النساء قادمات.. كارثة تهدد استقرار مجتمعات النصف الشمالى من الكرة الأرضية ونصفها الجنوبى.. فالإحصائيات تتحدث عن ارتفاع نسبة الإناث بثلاثة أضعاف الذكور.. فلذلك خرجت مسيرة حاشدة من حسنوات بنات السويد فى شوارع استوكهولم للمطالبة بتوفير الحكومة أزواجا لهن لتكوين الأسرة.. ولكن المشكلة تكاد تسود معظم دول القارة الأوروبية العجوز بالإضافة إلى عزوف الشباب عن الزواج.. أما فى جنوبها فالمشكلة تتضاءل قليلًا.. وتحايلت بعض دول الجنوب كفرنسا عليها بقيام بعض النشطاء المعنيين بالقضية بتخصيص «بوتيك» يعرض فيه الشباب الراغبين للزواج على واجهته لمدة عشرة أيام لتختار الفتاة غير المتزوجة من الفتى الذى يناسبها.. وبدأت الفكرة بمزحة على موقع إلكترونى ثم تجسدت الفكرة ولاقت رواجا كبيرًا من اللاتى يطالبن بالزواج.. ويتيح المتجر جلوس الفتاة مع الشاب والتعرف عليه. وقد بلغ رواد «البوتيك» نحو خمسة ملايين فتاة وتعدت أرباحه إلى 15 مليون دولار ونشأت أيضًا فى فرنسا وكالة «UNLCIS» تهتم بالبحث عن النصف الآخر وبعد الإقبال الشديد عليها أقامت عدة أفرع لها فى دول أوروبا وأمريكا. وننتقل إلى النصف الثانى من الأرض سنجد عددًا كبيرًا من اليهوديات فى إسرائيل يطالبن بتعدد الزوجات لحل العنوسة بسبب تفوق عدد الفتيات على الشباب.. رغم أن القانون الإسرائيلى يمنع التعدد ويعتبره جريمة مع أن التوراة لا تحرمه.. وقد أيد الفكرة عدد لا بأس به من رجال الدين اليهودى. وفى العراق تعدت نسبة المرأة نصف المجتمع، حيث وصلت إلى 58% مما فرضت على الرجل أن يتزوج من سيدتين إلى ثلاث.. وفى السعودية زادت العنوسة وبلغت ثلاثة ملايين فتاة عانس.. وفى مصر يقول الجهاز المركزى للإحصاء أن عدد العوانس وصل إلى 11 مليونا ومنهن من تجاوزت أعمارهن 35 عامًا. ويعلل الدارسون قضية العنوسة فى أوروبا إلى تحلل قيم المجتمع الغربى وأنها محصلة طبيعية إلى إهمال كيان العائلة وانهيار المبادئ ومفهوم الدين وتحول الحب إلى علاقات قائمة على حسابات الربح والخسارة وليست لمشاعر حقيقية متبادلة تحث الطرفين على الارتباط وتحمل المسئولية.. وانتقلت العدوة بالتبعية للمجتمع العربى.. وأصبحت مسئولية الأسرة رعبا يدب فى قلوب الشباب من الطرفين. ويعنى ما سبق أن منظمات حقوق المرأة على مستوى العالم فشلت ومنها إعلان بكين معاهدات المرأة الدولية فى ضمان حياة كريمة لملايين النساء.. ويضاف إليها الأوضاع المأساوية على مستوى العالم فمثلًا كل واحدة من ثلاث يتعرضن للضرب والاغتصاب.. ومثل آخر فشل الكونجرس الأمريكى بإقرار قانون لعدم التمييز بين المرأة والرجل فى العمل الواحد.. حتى أن المرأة العاملة المتزوجة فى أوروبا تعيش فى حالة إحباط وإرهاق بدنى ونفسى ولم تفلت أيضًا من ضرر خطط التقشف للحكومات بعد نشوء الأزمة الاقتصادية الأوروبية فكانت أول المتضررين.. وبالتالى تم تخفيض رواتبهن والإعانات الاجتماعية لهن.. وانعكست هذه الحالة المرضية على الأسرة، فتقول مجلة «هيكا ساجين» الطبية إنه لا يكاد يوجد مستشفى أطفال فى أوروبا وأمريكا إلا وفيه عدة حالات من الأطفال المصابين من الضرب المبرح من الأم. ??? ?? والمرأة صارت حائرة بين تفوق عددها على الرجال داخل المجتمعات وتضخم مشكلة العنوسة وبين ارتفاع نسبة المطلقات.. وتربط الحالتين عدة عوامل منها الحالة الاقتصادية المتردية فى كثير من دول الجنوب وعدد من دول الشمال، وثانيًا:عدم الرغبة فى تحمل أعباء المسئولية.. وثالثاً المرأة العاملة كثيرًا ما تفشل فى تحقيق حياة سوية للأسرة لكثرة الضغوط الخارجية.. ولا يعنى ذلك أنها دعوة لرفض عمل المرأة.. ولكن هناك حلول عديدة طرحها المختصون من علماء الاجتماع والنفس والدين يجب محاولة تحقيقها.. وأولها العودة إلى القيم والمبادئ والأعراف الاجتماعية والدينية.