم!    حقك لازم يرجع.. وزير الزراعة يزور مسؤول حماية الأراضي المعتدى عليه ب سوهاج    اليوم، عودة البنوك والبورصة للعمل بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك    وفد من أمانة حزب مستقبل وطن بالدقهلية يقدم العزاء لأسرة البطل خالد شوقي عبدالعال    خاص| الدبيكي: نعمل على صياغة اتفاقية دولية لحماية العاملين من المخاطر البيولوجية    القبض على صاحب مطعم شهير بالمنيا بعد تسمم أكثر من 40 شخصًا    «الأرصاد منعتنا من النزول.. وشركة المقاولات حفرت لوحدها».. اعترافات المتهم الخامس في قضية انفجار خط الغاز ب طريق الواحات (خاص)    ماكرون: الحصار المفروض على دخول المساعدات إلى غزة "فاضح"    ترامب: إيران ستشارك في مفاوضات المحتجزين في غزة.. وسنرى ما سيحدث    بعد مفاجأة زفافهم ب اليونان.. من هو أحمد زعتر زوج أمينة خليل؟ (صور)    تامر عاشور يشيد بزوجته نانسي نور: قوية وحنونة وتتفهم طبيعة حياتي    حفلين خلال 48 ساعة.. محمد عبده وهاني فرحات يحطمان الأرقام القياسية    استشهاد 3 مسعفين وصحفيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    صحة سوهاج: 560 جلسة علاج طبيعي لمرضى الغسيل الكلوي خلال أيام عيد الأضحى    رافاييل فيكي يدخل دائرة ترشيحات الزمالك لتولي القيادة الفنية    إمام عاشور: لا خلاف مع شيكابالا.. وعلاقتي بدونجا قوية    انقلاب سيارة مواد بترولية بطريق السويس ونجاة السائق    أول تعليق من يحيى عطية الله لاعب الأهلي بعد غيابه عن مباراة الفريق أمام باتشوكا    ب"شورت قصير".. أحدث جلسة تصوير جريئة ل دينا فؤاد والجمهور يعلق    ما حكم الشرع في بيع لحوم الأضاحي.. دار الإفتاء توضح    إمام عاشور: لماذا لا نحلم بالفوز بكأس العالم للأندية؟ نحن أيضًا نملك النجوم والتاريخ    وزير الصحة الأمريكي يُقيل اللجنة الاستشارية للقاحات    أجواء مشحونة بالشائعات.. حظ برج الدلو اليوم 10 يونيو    حاكم كاليفورنيا ينتقد قرار ترامب بنشر المارينز ويصفه ب "المختل"    خط دفاع تحميك من سرطان القولون.. 5 أطعمة غنية بالألياف أبرزها التفاح    سباليتي يعترف: من العدل أن أرحل عن تدريب منتخب إيطاليا    فريق واما يحيي حفلا غنائيا في بورتو السخنة ضمن احتفالات عيد الأضحى    مأساة على شاطئ بقبق بمطروح.. مصرع 10 مصريين وأفارقة في رحلة هجرة غير شرعية قادمة من ليبيا    إجراء 2600 جلسة غسيل كلوي خلال إجازة عيد الأضحى بمحافظة قنا    استقبال 13108 حالة طوارئ بالمستشفيات خلال عيد الأضحى بالمنوفية    أسعار الفراخ والبيض ب الأسواق اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025    كيفية إثبات المهنة وتغيير محل الإقامة ب الرقم القومي وجواز السفر    سعر الحديد والأسمنت ب سوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025    برلمانية: مصر تستعد للاستحقاقات النيابية وسط تحديات وتوترات إقليمية كبيرة    موعد أول إجازة رسمية بعد عيد الأضحى المبارك .. تعرف عليها    إصابة 5 أشخاص إثر انقلاب سيارة ميني باص على صحراوي قنا    هل تنتهي مناسك الحج في آخر أيام عيد الأضحى؟    ما حكم صيام الإثنين والخميس إذا وافقا أحد أيام التشريق؟.. عالم أزهري يوضح    دار الإفتاء تنصح شخص يعاني من الكسل في العبادة    دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة القاهرة وموسكو .. ظلال التاريخ واستشراف المستقبل
نشر في أكتوبر يوم 30 - 08 - 2015

مصر وروسيا تشابهت لديهما الظروف السياسية والاقتصادية إلى حد التطابق?، فقد تعرضت الدولتان إلى أحداث عصيبة ، فقد مرت روسيا بأوقات متأزمة عانت فيها من التفكك - حتى نجحت فى التحول من الاقتصاد الشيوعى إلى اقتصاد السوق والذى كان بداية الانطلاق للاقتصاد الروسى.
وإذا كانت روسيا قد وقعت فى بئر الفوضى بعد تفكك الاتحاد السوفيتى - فإن الرئيس بوتين قد أعاد الانضباط بعد معاناة طويلة من أثر التفكك إلى الحياة فى روسيا.
الموقف متشابه تمامًا بالنسبة لمصر والتى عانت من تدهور الحالة السياسية والاقتصادية بعد يناير 2011 وخلال فترة حكم الجماعة الإرهابية.. حتى قامت ثورة 30 يونيو وأجمع الشعب على اختيار زعيمه ، والتف حوله مما أعطاه الثقة والدفعة لكى ينقذ الاقتصاد المصرى من حالة الانهيار التى تعرض لها ويبدأ ومعه ملايين المصريين فى الانطلاق نحو مرحلة جديدة من النماء الاقتصادى.
وإذا كان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعاد لروسيا الانضباط بعد حالة التفكك التى أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتى فإن الرئيس عبد الفتاح السيسى أيضًا قد أعاد لمصر استقرارها السياسى والاقتصادى بعد حالة الفوضى التى عاشتها منذ يناير 2011 واستطاع أيضًا أن يعيد إليها مكانتها المتميزة عربيًا ودوليًا.
فلا شك أن الظروف السياسية والاقتصادية التى مرت بها الدولتان مصر وروسيا قد أعطت الزعيمين السيسى وبوتين الإصرار على التحدى ومواجهة هذه المخاطر وسرعة التغلب عليها والانطلاق إلى مستقبل سياسى واقتصادى يضمن الحياة المستقرة لشعبى الدولتين.وبلا شك أن عمق العلاقات الروسية المصرية منذ الستينات فى عهد الزعيمين الراحلين «عبد الناصر وخرشوف». قد أضفت بظلالها التاريخية على العلاقات الثنائية والتى تشهد نموًا سريعًا وغير مسبوق بين البلدين فى عهد الزعيمين السيسى وبوتين.
وقد جاء لقاء الرئيس السيسى وبوتين فى موسكو حاملًا روح هذه العلاقات التاريخية الحميمية حيث خرج الرئيس بوتين عن المراسم البروتوكولية داخل قصر الكريملين حينما اصطحب الرئيس السيسى فى جولة سيرًا على الأقدام داخل الكريملين لزيارة معالم القصر - وهو تقليد لا يتبع مع كل الزائرين - فى تأكيد واضح على أهمية الزيارة والتقدير الخاص من جانب الرئيس بوتين للرئيس السيسى وما يتمتع به الزعيمان فى علاقتهما من دفء المشاعر وكذلك الحال بالنسبة للبلدين.
وفى بداية جلسة المباحثات الثنائية التى عقدت بين الرئيسين - رحب الرئيس بوتين بالرئيس السيسى فى تأكيد واضح على أهمية الزخم الناتج عن الزيارات المتبادلة بين البلدين ولا سيما على مستوى القمة، وانعكاساتها الإيجابية على تطور العلاقات الثنائية وهو الأمر الذى أتصور أنه يمثل انطلاقة غير محدودة فى علاقات الدولتين منذ زمن طويل.
Qqqكما جاءت إشادة الرئيس بوتين فى جلسة المباحثات الثنائية بافتتاح قناة السويس الجديدة تأكيدًا على حكمة القيادة السياسية المصرية ورؤيتها الثاقبة إزاء هذا المشروع الذى يدعم كل مناحى الاقتصاد المصرى مسهبًا فى تأكيده على دور مصر كدولة محورية رائدة فى منطقة الشرق الأوسط وكركيزة أساسية من ركائز تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة كلها - فى إشارة مهمة إلى أن العلاقات بين البلدين سوف تشهد المزيد من النمو والتطور خلال المرحلة القادمة.
وفى نفس الاتجاه كان تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جلسة المباحثات الثنائية على عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التى تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين - منوهًا إلى أهمية استثمار المرحلة الراهنة لدفع العلاقات إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا نحو استشراف مجالات عديدة للتعاون المشترك بما يحقق الآمال المرجوة التى يتطلع إليها الشعبان المصرى والروسى.
وقد تطرق الاجتماع المشترك أيضًا بين الرئيسين السيسى وبوتين إلى القضية البالغة الأهمية والتى فرضت نفسها على الساحة العربية والدولية - وهى قضية الإرهاب الذى بات يهدد الأمن والاستقرار فى كثير من المناطق العربية والعالمية - حيث أكد الرئيس الروسى على أهمية الدور المحورى الذى تقوم به مصر لدحر الإرهاب والحيلولة دون انتشاره مؤكدًا على دعم بلاده بشكل كامل لمصر فى جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب.
وقد توافقت رؤى الرئيسين على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى للقضاء على الإرهاب بكل أشكاله ولا سيما فى ضوء انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة فى العديد من مناطق العالم.وخلال المباحثات الثنائية أشاد أيضًا الرئيس الروسى بنمو معدلات التبادل التجارى بين البلدين والتى تزايدت بنسبة 86% خلال عام 2014 مشيرًا إلى أن تراجع هذه المعدلات فى الآونة الأخيرة - إنما يرجع إلى التقلبات التى شهدها سعر صرف العملة الروسية منوهًا إلى أن قطاع السياحة يحتل مكانة متقدمة فى العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ومشيرا إلى أن السياحة الروسية الوافدة إلى مصر قد زادت بنسبة 35% خلال عام 2014.
وقد شملت مباحثات الرئيسين الحديث عن أوجه التعاون الثنائى الذى يحقق تقدما ومن بينها التعاون فى قطاع البترول - فضلا عن مساهمة روسيا فى توفير 40% من احتياجات مصر من القمح..
وقد أكد الرئيس الروسى على رغبة بلاده فى المساهمة فى إنشاء المركز اللوجيستى العالمى لتخزين وتداول وتجارة الحبوب الذى يقام فى دمياط وهو الأمر الذى لاقى ترحيبا من الرئيس السيسى فى تنويه مهم منه عن الإجراءات التى تتخذها مصر لتوفير المناخ الجاذب للاستثمار.
الرئيسان بحثا أيضًا مشروع إنشاء منطقة صناعية روسية فى مصر وقد تم الاتفاق على مناقشة أفضل الأماكن المطروحة لإقامته حيث تم الاتفاق على إرسال وفد روسى إلى مصر لبحث أفضل سبل لتنفيذ هذا المشروع الذى سوف يكون له انعكاسات إيجابية فى دفع العلاقات بين البلدين إلى الإمام..
وعلى جانب التعاون العسكرى بين البلدين أكد الزعيمان السيسى وبوتين على التزامهما بدعم التعاون العسكرى بين البلدين بما يحقق أعظم استفادة ممكنه للطرفين.. حيث أشار الرئيس السيسى إلى أن تاريخ التعاون العسكرى بين البلدين يمثل دعمًا كبيرا لتطوير التعاون بينهما فى هذا المجال..
وقد أكد الرئيس بوتين خلال جلسة المباحثات الثنائية التى جمعته مع الرئيس السيسى على دعم بلاده لطلب مصر إنشاء منطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركى الأوراسى الذى يشمل (روسيا - أرمنيا - كازاخستان - بيلاروسيا ) فضلا عن الاتفاق على اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتفعيل فكرة إنشاء صندوق استثمارى مشترك بين كل من مصر وروسيا والإمارات من أجل تنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية والتنموية فى مصر.وعلي الصعيد الإقليمى وخلال المباحثات الثنائية التى تصدرت اليوم الثانى لزيارة الرئيس السيسى لروسيا - بحث الزعيمان القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك فى منطقة الشرق الأوسط وخاصة فى أماكن الصراع..
وكانت القضية الفلسطينية على رأس الأولويات فى مباحثات الرئيسين حيث اتفقا على أهمية تسويتها وإنهاء حالة الجمود الراهنة التى تخيم على جهود تحقيق السلام ووصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيه 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية وجاءت أيضًا مستجدات الأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن لتلقى بظلالها على مباحثات السيسى وبوتين - حيث توافقا فى الرؤى حول أهمية الحل السياسى لهذه الأزمات بما يصون مقدرات الشعوب ويحافظ علىكياناتها ومؤسساتها..
ولعل الكلمات المتبادلة بين الرئيسين السيسى وبوتين خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بمقر الكريملين فى نهاية جلسة المباحثات الثنائية والمشتركة بين الرئيسين وبين الجانبين المصرى والروسى برئاسة السيسى وبوتين - قد تلخص بدقة فاعلة التطور الكبير والمتلاحق فى العلاقات بين البلدين - تلك العلاقات التاريخية التى بدأت منذ الستينيات على يد الزعيمين الراحلين عبد الناصر وخرشوف - وكان لها دور كبير فى إثراء الحياة السياسية بين مصر والاتحاد السوفيتى آنذاك. حيث جاء حديث الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى أمام الصحفيين والإعلاميين المصريين والروس والحشد الهائل من وكالات الأنباء العالمية التى حرصت على التواجد وتغطية تفاصيل الزيارة المهمة لحظة بلحظة - جاء حديث الرئيس السيسى مؤكدا على أن اللقاء الرابع الذى جمعه والرئيس بوتين يبرهن على خصوصية العلاقات القائمة بين شعبى البلدين كما يشهد على الطفرة التى تشهدها العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وأن هذا اللقاء اليوم سوف يعطى دفعة إضافية للعلاقات المتميزة بين الدولتين والتى شهدت على مدار العامين الماضيين نموا متزايدا ونقلة نوعية حقيقية نسعى للبناء عليها لترسخ شراكتنا فى المستقبل خاصة فى ظل المواقف الشجاعة التى اتخذتها روسيا بقيادة الرئيس بوتين لدعم خيارات الشعب المصرى فى وقت واجه فيه الوطن تحديات جسيمة غير مسبوقة - مشيرا إلى تأكيد الرئيس بوتين خلال المباحثات على الاستمرار فى زيادة حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين كركيزة أساسية لعلاقات استراتيجية طويلة المدى بين مصر وروسيا.. وموجها حديثه للرئيس بوتين قائلًا: لقد أبديت لفخامة الرئيس بوتين ارتياحى فى هذا الصدد للتقدم الذى أحرزناه بالفعل على هذا الصعيد فى الفترة الأخيرة بفضل التزام الطرفين بالعمل سويا نحو تفعيل آليات التعاون المشترك على مختلف المستويات - وأعتقد أن المستقبل يحمل فرصا واعدة وكبيرة - حيث نتطلع للبدء فى الخطوات العملية لإقامة المنطقة الصناعية الروسية فى منطقة قناة السويس الجديدة فى إطار تصور واضح لتنفيذ استثمارات طموحة وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين - وفى هذا الإطار حقق جهدنا المشترك فى الشهور الماضية تقدما ملموسا فيما يتعلق بمسار التعاون فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية - حيث نتطلع للاستفادة من الخبرة الروسية الكبيرة فى هذا المجال الحيوى.
وفى ختام حديثه أمام المؤتمر الصحفى أعرب الرئيس السيسى عن ارتياحه لما حققه البلدان فى الفترة الماضية لتفعيل وتعزيز التعاون العسكرى المشترك سواء فى مجال التسليح والتدريب أو تبادل الخبرات بين المؤسستين العسكريتين.
وقد جاء حديث الرئيس بوتين أمام المؤتمر الصحفى داعمًا لمبادرات الاقتصاد المصرى وبخاصة فى مجال الطيران المدنى من خلال دراسة إمكانية تصدير روسيا لمصر طائرة سوبر جيت (ميج سوخوى) لتلبية احتياجات الطيران المدنى فى مصر مع تقديم روسيا لدعمها الكامل لإعداد الكوادر المتخصصة فى هذا المجال - وكذلك إمكانية مشاركة روسيا فى وضع البنية التحتية للقمح فى الأراضى المصرية.
وكذلك الانتقال للتعامل بالعملتين المحليتين لروسيا ومصر فى المعاملات بين البلدين..
وقد أبرزت وكالات الأنباء الروسية تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين على أن مصر قد حصلت على فرص كبيرة لتوسيع قاعدة تبادلها التجارى مع روسيا بعد فرض روسيا لإجراءات وجوبية على العقوبات الضريبية..
كما أبرزت وكالات الأنباء الروسية (أنترفاكس - ريانوفستى - فزجد) تصريح الرئيس الروسى بشأن قرب الانتهاء من المسائل المتعلقة بتشييد أول محطة كهروذرية فى مصر.. كما أبرزت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الروسية فقرات مطولة من كلمة الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى المشترك فى صدر صفحاتها.
وجاءت صحيفة (وسيكاياجازيتا) لتحمل عنوان (الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى يمكنه إقامة منطقة تجارة حرة مع مصر) حيث أشارت إلى ما قاله الرئيس السيسى أنه يعمل فى مصر فى الوقت الراهن أكثر من 400 شركة مشتركة من مصر وروسيا - علاوة على أن إنشاء صندوق الاستثمار المشترك بين مصر وروسيا والإمارات - سوف يكون له أثر بالغ فى توسيع قاعدة التعاون بين البلدين وتحقيق الكثير من المشروعات - فضلا عن أن الصحيفة ذاتها قد نوهت إلى أن الرئيس السيسىقد أعرب عن سعادته من اتفاق مواقف ومصالح الدولتين فى الكثير من الأمور والمجالات المشتركة وتأكيده على ضرورة العمل على تسوية النزاع فى سوريا بالسبل السلمية..
Qqqوقد كانت وكالة الأنباء الروسية (تاس) قد أشارت فى صدر نشراتها التصريح الرسمى الصادر عن المكتب الصحفى بالكريملين والذى يساند فيه الجهود النشيطة التى تقدمت بها مصر والمتعلقة بمكافحة الإرهاب فى إعراب عن الاستقرار الكامل من الجانب الروسى لتعزيز القوات المسلحة ودوائر الأمن المصرى.
وإلى جانب اهتمام وكالات الأنباء الروسية والعالمية العاملة فى روسيا بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى موسكو والنتائج الإيجابية فى مباحثات الزعيمين المصرى والروسى التى أعطت مصر دفعة للأمام فى مسيرة الاقتصاد وأعطت البلدين مجالا أوسع فى التعاون المشترك فى مجالات كثيرة ومهمة- فقد جاء أيضا اهتمام وسائل الإعلام الروسية من خلال 7 قنوات نقلت تفاصيل زيارة الرئيس السيسى لروسيا لحظة بلحظة إلى جانب 25 موقعًا صحفيا ركزوا جميعا فى تغطيتهم الإخبارية والتليفزيونية على مشروع إقامة منطقة للتجارة الحرة بين البلدين.
وفى إطار زيارته الرسمية لروسيا زار الرئيس عبد الفتاح السيسى مجلس النواب الروسى «الدوما» حيث التقى رئيس المجلس (سيرجيه نارشكين) الذى عقد لقاء ثنائيا مع الرئيس السيسى تلاه اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين وشارك فيه عدد من رؤساء اللجان البرلمانية فى مجلس النواب الروسى الذين أكدوا على تقديرهم لمصر وكيف أنها (حامية لمنطقة الشرق الأوسط).
وقد كان الرئيس قد التقى فى وقت سابق بمقر إقامته فى العاصمة الروسية موسكو كلا من (دينيس مانتورف) وزير الصناعة والتجارة الروسى و(كيريل ديمترييف) رئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر اللذين أعربا عن ارتياح الجانب الروسى للتنامى الملحوظ فى مختلف العلاقات الثنائية بين البلدين ولا سيما على الصعيد الاقتصادى والتجارى.
وقد طرح الرئيس السيسى فى هذا اللقاء رؤية مصر الاستثمارية والتجارية كما ناقش القضايا التى ت قع فى بؤرة الاستثمار - وتطرق فى لقائه مع رئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر سبل دعم الاستثمار داخل مصر.
وقد كشف لنا السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن لقاء الرئيس السيسى بوزير الصناعة والتجارة الروسى ومسئول صندوق الاستثمار المباشر.. يؤكد حرصى الجانبين المصرى والروسى على مواصلة الزخم فى العلاقات الاقتصادية بين البلدين - كاشفًا أيضا عن تزايد اهتمام الشركات الروسية بزيادة استثماراتها ومشروعاتها فى مصر بعد التشريعات الجديدة التى أزالت معوقات الاستثمار.
qqq
وفى حقيقة الأمر لقد جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لروسيا ولقاؤه للمرة الرابعة مع الرئيس فلاديمير بوتين لتحمل دلالات متعددة حول طبيعة العلاقات المتميزة التى تربط الزعيمين والشعبين وتحمل أيضا دلالات تاريخية تؤكد على عمق العلاقة بين الدولتين منذ الستينيات ، ودلالات عصرية تؤكد عودة هذه العلاقة التاريخية بقوة وفاعلية فى عهد الرئيسين السيسى وبوتين من خلال رغبة الدولتين فى إنماء التعاون المشترك وزيادة فاعليته فى المرحلة القادمة.
إلى جانب تطابق وجهات النظر المصرية والروسية فى الأمور المتعلقة بدوائر الصراع فى سوريا وليبيا واليمن بجانب القضية الفلسطينية فضلا عن التوجه الرئيسى للدولتين نحو ضرورة دحر الإرهاب فى المنطقة العربية والعالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.