نعم إنه عيد افتتاح قناة السويس الجديدة قناة الإرادة والتحدى والصمود، فقد تحققت الإرادة باتخاذ القرار بأن تكون القناة مصرية وبأيدى المصريين وسواعدهم، وكان التحدى بتوحد المصريين جميعًا تحت راية واحدة لتمويل هذا المشروع العظيم من خلال ملحمة شارك فيها جميع طوائف الشعب المصرى بمدخراته رغم حملات التشكيك، والصمود أمام كل الصعاب وتقديم نموذج للعالم أجمع أن المصريين قادرون على تنفيذ الحلم خلال الفترة التى حددها القائد ليصبح الحلم حقيقة. «إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر» نعم من حقنا أن نفرح بتحقيق الإنجاز، فالخروج هنا والتعبير عن الفرحة شعور وإرادة عفوية داخلية للمواطن المصرى، فقد خرجت جموع المواطنين من كل فئاتهم من مساء 5أغسطس إلى الشوارع للتعبير عن الفرحة بالأغانى والأعلام والسيارات فى مختلف محافظات مصر معبرين عن الفرحة مصممين على اجتياز الصعاب. نعم المصرى قادر على صنع المعجزات.. قادر على تحقيق الحلم.. والإنجاز، ومواجهة التحديات بوجود قائد عظيم وهدف قومى نبيل. إن مثل هذه المشروعات لها مردود أدبى ومعنوى على المواطن قبل المردود المادى.. فهى تعطى الأمل وتشحذ الهمم وأن الغد أفضل وأنه يُبْنى لأبنائه وأحفاده، عادت روح بناء السد العالى.. ودقت ساعة العمل الثورى. لا أود التحدث عن المشروع واقتصادياته فقد كتب فيها الكثير ورأينا وسمعنا الكثير.. ولكن أود الإشارة إلى مقولة رجل الأعمال الكبير المهندس حسن صبور أن مصر اكتفت منذ حفر القناة وحتى المشروع الجديد بدور المحصل «الكمسارى» فقط، تحصل رسوم العبور للسفن التى تمر من القناة فقط، دون النظر إلى أجور كثيرة مثل تموين السفن.. وإصلاح وصناعة السفن وصناعة الحاويات.. والكثير من اللوجيستيات التى تنظم إيرادات القناة. وجاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وأطلق المشروع.. واقترح إعفاء السفن التى تحمل معدات أو بضائع للاستثمار فى قناة السويس من رسوم العبور وكذلك السفن التى تحمل معدات أو بضائع أو حاويات من منطقة قناة السويس من الرسوم تشجيعًا على زيادة عدد السفن وتنشيط الاستثمار بالمنطقة. ماذا بعد؟! بعد الأعمال العظيمة قد نلجأ إلى هدنة أو استراحة ننسى فيها الهدف أو نؤجل بعض الأشياء.. ولكن.. هيهات.. ليس لدينا ترف ضياع الوقت فأمامنا تحديات جسام.. لدينا محور التنمية باستثمارات فى الموانئ تتعدى 20 مليار دولار على عدة مراحل، وسنبدأ فورًا فى مشروع تطوير ميناء شرق بورسعيد لتطوير المنطقة الصناعية واللوجيستية المرتبطة بالميناء والأرصفة البحرية.. ويشمل المشروع صناعة السيارات والمعدات الهندسية والتعبئة والتغليف. كذلك تطوير 6 موانئ أخرى هى غرب بورسعيد وشرقها والأدبية والعين السخنة والعريش والطور والأهم أن يواكب ذلك الخدمات العامة من صحة وتعليم وترفيه وفنادق ورياضة أى إنشاء مجتمعات متكاملة تكون نموذجًا فى التنمية. هذا إلى جانب التشريعات المناسبة والمحفزة والتى تساوى بين المستثمر المصرى والعربى والأجنبى.. فى النهاية هو رجل أعمال يستثمر أمواله ولابد أن يشعر بالأمان.. الآن تشرق شمس مصر على العالم من جديد، فمصر أول دولة مركزية فى التاريخ الإنسانى، وتاريخنا يحكى عنا وماذا فعل أجدادنا. فأرجو أن نستثمر هذه الروح والوحدة على الهدف والرغبة فى البناء لدراسة العديد من المشاكل والتصدى لها بنفس الأسلوب والحماس والجدية التى ألهمتنا إياها القوات المسلحة بالانضباط فى التحمل.. تحية للرئيس القائد عبد الفتاح السيسى وتحية لقواتنا المسلحة وشرطتنا الرائعة ولشعب مصر الواعى القادر بإذن الله على مواجهة التحديات.. ولن ننسى شهداءنا فى كل موقع على أرض مصر وأقول: لا توجد طاولة فى مطعم ب«كرسى» واحد لأن الحياة لا تعاش بدون مشاركة.