فى الآخرة لايوجد إلا طريقان هماالجنةوالنار، والخاتمة تحتم واحدًا منهما، فمن ختم له بخير فهو من أهل السعادة، وجزاؤه الجنة، ومن خُتم له بشرٍّ فهو من أهل الشقاء، ومصيره النار، والموت أول منازل الآخرة:- {يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ. فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِى النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ. خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِى الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}. فما فيه الناس من الغنى أو الفقر، والصحة أو المرض، وسائر ما يصيب الناس من السراء والضراء فى عيشهم، فهو السعادة والشقاوة من المنظور الحسى،لكن (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القمر– 49) وإنما السعيد هو الذى يسلِّم لقدَر الله،ويرضى به حقيقة لا كلامًا، إذا شكر ربه فى السرَّاء، وصبر عند الضرَّاء، بل جعل اللهُ للراضين بكل أمر خيرًا منه، فهم دائمًا فى نعمةٍ من ربهم،فإذا أصابَهم ما يُحِبَّون شكروا، وإذا أصابَهم ما يكرهون صبروا،فقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:- (عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله عجب، ما يقضى الله له من قضاء إلاّ كان خيراً له، إن أصابته سرَّاءُ شكَرَ فكان خيراً له، وإن أصابَتْه ضرَّاءُ صَبَر فكان خيراً له). اللهم اجعلنا من السعداء فى الدنيا والآخرة.