الصوم فى شهر رمضان يعطى نوعا من الصفاء النفسى والذهنى هذا ما أكدته أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس د. هبة عيسوى وأضافت قائلة: إن الصوم يعطى للإنسان التوازن الروحى الذى يحتاجه، كما يحسن من حالته الصحية ومن الحالة النفسية، حيث يلعب دورا فى معالجة الاكتئاب النفسى، الذى هو من أهم أعراضه الشعور باليأس والعزلة، وتراجع الإرادة، ويعد أيضًا علاجا للقلق النفسى الذى ينشأ من الانشغال بهموم الحياة وتوقع الأسوأ، والخوف على المال والأبناء والصحة. فشعور الاطمئنان المصاحب للصيام، وذِكر الله بصورة متزايدة خلال رمضان يعطيه راحة نفسية وطُمأنينة تُسهِم فى التخلُّص من المَشاعر السلبية مثل القلق والتوتر، والخروج من دائرة اليأس، من خلال ممارسة العبادات والانتظام فى ذكر الله والصلاة. وتواصل د. هبة أن الصيام يعمل على تقليل ظهور العديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والغضب والأرق والقلق والإحباط، فالصوم يعمل على تهذيب النفس وتهدئتها، ويعد وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن، ويحسن النوم ويهدئ الحالة النفسية، حيث إنه فى بداية الصوم يبدأ الدم بطرد الفضلات السامة منه فيصبح أكثر نقاء، وعندما يذهب هذا الدم للدماغ يقوم بتنظيفه أيضاً فيكون لدينا دماغ أكثر قدرة على التفكير والتحمل والذى ينعكس إيجابياَ على استقرار الوضع النفسى لدى الصائم، ونجد كثيراً من علماء النفس يعالجون مرضاهم النفسيين بالصيام فقط وقد حصلوا على نتائج مبهرة وناجحة، لذلك يعتبر الصوم هو الدواء الناجح لكثير من الأمراض النفسية. وتستكمل عيسوى قائلة إن أهم ما يميز شهر رمضان عن بقية العام هو الجو الروحانى الخاص به والمشاركة العامة بين الأفراد فى تنظيم أوقاتهم خلال اليوم بين العبادة والعمل فى فترات محددة وتخصيص أوقات موحدة يَجتمعون فيها للإفطار، وهذه المُشاركة فى حد ذاتها لها أثر إيجابى من الناحية النفسية على الانسان.