مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل نمو الإنسان التى تغرس فيها البذور الأولى لشخصية الطفل ويتشكل فيها تفكيره وعاداته واتجاهاته وميوله وسلوكه، حيث تتميز هذه المرحلة عن بقية مراحل النمو الأخرى للأطفال بعدة خصائص نجعلها صالحة ومناسبة بكل المعايير النفسية والتربوية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.. هذه بعض المحاور التى دارت حولها الندوة التى عقدت بدار الضيافة بجامعة عين شمس تحت عنوان (التربية الجنسية فى الطفولة المبكرة). ويقول د. جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس وأمين لجنة قطاع دراسات الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الأعلى للجامعات إن الاتجاهات العالمية الحديثة فى مجال البرامج والأنشطة التعليمية الخاصة بالأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة تؤكد على أهمية إكساب الأطفال مبادئ التربية الجنسية لأنها تعد بصفة أساسية من المتطلبات الهادفة التى تساعد الأطفال على البناء السليم لشخصياتهم وتعتبر لهم جانبا حيويا فى العلاقة مع أفراد الجنس الآخر. وأضاف من المؤكد علميا ويمكن ملاحظته من جانب المربين الذين يتعاملون مع الأطفال فى البيت أو الحضانة أن الطفولة ليست بريئة من الأفعال والأنشطة والاهتمامات الجنسية، ولكن كيفية التعامل معها بشكل علمى تكون مفقودة، وبالتالى تتفاقم وتصبح مصدرا للتوتر والانزعاج الطفلى. وأيضًا من ضمن الأفكار الخاطئة الشائعة عند بعض الوالدين والمربين أن التربية الجنسية فى مرحلة الطفولة تزيد من فضول الأطفال وتزيد من اهتمامهم بالأمور الجنسية، كما أنها تؤدى إلى التجريب والإفراط الجنسى المتحرر من المسئولية. كما يرى سيجموند فرويد مؤسس نظرية التحليل النفسى أن الإنسان منذ مرحلة الطفولة المبكرة يحمل طاقة جنسية غريزية (الليبيدو) تتطور معه فى أثناء مراحل حياته المختلفة واعتبرها المؤثر الأول فى السلوك الإنسانى. وحسب نظرية فرويد فإن الفرد يمر خلال مراحل نموه النفسى الجنسى بخمس مراحل متتالية هى (المرحلة الفمية) فى السنة الأولى من العمر والمرحلة الشرجية من سن 1 - 3 سنوات، والمرحلة القضيبية من سن 3 إلى 6 سنوات، ومرحلة الكمون من سن 6 حتى سن البلوغ ومرحلة التناسلية الراشدة التى تمتد من سن البلوغ حتى آخر العمر. ويضيف د. شفيق أن الأطفال فى هذه المراحل بالذات من سن سنتين إلى عمر خمس سنوات لديه الاهتمام والشغف بأمور وقضايا الجنس المختلفة، وكذلك الاهتمام بالدور الجنسى وقضايا الحمل والولادة والزواج مثل من أين جئت؟ ولماذا لم يلد أبى؟ ولماذا لا يتزوج الأخ أخته؟ كيف يولد الأطفال؟ وهنا يجب ألا يؤخذ موضوع الجنس على أنه لغز لا يحل، بل يؤخذ الموضوع ببساطة ولا يجب الظن بأن الأطفال لا يحتاجون إلى مثل هذه المعلومات والرد على أسئلتهم المتكررة المحيرة.