صدر فى الولاياتالمتحدة كتاب عن الصيام وتأثيره من الناحيتين الجسمية والنفسية، يضم الكتاب 26 فصلا فى 133 صفحة عن نتائج أبحاث ثلاثة من الباحثين فى العلوم الطبية هم: آلام كون، وجيروم أجيل، ويوجين بو.. وخلاصة أبحاثهم أن الصيام يمثل برنامجا للحصول على صحة جيدة وشباب دائم، إذا اتبع الإنسان الأسلوب الصحى السليم فى أنواع وكميات الطعام، ويتضمن الكتاب نتائج الأبحاث التى توصلت إلى أن الصيام علاج لبعض الأمراض. ومن خلال تنظيم الطعام فى أيام الصيام فإن المرضى المصابين بالسمنة والراغبين فى إنقاص الوزن حققوا تقدما ملحوظا مما يجعل الصيام وصفة ناجحة لإنقاص الوزن وتحسين المزاج، وقد عبّر الأشخاص الذين اشتركوا فى التجارب عن أنهم يشعرون باختفاء الآلام التى كانوا يشعرون بها، وبعض مرضى ضغط الدم المرتفع انخفض ضغط الدم وأظهرت التحاليل انخفاض نسبة الكوليسترول، وعبّر المشاركون فى التجارب عن سعادتهم لأنهم أصبحوا يتناولون كميات أقل من المنبهات (الشاى والقهوة) واستطاعوا تقليل التدخين، وشعروا بأن قدراتهم زادت، ومنهم من كان يشكو من التوتر ومتاعب فى النوم فزالت هذه الأعراض وقل اعتمادهم على المسكنات والمهدئات. تبين من التجارب أيضا أن الصيام يحسن الهضم، ويزيد من قدرة الحواس، وينظم الأمعاء، ويجعل الذهن أكثر يقظة. ومن الناحية النفسية والعقلية حدث تحسن فى حالات مرضى انفصام الشخصية، والمصابين بالقلق الزايد. *** واختبر الباحثون الثلاثة ما ذكره العالم الروسى (يورى نيكولاييف) مدير معهد موسكو للعلاج النفسى من أن العلاج بالصيام حقق نتائج إيجابية للمصابين بالحساسية والمتأثرين بتلوث البيئة مثل الأدخنة وعوادم السيارات وانبعاثات المصانع. ويجيب الباحثون عن سؤال يتكرر من المرضى وهو: هل الحرمان من الطعام والشراب لفترة طويلة يمكن أن يسبب أضرارًا لصحة الإنسان وإجابتهم من واقع التجارب أن الصيام بالنسبة لغالبية الناس يفيدهم ولا يسبب ضررًا على الإطلاق، فالإنسان يتناول ثلاث وجبات كبيرة ويعتقد أن فقدان وجبة منها يؤذى صحته والحقيقة أن ذلك غير صحيح، فقد وجد الباحثون أن جسم الصائم يلائم نفسه مع الصيام، ووجدوا أن الصيام يعطى الجسم والأنسجة فرصة للتخلص من السموم، ووجدوا بعد 30 عاما من متابعة آثار الصيام على الصائمين أن الصيام يؤدى إلى تنشيط جهاز المناعة، وفى ذلك تأكيد لما ذكره (أبو قراط) أول طبيب فى التاريخ من أن الصيام علاج لمقاومة كثير من الأمراض، وكانت نظريته أن فى داخل جسم كل إنسان طبيب يعمل وقت الحاجة ويجب أن نساعده، وطبق أبوقراط نظريته على نفسه وعاش تسعين عاما. *** يقول الباحثون الأمريكان إن عملية هضم الطعام عملية بيولوجية يقوم بها الجسم وهى ليست سهلة، وعندما يتوقف الإنسان عن الطعام فإن الجسم يحصل على الراحة ويجرد نفسه، وبعد ثلاثة أيام يختفى الشعور بالجوع ويتعود الجهاز الهضمى على النظام الجديد للطعام. ومن التجارب التى قام بها الباحثون الثلاثة اختبار كفاءة الصائم فى تأدية عمله ووجدوا أن الشعور بقلة الحيوية عند بعضهم ليس سببه الصيام ولكن سببه قلة النوم أو كثرة الطعام بعد الصيام. ومن النتائج أيضا تحسين حالة مرضى السكرى ومرضى الكبد، والمرضى المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم مما يؤدى إلى ترسب الكوليسترول على جدران الشرايين وشرايين القلب بصفة خاصة، ويؤدى الصيام إلى تحسين مستويات الهرمونات فى الجسم ويمثل راحة للقلب وللجهاز العصبى المركزى. ومن الملاحظات المهمة فى هذا البحث أن بعض الصائمين يشعرون فى الأيام الثلاثة الأولى بنوع من الهبوط أو الإثارة الانفعالية، أو الخمول، ولكن هذه الأعراض تزول بعد ذلك بعد أن يتكيف الجسم مع النظام الجديد للصيام، وقد ثبت فى الأبحاث أن الصيام يؤدى إلى زيادة العمليات الحيوية للجسم، ويؤدى إلى تحسن المزاج لأنه يزيد من إفراز هرمون السيروتونين المعروف باسم هرمون السعادة، ويقل مع الصيام وجود الهستامين فى الدم المسبب لأمراض الحساسية. هكذا نكتشف أن الله فرض الصيام طاعة وعلاج.. وفى ختام الكتاب ينصح الباحثون بعض المرضى باستشارة الطبيب قبل الصيام ليقرر إن كانت حالتهم تسمح أو لا تسمح لهم بالصيام وبخاصة مرضى القلب والذين سبق لهم الإصابة بالجلطة، والمصابين بقرحة المعدة، والحالات المتقدمة لمرضى السكرى والكبد والكلى والمخ والسيدات الحوامل وكبار السن.. وفى هذه الحالات يكون الصيام بناء على رأى الطبيب. واكتشف الأطباء أيضا أن الصيام يخلص الجسم من الخلايا التالفة والخلايا الضعيفة ومن الأكياس الدهنية، ويعطى البنكرياس فرصة للراحة مما يقلل من احتمالات الإصابة بمرض السكر، ويفيد الصيام فى تقليل الوزن إذا لم يسرف الصائم فى تناول السكريات والدهون بعد الإفطار، ويبدى الأطباء دهشتهم لأنهم اكتشفوا أن الصيام أفاد فى علاج بعض الأمراض الجلدية وفسّروا ذلك بأن الصيام يقلل نسبة الماء فى الجسم وقلة الماء فى الجلد تقلل من حدة الأمراض الجلدية مثل مرض الصدفية وتفيد فى تخفيض أعراض الحساسية. *** ويفيد الصيام مرضى النقرس ويقلل نسبة الكوليسترول فى الدم والكوليسترول من أهم أسباب جلطة القلب والمخ والشرايين.. ويساعد الجسم على التخلص من السموم وعلى راحة الجهاز الهضمى ويفيد مرضى ضغط الدم المرتفع ويزيد من كفاءة الجهاز المناعى، كما أن الهدوء النفسى فى الجو الروحانى لشهر رمضان يؤدى إلى تقليل إفراز هرمون الأدرينالين المسبب للقلق. وما يذكره الأطباء الأمريكيون تؤكده أبحاث أجريت فى بريطانيا وأشارت إليها صحيفة ديلى تلجراف وأشارت أيضا إلى أبحاث أجريت فى جامعة جنوب كاليفورنيا، ونشرت أبحاث البروفيسور الألمانى هانزد يتسليف فاسمان التى توصلت إلى أن الصيام ينشط المخ وخاصة لكبار السن. ومن المؤكد أن للصيام فوائد صحية وفوائد روحية يكتشف علماء الغرب حقائقها ويتأكد أن الله سبحانه فرض على المؤمنين الصيام فرصة لإظهار الطاعة لأمر الله، ولخيرهم فى الدنيا والآخرة.