قائد جيش المدد لفتح مصر والساعد الأيمن لعمرو بن العاص. قام بمفرده باقتحام أسوار حصن بابليون؛ عن طريق سلم طويل، ونزل إلى الحصن، وفتح الباب للمسلمين، بعد أن كبر وكبر المسلمون. هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد وابن عمة رسول الله.. كان من المهاجرين بدينهم إلى الحبشة تزوج أسماء بنت أبى بكر وهاجرا إلى المدينة، ويعتبر أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من السبعة الأوائل فى الإسلام، شهد بدرا وجميع غزوات الرسول، وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص فى فتح مصر وقد ساعد ذلك المسلمين كثيرًا لما فى شخصيته من الشجاعة والحزم. ولما مات عمر بن الخطاب على يد أبى لؤلؤة كان الزبير من الستة أصحاب الشورى الذين عهد عمر إلى أحدهم بشؤون الخلافة من بعده.. كان حريصًا على ملازمة رسول الله، إلا أنه لم يروِ الكثير من الأحاديث، ومن مناقب الزبير بن العوام:- أنه كان أول من سلَّ سيفًا فى سبيل الله، وكان حوارى رسول الله. وكان الزبير بن العوام متوكلا على الله، وان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلًا:- "إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي". فسأله عبد الله:- "أى مولى تعنى؟" فأجابه:- "الله، نعم المولى ونعم النصير". شارك فى معركتى بدر وأحد وتبارز فى خيبر مع ياسر اليهودى أخو مرحب اليهودى الذى صرعه على بن أبى طالب ومرحب اليهودى هذا بطل خيبر من يهود، خرج أخوه ياسر اليهودى للمبارزة فخرج له الزبير فقالت أمه صفية عمة الرسول:- إذ يُقتل الزبير ابنى، فقال الرسول:- بل ابنك يقتله، وفعلا صرع الزبيرُ ياسرا. بداية دخوله مصر: حين توجه عمرو بن العاص لفتحها كان على رأس جيش به ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل فبعث إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يطلب إليه المدد، ولم يلبث عمرو بن العاص وهو محاصر أهل الفسطاط أن ورد عليه الزبير بن خويلد فى عشرة آلاف ويقال فى إثنى عشر ألفًا فيهم خارجة بن حذافة العدوى وعمير بن وهب الجمحى. وكان الزبير قد هم بالغزو وأراد إتيان أنطاكية فقال له عمر يا أبا عبد الله هل لك فى ولاية مصر فقال:- لا حاجة لى فيها ولكنى أخرج مجاهدًا وللمسلمين معاونا فإن وجدت عمرًا قد فتحها لم أعرض لعمله وقصدت إلى بعض السواحل فرابطت به وإن وجدته فى جهادٍ كنت معه. سار على ذلك.فقالوا:- وكان الزبير يقاتل من وجهٍ وعمرو بن العاص من وجه. ويذكر أنه لما جاء الزبير بن العوام إلى مصر. فقيل له:- إن بها الطعن والطاعون. فقال:- إنما جئنا للطعن والطاعون.ثم إن الزبير أتى بسلم فصعد عليه حتى أوفى على الحصن وهو مجرد سيفه فكبر وكبر المسلمون واتبعوه. وسُلَّم الزبير باقٍ فى مصر. لما فتحت مصر بغير عهد قام الزبير فقال:- اقسمها يا عمرو. فأبى فقال الزبير:- والله لنقسمها كما قسم رسول الله ? خيبر فكتب عمرو إلى عمر فى ذلك. فكتب إليه عمر:- أقرها حتى يغزو منها الغزو.