القول الفصل فى شخصية أيمن نور المقيم فى لبنان بدعم ورعاية وحماية حسن نصر الله والحرس الثورى الإيرانى أنه لا يؤمن بأى مذهب سياسى أو تيار فكرى منذ أن كان طالبًا فى «حقوق» المنصورة فى مطلع ثمانيات القرن الماضى، حيث بدأ شيوعيًا مؤمنًا بأفكار ماركس ولينين، ثم أصبح وفديًا فى ظل فؤاد باشا سراج الدين.. ولأنه كان يؤمن ولا يزال لسياسة «كل واشكر» كان يغازل طوال حياته كل التيارات.. والولاء لمن يدفع أكثر.ففى الوقت الذى كان فيه أيمن نور الطفل المدلل للباشا فؤاد سراج الدين كان يغازل إبراهيم منير وجمعة أمين أبرز قيادات الإخوان فى الخارج.. وفى الوقت الذى يدافع فيه عن مدنية الدولة كان يغازل أسامة رشدى رجل الإخوان الهارب فى لندن والتكفيرى السابق فى الجماعة الإسلامية وذلك فى كتاب «اضطهاد تنظيم الجهاد فى مصر». وكما يقول عبد النبى عبد الستار «الصندوق الأسود» لأيمن نور ومنسق حملة دعم الرئيس فإن نور يبيع أى مبدأ مقابل تحقيق مصالحه الشخصية، وهذا ما يفسر تناقضات مواقف أيمن نور أيام الوفد ومبارك والمجلس العسكرى والإخوان، والآن.. فأيمن نور، ينظر دائمًا إلى مبدأ «من أين تؤكل الكتف؟» فإذا نجح فى أكلها فبها ونعمت.. وإذا فشل قلب ظهر المجن للنظام السياسى.. وهذا ما يفسر موقف أيمن نور من الرئيس السيسى. وأيمن نور - كما عرفته من 31 عامًا - والكلام على لسان عبد الستار.. ارتدى أكثر من عباءة سياسية فرغم ولائه للوفد كان يغازل الجهاديين، ولكون المصالح تتصالح، والولاء لمن يدفع أكثر قام بفبركة صورة للإيحاء بتعذيب أعضاء تنظيم الجهاد فى السجون، وبالتحرى تبين أن الصورة لبواب العمارة.. الذى قام بدور المعتقل مع أيمن بعد قبض المعلوم، وكشف ظهره، ورسم عليها بأصابع الروج لتشويه صورة الداخلية. وللتأكيد من أن أيمن ليس له صاحب، ولا يقف بجوار نظام إلا بعد تحقيق نظرية «كل واشكر».. فقد باع ولى نعمته فؤاد سراج الدين، وأفشى أسرار أسرته وقصره فى مقابل الموافقة على منحه «ترخيص أمنى» بافتتاح مكتب جريدة الحياة اللندية فى مصر. ولأن تحقيق المصلحة والشو الإعلامى كان يحجب الرؤية عن أيمن نور، فقد نشر تحقيقًا صحفيًا يفيد تجسس وزير الداخلية الأسبق زكى بدر على قيادات المعارضة.. وفى مانشيت الوفد كتب يقول: الوفد تكشف بالمستندات والتسجيلات.. وزير الداخلية يتجسس على قيادات المعارضة، وعندما أصدر مصطفى شردى رئيس تحرير الوفد وقتها قرارًا بعدم دخوله الجريدة أو الحزب إلا ومعه المستندات، بعد تكذيب الداخلية ما تم نشره اختلق واقعة الاعتداء عليه والاستيلاء على المستندات التى كانت بحوزته. الانقلاب على الوفد وبعد فشله فى الحصول على أى دور أو منصب فى حزب الوفد وصراعه المتكرر مع أعضاء الهيئة العليا والصحفيين انقلب على الحزب الذى ترعرع بين جنباته وقرر تأسيس حزب الغد حيث وقع فى كارثة التزوير لتحكم عليه محكمة الجنايات ب 7 سنوات سجنًا فى قضية التوكيلات المزورة، وهو نفس الطريق الذى سلكه حازم صلاح أبوإسماعيل عندما قام بتزوير محررات رسمية فى أوراق أمه الأمريكانية وحكم عليه ب 7 سنوات سجنًا أيضًا.. ولكن من حُسن حظ أيمن أنه تم الإفراج عنه بعفو صحى من الرئيس الأسبق مبارك عام 2009 وحصل على حقه فى مباشرة الحقوق السياسية بقرار المشير طنطاوى فبراير 2012. ورغم أفضال المجلس العسكرى عليه الذى أنقذ حياته السياسية من الضياع بعد جناية حكم التزوير طالب بمحاكمة المشير طنطاوى بدعوى قتل المتظاهرين أمام ماسبيرو ودأب على «تأليب» الرأى العام عليه بدعوى أنه امتداد لنظام مبارك وأنه يطمع فى حكم مصر.. وحتى يتم تسليط الأضواء عليه أعلن فى 2012 أنه أوقف حملته فى انتخابات الرئاسة تضامنًا مع أحداث محمد محمود الأولى.. والحقيقة كما يقول عبدالنبى عبد الستار رفيق عمر أيمن نور إن نور قلب لأعضاء المجلس العسكرى ظهر المجن لأنه فشل فى الحصول على جزء من كعكة الثورة. ولأن سياسة «كل واشكر» هى التى تحدد مسار عمل أيمن نور فقد بزغ نجمه فى زمن الإخوان، ودخل لأول مرة فى حياته القصر الجمهورى، وأصبح ملازما لمحمد بديع وعصام العريان والبلتاجى وحجازى والزمر وعبد الماجد وآل مكى والخضيرى.. وقد كان بالنسبة لهم العراب أو المنقذ، عندما اقترح عليهم فى «الاجتماع الفضيحة» تخويف إثيوبيا، وضرب السد بالصواريخ والهليكوبتر المسلح، وكأنه جنرال تربى فى مدرسة الفريق الشاذلى أو المشير الجمسى.. فى حالة انبهار كامل لباكينام الشرقاوى وسعد الكتاتنى والمعزول محمد مرسى العياط. ثورة 30 يونيو وعندما انتفض الشعب فى 30 يونيو أدرك «نور» أن سياسة «كل واشكر» التى تعود عليها لن تنفع مع الإدارة الجديدة فحمل نور عصاه على عاتقه ورحل إلى لبنان ليعيش فى كنف حزب الله اللبنانى ودعم الحرس الثورة الإيرانى والتنظيم الدولى للإخوان وأردوغان بدعوى أنه معارض سياسى كبير، ويحمل درجة دكتوراه مع أنها شهادة مضروبة ومعى الدليل. والمتوقع من أيمن نور قد حدث فقد بدأ الرجل فى بث سمومه ضد النظام المصرى الجديد ومجاملة التنظيم على قنوات مكملين والجزيرة والشرق ورابعة ومصر 25 مدعيًا أن ما حدث فى مصر «انقلاب» وأن العسكر يحكمون منذ 60 عامًا متجاهلا ال 50 مليونًا الذين خرجوا فى شوارع مصر لإنقاذ الدولة المدنية من عصابة المرشد. ولأن أيمن نور «أبو المتناقضات» فقد طالب دعم عدلى أبادير رئيس أقباط المهجر فى انتخابات الرئاسة عام 2005، وفى ذات الوقت أرسل لأسامة رشدى أحد قيادات التنظيم الدولى طالبًا منه الدعم والمال. وأثناء حملته الانتخابية فى 2005 ذهب أيضا إلى قداسة البابا شنودة للحصول على البركة وتقبيل يده فى الكاتدرائية، وبعدها بساعة ذهب إلى مكتب الإرشاد فى المنيل لتقبيل يد مرشد الجماعة مهدى عاكف والصلاة خلفه. الدعم الخارجى أما عن استقوائه بالخارج فحدث ولا حرج، فقد غازل أوباما أثناء ترشحه لرئاسة أمريكا، وطالبه باتخاذ موقف حازم ضد النظام فى مصر وذلك فى خطاب يعرف محتواه القاصى والدانى من مثقفى مصر، وهو الآن يردد ما يردده التنظيم الدولى بأن الحكم على إعدام محمد مرسى مسيس، وأنه تم وقف برنامج «ريم ماجد» على قناة ال ontv لأنها تقاوم حكم «العسكر» على حد وصفه، رغم اعتراف نجيب ساويرس نفسه بأنه تم وقف البرنامج لأنه لم يأت ب «ولا إعلان». والآن يتلون أيمن نور بكل ألوان الطيف تحت راية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التى يتاجر بها الرجل ليغازل التنظيم الدولى وأوباما والشيخة موزة وأردوغان فى الخارج وعمرو حمزاوى وحمدين صباحى وعبد الغفار شكر وسيف عبد الفتاح ومحمود خليل وأنور الهوارى فى الداخل.