ليس لدى إذن موسيقية ولا أملك صوتا جميلا وظروف النشأة وطبيعة الوظيفة كلها أشياء جعلتنى بعيدا كل البعد عن الموسيقى، ورغم ذلك لا استطيع أن اتمالك نفسى عندما استمع إلى مؤلفاته وأجدنى فجأة قد انتقلت إلى عالم اخر من السحر والجمال.. هكذا وبلغة عربية متقنة ادهشت الحضور بدأ سيرجى كيربيتشينكو سفير روسيا لدى القاهرة كلمته فى الاحتفالية التى نظتمها مؤخرا دار الأوبرا بالتعاون مع المركز الثقافى الروسى، بمناسبة مرور خمسة وسبعين عاما بعد المائة على ميلاد موسيقار روسيا الكبير بيتر اليتش تشايكوفسكى، صاحب المقطوعات الموسيقية الخالدة، ومن أشهرها موسيقى ألف ليلة وليلة. وقال سيرجى: «رغم أننى إنسان عادى ليس لديه اهتمام بالموسيقى إلا أننى عشقت فن تشايكوفسكى منذ ولادتى ومنذ أن زرت بيته فى مدينة كلين فى ضواحى موسكو ومنذ أن استمعت لموسيقاه فى الحفلات العديدة التى حضرتها سواء فى روسيا أو فى مصر او فى العالم كله وأنا واثق أن هذا العشق سوف يكون مصير أى إنسان عندما يقدم على الاستماع لموسيقى هذا العبقرى. وأشار سيرجى إلى أن الأعمال الفنية الموسيقية المعاصرة سواء فى مصر أو فى روسيا أو حتى فى العالم كله نستمع إليها ولكن لا تعيش معنا طويلا نظرا لمستواها المتواضع أما موسيقى تشايكوفسكى فنجدها عاشت خلال العصور الماضية وسوف تعيش فى العصور القادمة لأنها موسيقى لا تموت. أما الدكتور حسن شرارة، فقال عن سبب تعلقه بموسيقى تشايكوفسكى: «عندما كنت صغيرا اهدانى والدى أسطوانة كونشيرتو تشايكوفسكى للفيولينا وهذه كانت أول موسيقى اسمعها فى حياتى ومن وقتها وأصبح حلم عمرى أن اذهب إلى كونسرفتوار تشايكوفسكى فى موسكو وتحققت امنيتى بالصدفة عندما كنت أشارك فى حفل فى دار الأوبرا عام 1969 وكان من ضمن الحضور السفير السوفيتى وقتها وبعد الحفل عرض على أن أطلب ما شئت فقلت له أريد أن اذهب إلى كونسرفتوار تشايكوفسكى فوافق على الفور واهدانى منحة دراسية وذهبت إلى الاتحاد السوفيتى وأول ما قمت بزيارته هو تمثال هذا الفنان العظيم والموجود أمام الكنسرفتوار وأخذت بجواره صورا كثيرة. وفى عام 1974 اشتركت فى مسابقة تشايكوفسكى للفيولينا وسعدت لحصولى على جائزة وشهادة تقدير تحمل اسم هذا المؤلف العبقرى الذى يرجع سر تعلقى وتعلق المصريين به إلى أن موسيقاه لا تخلو من الألحان الشرقية التى تلمس أوتار القلوب.