تجسد الهيئة العامة للتأمين الاجتماعى المثل الشعبى «آخرة خدمة الغز علقة» تجسيدًا حيًا وصادقًا ومعبرًا عن أصحاب المعاشات الذين أفنوا حياتهم فى خدمة بلدهم وبدلًا من أن يتم تكريمهم على عطائهم وسنوات خدمتهم الطويلة يتم تعذيبهم باعتبارهم مثل خيل الحكومة التى تفانت ثم كان مصيرها الموت. والأدهى من ذلك والأمر أن العاملين بهيئة التأمين يحصلون على حافز مادى شهرى حوالى 25% من أجرهم الأساسى رغم سوء معاملتهم للجمهور. ويبدو أنهم يتمادون فى سوء المعاملة أملاً فى زيادة هذا الحافز. وتعرضت لتجربة مريرة بعد خدمة تأمينية عمرها 35 عامًا وقمت بتسليم شهادة إنهاء خدمتى للتأمين ورد على الموظف المختص أن طباعة برنت المعاش سوف تستغرق عشرة أيام لعدم وجود موظفين علمًا بأن هذه البيانات محفوظة على الكمبيوتر ولا تستغرق طباعتها إلا دقائق معدودات. وبعد 10 أيام تمت طباعة البرنت وقدمت بطاقة الرقم القومى لإنهاء إجراءات صرف المعاش وفوجئت بموظفة التأمين تطلب منى إحضار شهادة ميلادى لأنهم فى مكتب التأمينات مزقوا ودشتوا المستندات الورقية فى ملفى التأمينى وذهبت لمدير المكتب محمد صابر لإقناعه بأن الرقم القومى يغنى عن شهادة الميلاد لأنه لا يصدر إلا بها ولكن دون جدوى وذهبت لمقابلة رئيسة هيئة التأمينات آمال عبد الوهاب لعرض الشكوى عدة مرات ولكن دون جدوى وطلبت تحديد موعد لمقابلة سيادتها من مدير عام مكتبها السيدة ماجدة. وكلما طلبت لقاء مع الله دخلت فى الصلاة. وكلما طلبت لقاء مع رئيسة التأمينات فلا حياة لمن تنادى!! وبالمناسبة فإن حجة عدم وجود موظفين كافيين للعمل فإن رئيسة التأمينات يعمل فى مكتبها عشرة «موظفين بلا عمل» ولا يكلفون أنفسهم حتى للرد أو الاستفسار عن مشاكل المؤمن عليهم من الكهول الذين لا يستطيعون الانتقال أو طلب مقابلتها. والغريب أن الموظف الوحيد الذى يصدر البرنت فى المقر الرئيسى للهيئة بشارع الألفى يطبع يوميا حوالى 500 برنت ويقف المواطن فى طابور طويل أوله فى الألفى وآخره فى بحر إسكندرية. وقد أخطرت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى بما تفعله رئيسة الهيئة من تجاهل وتعال وسوء معاملة للجمهور. مرؤستها. المأساة الكبرى أنه فى يوم 10 من كل شهر وهو تاريخ صرف المعاش يصطف نحو 3 آلاف مسن من الصباح الباكر أمام بنك ناصر الاجتماعى بالأزاريطة بالإسكندرية لصرف معاشهم رغم ضيق مساحة الفرع وقلة عدد الموظفين الذين يعملون حتى السابعة مساء. يا وزيرة التضامن نظرة إلى أصحاب المعاشات لأنهم بشر خدموا بلدهم فى تفان ولا يعقل أن يهانوا أو يعذبوا على تفانيهم وعطائهم. ومطلوب عاصفة ردع لموظفى التأمين الاجتماعى ومحاسبتهم.